إمضاء باللون الوردي

إمضاء باللون الوردي

المغرب اليوم -

إمضاء باللون الوردي

يسرى مصطفى

مع بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام وحتى نهايته، يتخذ اللون الوردي معنى خاصًا، فنشاهده في كل شيء حولنا، إذ يصبح رمزًا للحملة التحسيسية العالمية بسرطان الثدي، لذلك فارتداء اللون الوردي يعتبر بمثابة دعم معنوي للنساء المصابات بسرطان الثدي، وإشارة تنبيه لكل امرأة بضرورة الخضوع للفحوصات المبكرة، من أجل الوقاية من هذا المرض، الذي يقض مضاجع العديد من النساء في العالم بأسره. كلنا مجندات على مدار السنة، لارتداء اللون الوردي، هذا اللون الذي أظهرت دراسة علمية أجريت بشأن الألوان وانعكاساتها على الإنسان، أن بعض درجاته لها مفعول المهدئات نفسه. كما أنه يساعد على استرخاء العضلات، فضلاً عن أنه تبين علميًا أن جزءًا من المخ يتفاعل مع اللون الوردي، عن طريق إبطاله لإفراز هرمون الأدرينالين، الذي يؤدي بدوره إلى تهدئة عمل عضلات القلب، ويساعد على تهدئة الأعصاب. ويجوز لنا وصف الشريط الوردي بأنه "موضة" شهر تشرين الأول/ أكتوبر، خاصة في هذه السنة، التي شهدت زخمًا من حملات التثقيف الصحي عن سرطان الثدي، لذلك نحن في حاجة إلى أن نمد جميعًا أيادينا جسورًا آمنة "وردية" لكل النساء اللواتي يعانين في صمت من هذا المرض الخبيث، ومنهن من تسير آلاف الكيلومترات، وسط جبال وعرة، لتلقي العلاج، الذي تجده متوفرًا، أحيانًا، أو يمكن ألا تجده البتة. تحتل الإصابة بسرطان الثدي المركز الأول، ضمن لائحة أنواع السرطانات المسجلة لدى النساء، وتفيد الإحصاءات بأن سرطان الثدي يصيب امرأة من أصل ثماني نساء، وبالتالي فهو يعد من أخطر الأمراض الفتاكة، ويودي أكثر بحياة النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 35 و59 سنة. ويصيب المرض النساء بنسبة 99% و1% الرجال، وكلما جرى اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر، كانت حظوظ الشفاء أكبر. ونقف عند التفاتة إنسانية قدمها عالم الموضة، أخيرًا، دعمًا للنساء اللواتي يعانين ويلات هذا المرض الفتاك، بتقديم مجموعة من الإكسسوارات الوردية اللون، التي اختارها مصمموها بألوان زاهية وباعثة على الأمل لمواجهة قتامة المرض، بوصفها دعوة إلى التضامن بين جميع نساء العالم. وعودة إلى قصة "الشريط الوردي"، ففي خريف العام 1991 وزعت مؤسسة "سوزان جي كومن" أشرطة وردية على المتسابقات الناجيات من سرطان الثدي، في إطار حملة توعية بسرطان الثدي في مدينة نيويورك، وفي سنة 1992 اعتمد الشريط الوردي رمزًا لشهر التوعية السنوية بخطر سرطان الثدي، إذ تعاونت كل من الناجية إيفلين لودر، ورئيسة تحرير مجلة "women's health self"، وشركة التجميل "Estée Lauder" من أجل صناعة شرائط وردية اللون، وبيعها في متاجر شركة مستحضرات التجميل العملاقة في نيويورك. ومن هنا بدأ الشريط الوردي في الظهور إلى العالم. وفكرة الشريط الوردي مستوحاة من فكرة الشريط الأحمر، الذي يعبر عن مرض "السيدا"، ويرمز الشريط الوردي لمريضات سرطان الثدي، أما الشريط الأزرق فيرمز لمرضى سرطان الثدي من الرجال، وصممهما مؤسس ورئيس منظمة "John W. Nick" في إطار حملته بشأن "الرجال، أيضًا، يصابون بسرطان الثدي". بالأمل والحب والإحساس بالآخرين، والتضامن والتكافل، وروح العمل التطوعي، يمكن أن نساعد هؤلاء النساء على رؤية العالم باللون الوردي، ونحاول أن نجدد هذا الأمل في أنفسهن، شريطة أن نعمل جميعًا على تحقيق "العام الوردي" بدل "الشهر الوردي" وألا تظل "أحلامنا وردية" عاجزة عن التعبير عن نفسها.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمضاء باللون الوردي إمضاء باللون الوردي



GMT 22:19 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى متى ستبقى المرأة في عالمنا العربي الحلقة الأضعف .

GMT 09:29 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 11:59 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

المعنفات وبيوت الرعاية وخطوات الإصلاح

GMT 16:37 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 12:12 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 08:13 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 22:46 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

وزارة الشباب والرياضة المغربية تلغي قرار ترقية السكتيوي

GMT 02:01 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

" ألوان الصيف" معرض تشكيلي بفنون الأحساء

GMT 05:16 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

5 سيارات أسعارها تتجاوز الطائرات

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الرئيس الأميركي يطالب بتعزيز الأمن الحدودي في قانون الهجرة

GMT 05:16 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

الصين تستعمل الهواتف الذكية لمعرفة هوية الأشخاص

GMT 12:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعيين مصطفى كشاف حكمًا لمباراة طنجة والدفاع الجديدي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya