هل يريد الشعب فعلاً إسقاط الفساد

هل يريد الشعب -فعلاً- إسقاط الفساد؟!

المغرب اليوم -

هل يريد الشعب فعلاً إسقاط الفساد

بقلم : عماد الدين أديب

هناك حقيقة مرة ومؤلمة للغاية علينا أن نتحلى بالشجاعة المطلقة فى مصارحة النفس كى نعترف بها، وهى أن الفساد أصبح أسلوباً للحياة بشكل جذرى ومتراكم منذ أكثر من 70 عاماً.

حينما تكون موارد الدولة محدودة، وقدرة الحكومات فى الإدارة بلا كفاءة، والواردات المستوردة تزيد 70٪ على الصادرات، فإن الحياة تصبح مستحيلة على معظم طبقات الشعب إلا فى حالة واحدة وهى تورط معظم الناس فى الاقتصاد الأسود.

وقام البروفيسور «كينزى» المستشار بصندوق النقد الدولى فى أوائل السبعينات بتعريف «الاقتصاد الأسود» بأنه كل مصدر غير شرعى للدخل مثل: المخدرات، والرشوة، والسمسرة، وتجارة السلاح، والبضائع المنتهية الصلاحية، والأدوية الفاسدة، وكل عمل يعاقب عليه القانون.

وأصبح الجهاز الإدارى والحكومى للدولة أكبر ضحية لهذا النوع من الاقتصاد الأسود، حيث تورط معظم الـ7 ملايين موظف حكومى الذين يعملون فى الدولة فى هذا الأمر، وأصبح له تقنين مجتمعى مثل أنه: «إكرامية»، أو «تخليص»، أو «تسليك للأمور» علشان الشغل يمشى.

وأصبح الكثير من العاملين فى قطاعات الدولة يشعرون بأن هذا الأمر طبيعى وعادل؛ لأنه يعوضهم عن الفارق بين أجر الدولة الضئيل وارتفاع تكاليف الحياة، لذلك أصبحوا يحرصون عليه ويدافعون عن مصالحهم فيه، ويقفون بالمرصاد ضد أى محاولات لحرمانهم منه.

من هنا أصبحت مسألة محاربة الفساد من قبل الرقابة الإدارية وأجهزة الدولة المختلفة هى لعبة كر وفر وصراع بين محاولات تطهير البلاد من ناحية، والمحافظة على «مورد الرزق» الإضافى الذى يتعيش منه هؤلاء من ناحية أخرى.

هنا نطرح السؤال المخيف الذى يجب أن تكون لدينا الشجاعة للإجابة عنه: «هل الشعب -بالفعل- يريد القضاء على الفساد؟».

بالطبع ضحايا الفساد يريدون ذلك، ولكن الذين يرتزقون منه ويعتبرونه مصدر دخلهم الرئيسى الذى يمكنهم من مواجهة فاتورة الحياة اليومية الباهظة، يحافظون على استمراره.

إذا وجد المواطن ما يكفيه لدفع فاتورة الكهرباء والهاتف ومصروفات قوته اليومى، وعلاجه، والدروس الخصوصية، يومها، ويومها فقط سوف يهتف بصدق: الشعب يريد إسقاط الفساد.

المصدر : صحيفة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يريد الشعب فعلاً إسقاط الفساد هل يريد الشعب فعلاً إسقاط الفساد



GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اليك طريقة عمل افضل كريم مقشر للجسم

GMT 12:58 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة تثير ضجة في مدينة ورزازات

GMT 06:19 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

منافسة مهمة بين 16 جوادًا على كأس أحمد بن راشد

GMT 21:01 2014 السبت ,16 آب / أغسطس

الطباهج الليبي

GMT 14:00 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود في طرابلس للمشاركة في معرض "الأعراس"

GMT 05:22 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رسائل من "التنف"

GMT 04:06 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترنتي ميرور" تأمل في شراء مجموعة صحف جديدة في انجلترا

GMT 23:38 2016 الخميس ,22 أيلول / سبتمبر

5 أسباب صحية للنوم عارية

GMT 07:22 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

سلاح الجو الأميركي ينقصه 700 طيار حربي

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 06:53 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيرفي رونار "الثعلب" الذي أعاد للأسود شراستها

GMT 22:46 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث شرطيات مغربيات يتعرضن للتحرش الجنسي

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 03:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

النجمة ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"

GMT 02:13 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

غطاء "أيفون 8" الزجاجي صعب الإصلاح حال تحطّمه

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض لوحات مرعبة للفنّان إنسور في معرض الأكاديمية الملكية

GMT 03:18 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

أسماء الخمليشي تنشر صورة تعبر فيها عن رياضتها المفضلة

GMT 09:28 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن وبكين توقعان عقودًا تجارية بقيمة 253.4 مليار دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya