إلا إلياس يا ناس

إلا إلياس يا ناس

المغرب اليوم -

إلا إلياس يا ناس

بقلم: بدر الدين الإدريسي

مفعما بالآمال، متحصنا بالشغف الذي ملأ بعضا من تفاصيل حياته، ومعتدا بالنجاحات التي صادفت مساره المهني، فجعلت منه واحدا من خبرات البلاد في مجال اختصاصه، جاء فوزي لقجع لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وهو أعلم بما يمثله المنصب من ثقل واستراتيجية، في منظومة الرياضة الوطنية وأعلم بحجم الإنتظارات وبوعورة المسالك التي سيمشي فيها، وأيضا بما يملأ المشهد الكروي من تناقضات.

في البداية كان خطاب فوزي لقجع مؤسسا على أرقام وعلى تمنيات، وبين الإستيعاب الكامل لتضاريس المشهد وتفعيل المنظور الجديد، وكان لابد من مساحة زمنية، نعطيها لرئيس الجامعة لكي يمضي قدما في طريق تنزيل استراتيجيته ذات الأبعاد الأربعة، البعد الهيكلي والتنظيمي، البعد البنيوي، البعد الإقتصادي والمالي والبعد الإشعاعي المرتبط بالمنتخبات الوطنية، وفي ذلك برزت العديد من الإكراهات أهمها على الإطلاق قصور المشهد الكروي عن إفراز نخب رياضية، يكون بمقدورها صناعة البدائل وإنجاح الخيار الإحترافي، لطالما أن رئيس الجامعة يجب أن يعمل بمعية مكتب مديري يقف أعضاؤه معه على نفس الخط المعرفي والكروي، وأيضا حاجة المجتمع الكروي إلى ما يقنعه بأنه مع وجود لقجع على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحققت المعادلة الصعبة التي من دونها لا يمكن أن ينجح مشروع التغيير، الرجل المناسب في المكان المناسب.

اليوم وقد انقضت سنوات على وصول فوزي لقجع لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، نستطيع أن نطرح إزاء هذه المساحة الزمنية للإشتغال، العديد من الأسئلة النقدية..

هل أقنعنا فوزي لقجع بأنه كان فعلا الرئيس المنتظر لجامعة وصية على لعبة تأسر قلوب الملايين وتنفق عليها الملايير؟

هل كان لقجع حقا هو رجل المرحلة، التي كانت تقتضي رفع الكثير من التحديات للخروج من النفق ولإنهاء حالة الإنسداد؟

ما الذي تحقق في المشروع الذي جعله فوزي لقجع وقودا لحملته الإنتخابية، وقال أنه صدى الواقع الكروي وخيار المستقبل؟

وهل هناك ما يجعلنا نؤمن بأن لقجع وهو في عز ولايته الثانية، ما زال يملك المحفزات الذهنية لمواصلة العمل على تنزيل ما بقي من مشروعه الكبير؟

من دون السقوط في بعض التصنيفات وحتى التوصيفات، التي تسقط على الرجل عند كل حالة إخفاق قد لا تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعمل الهيكلي، ومنها الإستقواء واليأس والمكابرة في التكيف مع تضاريس المشهد الكروي الوطني، فإن الحكم على ما مضى من ولاية فوزي لقجع، لا يكون صحيحا ولا منطقيا إلا باستحضار الإكراهات والمثبطات، وأيضا ما تعشش من فساد في المشهد الكروي الوطني، والدليل عليه ما نستنزفه من جهد ومن سنوات في تنزيل الخيار الإحترافي الذي توافقت عليه عائلة كرة القدم منذ سنة 2009، السنة التي صدر فيها قانون التربية البدنية والرياضة مفصلا الحديث عن منظومة الإحتراف.

والحقيقة أن مشهدنا الكروي الوطني يفرز حالة من التضارب، سببها الإختلاف الكبير بين السرعة التي يسير بها قطار الجامعة والسرعة التي يسير بها قطار التغيير ممثلا في الأندية، وهذا الإختلاف هو ما يصور فوزي لقجع رئيس الجامعة في نظر البعض، على أنه متنطع ومكابر ومتسرع في إحلال الوضع الجديد الذي يطابق الكرة الوطنية مع التشريعات، وللأمانة فإن فوزي لقجع نجح بدرجة عالية في إعطاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم شخصية قوية ومؤثرة في محيطها القاري، بل وتمكن من إنجاح العديد من الأوراش المهيكلة، ولو أن هذه النجاحات لا تقاس بنفس الدرجة مع النجاحات الرياضية للمنتخبات الوطنية، برغم أن مؤشرات نجاح المنتخبات الوطنية في الإستحقاقات القارية والدولية، لا ترتبط فقط بعمل الجامعة ولكن أيضا بعمل النوادي والعصب.

إن المعركة التي يصر فوزي لقجع على كسبها، لأنها هي حجر الأساس في منظومة التغيير، هي معركة الحكامة التي من دون تجويدها لا يمكن للأندية التي هي قاعدة الهرم الكروي أن تعمل وفق فكر مؤسسي أكانت هويتها احترافية أم هاوية، وهذه المعركة التي تزيد ضراوة كل يوم بسبب وجود حالات من الإحتباس وبسبب وجود جيوب بل و«ميليشيات» لمقاومة التغيير، طال زمنها أم قصر هي ما سيؤشر على مولد فجر جديد لكرة القدم الوطنية، يصبح معه هرم كرة القدم الوطنية مؤسسا على قاعدة قوية، قوامها أندية قابلة لأن تدخل سوق المنافسة في محيطيها الداخلي والخارجي، وهي مسلحة بالحكامة الجيدة في التدبير بشتى مناحيه، الرياضية والإقتصادية والتقنية.

لقجع الذي لا ييأس، ولقجع الذي لا يمل ولا يكل ولقجع الذي يتحفز كل يوم ليسقط ما بداخله من إحباط، هو من تحتاجه الجامعة الملكية وكرة القدم الوطنية، من أجل صناعة التغيير في مغرب يراهن على نموذج تنموي جديد تصنعه الكفاءة وقوة وطموح الشباب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلا إلياس يا ناس إلا إلياس يا ناس



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:05 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج القوس

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان

GMT 16:09 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يستفز جمهوره مجددًا على موقع "تويتر"

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الغردقة المصرية تجذب الباحثين عن رحلة شهر عسل خيالي

GMT 11:31 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بشأن انتشار الإيدز في مصر

GMT 21:11 2016 الخميس ,19 أيار / مايو

الألماني مسعود أوزيل يؤدي مناسك العمرة

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 14:56 2014 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مادونا تثير استغراب المعجبين بارتداء فستان للأطفال

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر

GMT 04:55 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منزل جورج وسوف فخامة ورقي في التصميمات والديكور

GMT 14:21 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

"داعش" يستخدم عبوات ناسفة جديدة في الرمادي

GMT 12:02 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

قتلى وجرحى بالعشرات إثر حادث سير خطير في بوقنادل

GMT 08:30 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

مُختلة عقليًا تتعرض للاغتصاب في مدينة فاس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya