لا خلود لأى منصب

لا خلود لأى منصب

المغرب اليوم -

لا خلود لأى منصب

بقلم : عماد الدين أديب

الأزمة الكبرى التى يمكن أن يقع فيها أى مسئول فى منصب مهما كان رفيعاً هى أن تسيطر عليه فكرة غبية وحمقاء ومضادة للتاريخ تقول: «إنه باقٍ فى منصبه إلى الأبد»!

الكارثة الكبرى التى يقع فيها الكثير من البشر على مر التاريخ أنه حى دون أن يفكر أن هناك احتمالاً بأن يموت فى أى لحظة.

لا يفكر أحدهم بمنطق وحكمة «سبحان الله الحى الذى لا يموت».

المطلق الأبدى، والباقى الأبدى الذى كان قبل القبل، وسيبقى بعد البعد هو الله سبحانه وتعالى.

بهذا المنطق يتثبت البعض فى كراسى الحكم والسلطة، ويعتقدون أن سلطان المنصب هو بوليصة التأمين الأبدية التى ستحميه من أى تقلبات أو ردود فعل سلبية من الممكن أن يتعرّض لها.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان من الممكن أن تطيح به ثورة شعبية، أو انقلاب عسكرى، أو تغيير وزارى محدود، أو تغيير حكومى شامل.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان، قد يوضع تحت طائلة القانون ويجد نفسه خلف القضبان.

أى مسئول فى أى زمان أو مكان، من الممكن أن تصيبه رصاصة مضطرب عقلياً أو إرهابى مجنون.

الذى يبقى من مسيرة أى سياسى هى قائمة إنجازاته للوطن، خصوصاً فى زمن الإنترنت الذى يحفظ كل كلمة قالها وكل حوار تليفزيونى أجراه، وكل مقال كتبه وكل موقف اتخذه، وكل مشروع افتتحه.

الذى يبقى هو إنجاز المسئول، مثل الشارع الذى رصفه، الكوبرى الذى أشرف على بنائه، المستشفى الذى وفر العلاج الكريم، المدرسة التى أضاءت العقول.

نحن فى زمن، كل حرف فيه محسوب على صاحبه، كل قرار هو مكون أساسى من قائمة أعماله.

أخطر ما يمكن أن يصيب أى صاحب سلطة أن يعتقد أنه وحده دون سواه يمتلك الصواب المطلق، وأن غيره على خطأ.

البعض يعتقد من أعماق أعماقه أن غيره لا يفهم شيئاً فى إدارة شئون حياته وأنه -أى المسئول- يحمى الناس من جهلها وحماقتها ومن أخطاء نفسها!

الخطأ الكبير الذى يقع فيه بعض الساسة أن الناس أعطته تفويضاً كى يحكم «معها» وليس «بدلاً» عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا خلود لأى منصب لا خلود لأى منصب



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya