حوار حزين على مقهى عربى

حوار حزين على مقهى عربى

المغرب اليوم -

حوار حزين على مقهى عربى

بقلم " عماد الدين أديب

 بينما كنت أجلس على مقهى شعبى فى إحدى العواصم العربية، وبينما كنت أحتسى الشاى المغربى الممزوج بالنعناع الأخضر وماء الورد، بادرنى أحد الشباب، واقتحم علىّ عزلتى الجميلة، ودون استئذان جلس إلى طاولتى، وقال:

الشاب: معلش يا أستاذ، محتاج أتكلم معاك ضرورى جداً.

العبد لله: خير إن شاء الله، تحت أمرك.

الشاب: إننى منزعج تماماً من كل هذه المؤتمرات التى انعقدت فى الآونة الأخيرة.

العبد لله: أى مؤتمرات تقصد؟ هناك مؤتمر كل يوم تقريباً.

الشاب: انظر فى الآونة الأخيرة: قمة سوتشى بين الأتراك

والروس والإيرانيين، ومؤتمر ميونيخ للأمن الدولى، ومؤتمر وارسو الذى خُصص لتحديد موقف دولى من إيران.

العبد لله: وما الذى يضايقك فى هذا؟

الشاب: إنهم يحددون سياسات العالم على هواهم وحسب مصالحهم، ويرسمون -رغماً عنا- حاضرنا وآفاق مستقبلنا.

العبد لله: القوى دائماً هو الذى يفرض شروطه على العالم يا عزيزى.

الشاب: ولماذا نحن ضعفاء أو مستضعفون؟

العبد لله: لسنا ضعفاء، لكننا لا ندرك مكامن قوتنا، ولا نعرف كيف ومتى وأين نستخدمها فى علاقاتنا بالقوى الكبرى فى هذا العالم.

الشاب: هل هى مؤامرة، أم سوء إدارة لمصالحنا؟

العبد لله: أعتقد أن الجميع يتآمر على الجميع، هذا يحدث فى العالم كل يوم، ولكن يبقى السؤال: ما الذى تفعله أنت فى وجه هذه المؤامرات؟ هل تستسلم لها؟ هل تقاومها؟ هل ترد عليها؟ والسؤال الأهم: هل تعرفها وتفهمها؟

الشاب: ولماذا هذا الاستسلام لما يفعلونه بنا؟

العبد لله: هناك فارق بين 3 أمور جذرية فى هذا المجال.

الشاب: بالله عليك ما هى؟

العبد لله: هل تعرف أم لا تعرف؟

هل تريد أن تفعل أم لا تريد؟

هل تقدر أم لا تقدر على الفعل؟

الشاب: وما رأيك، هل المشكلة فى المعرفة أم الرغبة أم القدرة؟

العبد لله: فى رأيى المتواضع، عندنا مشكلة عميقة فى المعرفة والرغبة والقدرة.

اكتأب الشاب، وتغيّر لون وجهه، وغادرنى دون أن يودعنى ولو بكلمة واحدة.

وانتهى الحوار الحزين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حزين على مقهى عربى حوار حزين على مقهى عربى



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود

GMT 17:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة ١٤ سائحًا في استهداف أتوبيس سياحى في الهرم

GMT 08:52 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

5 نصائح تمكنك من اختيار شجرة عيد الميلاد المثالية

GMT 21:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya