وفينكم

"وفينكم؟"..

المغرب اليوم -

وفينكم

بقلم - يونس الخراشي

عاشت جماهير الوداد الرياضي لكرة القدم على وقع مأساة كبيرة وهي تبحث عن تذاكر للمباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا. كان المشهد مخزيا حقا. ومع ذلك، لم يتحرك من يعنيهم الأمر. بل حُوِّر النقاش إلى ما جرت به العادة. فعوض إعلان الغضب عما وقع، قيل إنه "مظهر من مظاهر التعلق بالفريق". وكأن معاناة الجماهير صارت فرضا من فروض اللعبة.

عندما عدنا من مونديال روسيا 2018، وسألنا المسؤولين عن مغزى سفر الكثير من المسيرين على نفقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قيل لنا "إنهم ذهبوا هناك من أجال الاحتكاك"؛ أي أن أولئك المسيرين، ومنهم إداريون، ومكلفون بالتواصل، ومعنيون بالتنظيم، ذهبوا إلى روسيا كي يتعلموا من يوميات المونديال كل صغيرة وكبيرة تخص التنظيم بشكل عام. على أن يطبقوا ما يرونه جيدا، ويتناسب مع بيئتنا، لكي يطوروا الكرة المغربية.

لم يصدق أي منا ذلك. رغم أن من قال هذا الكلام غضب كثيرا لأننا لم نصدقه. وها قد جاءت الأيام بالدليل القاطع، والبرهان الساطع. فها هي مباراة لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية، تحتاج تنظيما جيدا، يسوق للمغرب صورة جميلة، توضح، لمن ما زال بحاجة إلى توضيحات، بأننا لم نستفد شيئا من رحلة مونديال روسيا. ولو كان المعنيون؛ سواء في الجامعة الملكية أو في العصبة الاحترافية، استفادوا شيئا ما، لشاهدنا له تجليات في أرض الواقع. ولما عانى جمهور الوداد كي يحصل على تذاكر، يفترض الحصول عليها بهدوء، وروية، ودون ضجيج، ولا متاعب.

لنكن واقعيين. فما زال بيننا وبين تنظيم مباريات كرة القدم، وهي اللعبة الأكثر شعبية في المغرب، مسافة كبيرة جدا يتعين قطعها للوصول إلى اليوم الذي سيحصل فيه مواطن مغربي على تذكرته بكرامة، ويأتي إلى الملعب بكرامة، ويدخله بكرامة، ويتفرج بكرامة، ويغادره كريما مطمئنا، حتى وإن كانت نتيجة المباراة لا تسره. وإسألوا شركة "كازا إيفينت"، المكلفة بتدبير شؤون ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، لتعلموا أن الفشل في هذا الباب يكاد يكون "محليا" بامتياز.

في بدايات سنوات الألفين، حين كان الإنترنيت يعلن انطلاقته بالمغرب، قرأ مغربي يقطن بأمريكا مقالا كتبته عن "سوء تنظيم مباراة بين المغرب ومصر، في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط"، بصيغة "Pdf"، وكتب لي ما ملخصه:"أشكرك على مقالك. أنا متخصص في تنظيم المباريات والمهرجانات الكبرى، ولدي رغبة في المساعدة". أشعرني ذلك، حينها، بأن الصورة وصلت، وأنها خلقت مشاعر ضيق لدى من يحبون البلد، وربما خلقت مشاعر سخرية لدى من يسرهم ألا نكون بخير.

ترى كيف هو الحال اليوم والإنترنيت ينقل الصوت والصورة في الحين، وإلى العالم كله؟

لا شك ستكون مسيئة جدا لكل مغربي، حيثما كان. ومن دون شك ستسيء لرغبة المغرب في تنظيم تظاهرات رياضية وغيرها. ولعلها ستكون وبالا على سمعتنا حيثما ولينا الوجوه.

الذين يستصغرون هذا البؤس، عليهم أن يفهموا بأن ما حدث، لمرات، أمام شبابيك التذاكر، يستحق الإدانة، والاستقالة، مع الاعتذار.

إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفينكم وفينكم



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya