صيفك حارق يا رجاء

صيفك حارق يا رجاء

المغرب اليوم -

صيفك حارق يا رجاء

بقلم - بدر الدين الادريسي

كنت على وشك أن أبشر بصيف ساخن سيضرب قلعة الرجاء ليفرض حالة طوارئ قصوى تأمن على البيت من الإحتراق، أو لنقل ما بقي صامدا في وجه الأزمات العاتية التي تعاقبت على الفريق الأخضر، لولا أن جاء الخبر الذي سيرفع لا محالة درجات المحرار لمستويات قياسية ويجعلني أقول بأن الشرارات الأولى للهب قد تطايرت بالفعل.

والرجاء يطوي يوم الجمعة الأخير، صفحة الموسم برباعية "البريستيج" أمام وصيف البطل الدفاع الجديدي، مطمئنا إلى مركزة الثالث الذي يعيده مجددا إلى المنافسات الإفريقية عبر بوابة كأس الكونفدرالية، ورد الخبر الذي يقول أن امحمد فاخر وهو في طريقه للإطمئنان على عائلته الصغيرة، توصل من إدارة الرجاء برسالة نصية تعتبره مقالا من منصبه كمدرب للفريق.

هكذا بلا مقدمات وبلا مبررات، يرى من هم قيمون اليوم على أمر الرجاء أن أول من يجب التضحية به هو المدرّب امحمد فاخر، كما لو أن سعيد حسبان لم يجالس فاخر قبل أسبوعين من الآن ليستشيره في طبيعة القرارات المؤلمة التي لا محيد عنها من أجل تخليق بيت الرجاء، واستئصال من ينعثون بأنهم رؤوس الفتنة المسخرون طوال الموسم للتحريض على الإضرابات في ضرب صريح لقيم الإحترافية والإنتماء لفريق بمرجعية الرجاء.

لا أدري من وقع وثيقة الإقالة المحالة برسالة نصية لامحمد فاخر برغم أن البلاغ الذي أصدره الرجاء، قال بالحرف أن المكتب المسير إجتمع بعد مباراة الدفاع الجديدي وققر فض الإرتباط؟ وهل قرار الإنفصال عن الجنرال هو قرار جرى التهيئة له منذ فترة، أم أنه وليد اللحظة؟ وهل له علاقة بما يردده المسؤولون الحاليون للرجاء من أن حالة التسيب التي سيطرت على اللاعبين وجعلتهم يتمادون في اختلاق مسببات الإضراب عن التداريب في مشاهد لا تليق باسم الرجاء، سببها الأول المدرب امحمد فاخر؟

مشهد الرجاء يبدو اليوم أشبه ببركان له الكثير من الفوهات الحارقة، على مستوى القيادة هناك حرب لا هوادة فيها تستباح فيها كل المكائد، من يقف صراحة وراء حسبان ومن يظاهر له المساندة وهو أشد حرصا على إيجاد بديل منقذ، ومن ينصب له العداء بالمباشر ويسأله الرحيل بلا مماطلة، ومن يرتب لغد آخر ليس فيه أي دور بطولة للقائمين اليوم على تدبير شأن الرجاء، ويبدو وكأننا أمام لعبة محجوزة للأطفال تتبدل فيها الأصوات ولكن العرائس هي هي، ولعبة تستبلد وعي الكبار، إذ هناك من يصمم من رواء الكواليس مشاهد الخديعة والزيف واللعب بمصير وماضي الرجاء.

ولقد إستمعت كثيرا، بخاصة عندما يقوى اللغط وترتفع درجة الميوعة التي تصيب بالغثيان وبعده الإغماء، إلى بيت الحكمة الذي يلجأ إليه طلبا للمشورة، وتساءلت ما هي القوة المؤسسية لهذا البيت الذي يقال أنه بيت الحكمة؟ وما هي درجة تأثيره في المشهد الرجاوي؟ وما المستوى الذي تصله الوصاية عنده؟ وهل نفترض وجود عفاريت تسكن الزوايا المظلمة هي التي تحرك الفتنة بين الحين والحين داخل البيت ألخضر؟

يزعجني كما يسيء الرجاويين أن يتم العبث بهكذا شكل بالرجاء، فأن تكون هناك أزمة مالية قوية وعميقة تضرب القواعد الإقتصادية حتى تصيب الفريق بالشلل الإقتصادي، فهذا لم يكن أبدا مدعاة لكل هذه السيناريوهات البليدة التي شاهدناها على طول الموسم الكروي، حتى أننا كإعلاميين وكرأي عام لم نجد ما نتكلم عنه وما نفتي فيه وما نتناطح من أجله، غير الرجاء التي إن دوت في طبلات الأذان أرقام العجز المالي، أعقبها إضراب اللاعبين وجدارات مبكى تنصب كل يوم من أجل التشكي والنواح، وفي واقع الأمر هناك تدبير خبيث لأزمة الرجاء، بينما كان ميثاق الحب يفرض أن يتحالف الكل من أجل إخماد نار أزمة مالية عابرة شئنا هذا أم أبينا.

لا أبدو متحمسا لباقي فصول صيف الرجاء الحارق، بل آن الأوان لأعلن عن إنسحابي من هذا النقاش البيزنطي والمفتعل، فهناك للأسف معارك مبتذلة سيحمى وطيسها ولا فائدة ترجى منها، أو لنقل لن تفيد الرجاء بأي شيء، لأن من يقف خلفها أناس فاقدون للصفة وفاقدون لأي مرجعية لصنع حاضر ومستقبل الرجاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيفك حارق يا رجاء صيفك حارق يا رجاء



GMT 15:20 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

اتحاد غرب آسيا يناقش مستجدات أنشطته وبطولاته

GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya