الكُرة المغربية  في الميزان

الكُرة المغربية في الميزان..

المغرب اليوم -

الكُرة المغربية  في الميزان

محمد عفري
بقلم : محمد عفري

تنال مني قضية اللاعب يحيى جبران من الضحك حدّ الهستريا،ما تنال مني النكتة المغربية الشهيرة المعروفة بـ"مَن قتل كُسيلة "..

كلنا يعرف في التاريخ "الشرعي" أن كُسيلة بن لمزم هو من قتل عقبة بن نافع الفهري في64 هجرية بعد "حلوله" بالمغرب فاتحا وقائدا ،وكلنا أيضا يعرف أن زهير بن قيس البلوي، بعد عام من ذلك،هو من ثأر لعقبة بن نافع ؛فقتل كُسيلة؛ بأمر وانتداب خاصين من عبد الملك بن مروان الذي كان مشغولا حينها بالحرب بين الحجاج بن يوسف وعبد الله بن الزبير. غير أن نكتة كُسيلة التي أبدعها المغاربة عنوانا بارزا للتهرب من  تحمل المسؤولية ومن المحاسبة بالضبط ؛تقول إن معلما مربيا أراد في بداية الموسم الدراسي اختبار قُدرات تلامذته الجدد في المعرفة العامة والتحصيل قبل الدخول الرسمي في الدراسة؛ فبادر إلى سؤالهم حول من قتل كُسيلة؟ فكانت المفاجأة أن كان الجواب جماعيا وجازما بالقول"لسنا نحن يا أستاذ من قتله..يمكنك أن تسأل تلامذة الفوج الثاني، ربّما يكونوا هم من قتلوه أو يوجد بينهم قاتله، لأن ضمنهم مجرمين.."
بين مقتل كُسيلة في النكتة وبين "الجُنحة" التي اقترفها اللاعب يحيى جبران على رقعة الملعب أثناء مباراة الوداد البيضاوي ونهضة بركان،من "بصْق "علني ،متأثرا بقرار الحكم  الذي وجه إليه إنذارا ثانيا استوجب طرده ؛هناك أوجه كثيرة للشبه ،تلخصها التأويلات التي ذهب إليها "مُنظّرون" وانجرّت وراءهم - للأسف - أسماء "لامعة" من الإعلام ،ينافحون،بلا ضمير مهني ولا رجاحة منطق ،عن وقوع اللاعب جبران في المحضور؛ بين من قال إن هذا اللاعب الخلُوق رمى بالتّفْـل في انفلات سيكولوجي في وجه الحكم حيث كان قرار الأخير جوْرا  وفي غير محله ولا أهله، ومن قال إن اللاعب فعل ذلك انتقادا لأحد زملائه بالفريق بعد أن تهاون في دوره وتحمل جبران وزره؛ فسبّب له الوقوع في الخطأ وفي الإنذار والطرد ،في حين أطلّت علينا رواية ثالثة تؤكد إن الرمي بالبُصاق، وإن كان ثابتا، رصدته كاميرات النقل التلفزي على الشاشات فرآها المشاهدون من الجماهير بمختلف الأعمار داخل و خارج المغرب، فإنه  مجرد ملخص  ثورة ذاتية ليحيى جبران نفذها عقابا ضد نفسه، بعدما أخطأ القراءة لهجمة لاعب نهضة بركا ن والتعامل معها في التوقيت المناسب.
من الروايات المختلفة المدافعة عن الانفلات الأخلاقي ليحيى جبران،أمكن و ضع سؤال"في اتجاه من وجّه جبران بُصاقه؟ " في قالب "من قتل كُسيلة؟"؛ ليكون الجواب الأكيد أن اللاعب رمى بالتّـفـل في إخلال واضح ضد احترام كل مكونات المباراة من لاعبي الفريقين وحكام وجماهير حاضرة بمدرجات الملعب وأخرى مشاهدة على التلفاز،بل إخلال واضح ضد فاعلين اقتصاديين(الشركات الحاضنة والمُشهرة )، إخلال ضد مفهوم التسامح والروح الرياضية أهم أسس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) .
إذا كانت التهمة ثابتة على اللاعب جبران وتستوجب العقوبة فإني لا أتصور فريق الوداد الرياضي كبيرا بحجم جماهيره، بحجم ألقابه وبحجم ماضيه وطموحاته ؛إلا أن يكون مبادرا إلى معاقبة لاعبه ،قبل أي "مؤسسة"أخرى من مؤسسات جامعة الكرة.لا أتصور أيضا هذه الجامعة "مُقصّرة" في حق الانضباط الضروري والأخلاق الرياضية الواجبة بقوة القانون إلى حد تأجيل "القضية" أسبوعا وأكثر،للاستماع إلى اللاعب والحكم، إلا إذا كانت تكيل بمَكاييل شتى، حيث – للتذكير- كان البث سريعا في سوابق مماثلة للاعبين تمردوا على الأخلاق في الميادين، كان آخرهم قرناص وقبله حليوات والواكيلي. .أتصور أيضا أن يكون حكم المباراة موضوعيا في تقريره نزيها ،ويكون هذا التقرير كافيا شافيا لا مُغالطا. أتصور بتّا غير منحاز في القضية؛لأن كرتنا اليوم توجد بميزان الإصلاح الشامل؛والبداية من محاربة الفساد بكل أنواعه،بضرورة زرع مكارم التربية والأخلاق وقيم التسامح  والاحترام المتبادل في فرقنا وأنديتنا وأجهزتنا المسيرة قبل محاربة هذا الفساد بملاعب أدغال إفريقيا..
إذا لم تأخذ قضية جبران مجراها الطبيعي،سأعود إلى كُسيلة لأقول من يريد وأْد الكرة المغربية في مستنقع اللاّأخلاق..؟؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكُرة المغربية  في الميزان الكُرة المغربية  في الميزان



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:31 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

4 أكواب من القهوة يوميا تحد من زيادة الوزن

GMT 22:15 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد مصارعة المحترفين "wwe" ينفي وفاة النجم بيغ شو

GMT 06:58 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيلي صعب يقدم مجموعته الجديدة من الفساتين لشتاء 2017

GMT 19:08 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

نادين الراسي تفجر مفاجأة صادمة عبر "توتير"

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

عمرو أديب يكشف عن موعد إذاعة حوار صلاح

GMT 12:04 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

المغرب يطلق أول كبسولة إلى الفضاء

GMT 20:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة تهيئة مرافق نادي التنس في وجدة

GMT 17:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مارين سيليتش يبلغ ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة

GMT 09:28 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استطلاع يعلن أنّه يُنظر إلى ميلانيا ترامب بشكل إيجابي

GMT 04:32 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

شابة في أستراليا تشعل التواصل الاجتماعي بصور عن المأكولات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية

GMT 20:45 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

كالديرون "يذبح" الزمالك ونيبوشا يقترب مِن الرحيل

GMT 05:59 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الخميس

GMT 07:22 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم بوشناق تُواصل "البيت الكبير" بعد سلسلة من التأجيلات

GMT 20:23 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المدير العام للأمن الوطني يعفي أحد المسؤولين في طنجة

GMT 11:27 2013 الخميس ,13 حزيران / يونيو

إيمي أنيقة في فستان أسود وبني دون أكمام
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya