نظرية هوّ كده

نظرية "هوّ كده"

المغرب اليوم -

نظرية هوّ كده

بقلم عماد الدين أديب

هناك مقولة شعبية عميقة تلخص بدقة الحالة العدمية والعبثية التى تحياها النخبة السياسية المصرية منذ فترة، وهى تلك التى تقول: «قلنا لهم ده تور.. قالو احلبوه».

ما زلنا نعيش فى مرحلة عدم منطقية وجنون المحاولة الدائمة «لحلب الثور».

هذا العناد العقلى، والهيستيريا الفكرية التى نحياها أدت إلى إنجاب حالة نظرية «هوّ كده».

«هوّ كده» هى إصرار صاحب الرأى على فكرة غير منطقية، أو رأى بلا أسانيد أو خبر عار من الصحة تماماً حتى لو أثبت لك الـ7 مليارات مواطن الذين يشكلون تعداد سكان كوكب الأرض عكس ما تقول.

نظرية «هوّ كده» لا تستند على فكر سياسى أو مبدأ أخلاقى أو معلومات مؤكدة أو عقل قابل للجدل أو نظرية مطروحة للحوار.

نظرية «هوّ كده» هى إصرار الحمقى وفاقدى المنطق والذين يعانون من خلل مرضى فى الإدراك.

نظرية «هوّ كده» تجعلك ترفض أى مرجعية فكرية، وغير قابل لتصديق أى معلومات، ومصراً على تكذيب أى مصدر من أعلى إلى أدنى مستوى فى أى سلطة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو أى شخصية عامة.

نظرية «هوّ كده» هى القانون الوحيد الذى يحرك أصحاب الآراء العبثية على وسائل الاتصال الاجتماعى.

نظرية «هوّ كده» هى التى تجعل البعض يسب الآخرين دون سند، ويرفض تصديق أى إنجاز حتى لو رآه أمامه رأى العين.

نظرية «هوّ كده» تبرر الفوضى والقتل والتفجير والتخريب وتعطى لأصحاب هذه الجرائم كل المبررات وكل الحق فى فعل أى شىء مهما كان يخالف الشرع والمنطق والقانون والأخلاق.

وأذكر أنه أثناء ثورة يناير سألت المذيعة أحد المتظاهرين عن رأيه فى موضوع فأعطاها معلومات كاذبة ضد العقل وبعيدة تماماً عن الواقع المعيش وعن مسار الأحداث الحقيقية فأجابها بمنتهى الثقة: «والله ده رأيى واحنا فى ثورة وكل واحد منا حر فى رأيه».

أنت حر فى رأيك، ولكن لست حراً فى صناعة خيالات وأكاذيب مضادة للحقيقة.

للأسف الشديد نحن نعيش عصر «هوّ كده»، عصر تزوير الحقائق بقوة الصوت العالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية هوّ كده نظرية هوّ كده



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya