حقوق الإنسان نضالالتزام ومسؤولية

حقوق الإنسان: نضال..التزام ومسؤولية

المغرب اليوم -

حقوق الإنسان نضالالتزام ومسؤولية

عبد العالي حامي الدين

هناك إحساس عميق بضرورة انخراط الحركة الحقوقية في نقاش عميق لإعادة التموقع النضالي من أجل إعطاء دفعة جديدة للعمل الحقوقي المدني الذي يتوفر على تراكم تاريخي يؤهله للتموقع الجيد حسب مستلزمات المرحلة ومتطلباتها.
إن العمل من أجل حقوق الإنسان هو فكرة نضالية في حد ذاتها، ولا يمكن تصور عمل حقوقي بدون حس نضالي مرتفع. ولذلك، فإن عمل النشطاء أو المدافعين عن حقوق الإنسان، يظل دائما عرضة للمخاطر والتهديدات، ولهذا الغرض أصدرت الأمم المتحدة «إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان» سنة 2000.
إن كلمة «التزام» هي جوهر العمل الحقوقي، فالالتزام بالدفاع عن كرامة الإنسان، أي إنسان، بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو مذهبه أو توجهه السياسي أو الفكري هو من صميم الالتزام الذي نقصده، إنه التزام لصيق بجوهر العمل من أجل ترسيخ ثقافة احترام حقوق الإنسان، وهو التزام نابع من القيم السامية العليا التي جعلت الإنسان مكرما في الأرض «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»، صدق الله العظيم.
إن الحركة الحقوقية وهي تستعد لتدشين مرحلة جديدة في مسيرتها النضالية الملتزمة، معنية بتطوير واقع حقوق الإنسان من موقع الإحساس بالمسؤولية.
مسؤولية الأمانة الفكرية والنزاهة الأخلاقية..الأمانة الفكرية التي ترفض تحوير قضايا حقوق الإنسان الحقيقية إلى مجال للصراع الهوياتي أو التطاحن الإيديولوجي بين العالمية والخصوصية.
إن فكرة العالمية هي الأساس في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعلى أساسها انتقلت حقوق الإنسان من مجرد شأن من الشؤون الداخلية لتصبح جزءا من القانون الدولي، كما أن جميع الدول بمجرد انضمامها إلى المنظمة الدولية ألزمت نفسها بمبدأ عالمية الحقوق الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن العالمية في مجال حقوق الإنسان تختلف عن فكرة الهيمنة اختلافا جوهريا، ذلك لأنها تقدم لنا مجموعة من المفاهيم التي شارك المجتمع الدولي في صياغتها، وهي تهدف إلى تحقيق الاتفاق بين المنتمين إلى حضارات وثقافات مختلفة حول عدد من الحقوق والحريات، اتفاق يضمن المزيد من الاعتراف بتلك الحقوق والحريات، ويوفر لها عالميا مزيدا من الضمانات لحمايتها ويحقق تعايشا وانسجاما بين الثقافات المختلفة بإيجاد أساس تعاقدي، أخلاقي وقانوني مشترك يضمن التعاون والاعتماد المتبادل بين أبناء الثقافات والحضارات المختلفة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان نضالالتزام ومسؤولية حقوق الإنسان نضالالتزام ومسؤولية



GMT 16:40 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

متى تضىء الأهرامات؟!

GMT 00:34 2018 السبت ,11 آب / أغسطس

عيون وآذان (إسرائيل مشؤومة كل يوم)

GMT 05:32 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

عيون وآذان (كتب عن يهود أكثرهم أوروبي)

GMT 02:50 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

كـرة اللجوء... بين «الدولة» و«المجتمع المدني»

GMT 08:43 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

المدافعون عن حقوق الإنسان

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya