المعلقون الرياضيون

المعلقون الرياضيون!

المغرب اليوم -

المعلقون الرياضيون

بقلم : رشيد مشقاقة

عندما كانت أحداث مباريات كرة القدم تُذاع فقط، عبر جهاز الراديو، دأب أحد المعلقين الرياضيين على إشعال لهيب المدرجات الفارغة بجماهير لا توجد سوى في مخيلته!!

لم يكن هذا المعلق الرياضي يتوقع أن سلوكه ـ مثل كرة الريح ـ سيطير خلف الأسوار ليقلده من يسمون أنفسهم رجال قانون وسياسة واقتصاد عبر الحوارات التي يجرونها. الفرق الوحيد بين الفئتين، هو أن هؤلاء يسهل على من يقرأ أو يسمع ما يقولون تصنيفهم في خانة بائعي الوهم أو المتاجرين به، أمّا الفئة الأولى فتنطلي عليك الحيلة إن لم تحضر المقابلات الرياضية التي يتولون تغطيتها!!

سيطرت على المشهد الحقوقي في بلادنا ظاهرتان اثنتان: فأمّا الأولى فتكمن في الحرص على مخالفة صريح القانون وتَجْنِيد المناصرين من كسالى الأمس ـ على إقناع الناس بصواب التحريف. وأمّا الثانية، فهي اعتلاء من هب ودّب منابر الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي للإدلاء بتصريحات هنا وهناك على الأحداث، بل جرأة هذه الفئة تكمن في شرح فصول القانون الأسمى منه والأدنى، في ما لا يحتمل الشرح والإيضاح لوضوحها وصراحتها وبساطتها.

وقد تمادى أحدهم في تحريف مادة صريحة من قانون معين معتقدا ألا أحد يعرف أسباب النزول، وأن خصائص القاعدة القانونية من تجريد وعمومية وحياد وسمو لفظت أنفاسها على يديه!!

ليس مكمن الدّاء في أن يبعثر هؤلاء المعلقون القانونيون والقضائيون نصوص القانون، فمنهم من يسعى إلى الاستوزار أو الرضا عنه أو الاغْتِنَاء، ضاربا بعرض الحائط ثورة كُوب المَاء التي أعلَنَها بكلية الحقوق يوم كان طالبا!!

خطورة المسألة تكمن في أن عموم المتلقين البسطاء عقلا وقلبا يصدقون ما يرون ويسمعون من هذه الفئة، ويقتنعون بأنَّهَا عين الصواب، فتضيع الحقيقة وينتشر الوهم!!

على أن هناك نقطةَ تقاطع بين المعلق الرياضي والمعلقين الحقوقيين، فكلاهما يصنع من آراء التخمين والاحتمال والحدس حقائق ومسلمات للناس.

يجتهد المعلق الرياضي في التحليل والتنظير في ما لا يدخل ذهن اللاعبين، الذين ما إن تطأ أقدامهم أرض الملعب حتى يلقونَ ما سَمِعُوهُ من مدربين وتقنيين جانبا، وهو ما عبر عنه ملك الكرة “بيليه” عندما عزا نجاحاته هو وزملاؤه إلى قدراتهم الشخصية فقط، كذلك المعلقون الحقوقيون لَهُمْ خلطة عجيبة من التهيؤات والخواطر والآراء الملتبسة والانتصارات الوهمية والحماسة الزائدة، في مواضيع تحتاج إلى الرزانة والتعقل وبعد النظر، لا إلى الطبل والمزمار.

يُحكى أن شخصية نافذة زارت بالصدفة الملعب الذي كان المعلق الرياضي المتحمس ينقل منه مادته الرياضية فقال له:

ـ “الملعب فارغ.. وأنت تكذب على الناس”!

خفض الرجل عينيه إلى الأرض، كذلك ينبغي أن يفعل هؤلاء الذين يزعجوننا بهذا الزعيق غير المعقول!!

المصدر "صحيفة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعلقون الرياضيون المعلقون الرياضيون



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:59 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

الكمامة القماش لا تحمي من عدوى "كورونا" تعرف على السبب

GMT 10:41 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لمقبرة "توت عنخ آمون" تعرض بالألوان للمرة الأولى

GMT 06:04 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

شاب مريض نفسي ينتحر بطريقة مروعة في الدار البيضاء

GMT 01:44 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

دشني مراد قصة نجاح بعد بماضٍ أليم

GMT 23:52 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية بوسي شلبي تؤكد تعاطفها مع الشيخ صالح عبد الله كامل

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 09:27 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

العاهل المغربي يلغي لقاء وزير الخارجية الأميركي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya