الفشلة يحكمون مزاج المصريين

الفشلة يحكمون مزاج المصريين

المغرب اليوم -

الفشلة يحكمون مزاج المصريين

خالد الإتربي

الخدمة العامة، هى الجهود الإيجابية التى يسهم بها  الافراد والجماعات بهدف خدمة البيئة المحيطة، بقصد تنميتها وتطويرها وإحداث تغيير اجتماعي أو اقتصادي لنمو هذا المجتمع .

اعتقد انه تعريف بسيط، وليس فضفاضا ولا يحتمل تأويلات او تفسيرات سلبية، وانما قد يحمل معانى اخرى ايجابية، مثل تفضيل الصالح العام على المصلحة الشخصية، خاصة اذا ما تعلق الامر بشخص مسئول في الدولة، سواء جاء بالتعيين او كان منتخبا.

لكن للاسف هنا في هذا البلد الخدمة العامة، هي مظلة وهمية يستظل بها المشتاق، للوصول الى مبتغاه، سواء اكان جاها سياسيا مثلما يحدث في المجالس النيابية، او مكسبا ماديا او معنويا، وكثيرة هي المناصب التي تمنح مثل هذه الامتيازات.

ما يعنيني هنا، هو انتخابات اتحاد الكرة المزمع اقامتها نهاية شهر اغسطس، فمنذ فتح باب الترشيح، قررت التريث وعدم الاندفاع في الكتابة، سواء بالهجوم او بالاشادة على اشخاص المرشحين،لمجلس الإدارة الجديد، لرغبتى فى الحصول على وقت كاف لتقييمهم، والتعرف على مقاصدهم، وحقيقة حاولت كثيرا تكوين انطباع غير مبدئي لكني وجدت انه لن يتغير حتى لو استمررت اعواما.

وبالنظر للمرشحين ستجد 8 اسماء من المجلس الماضي، واذا سألنا شخصا غير متابع للرياضة، او طفلا او شيخا او فتاة عن افضل واسوأ اتحاد كرة على مدار التاريخ ، ستجد شبه اتفاق على عدم معرفة الافضل، لكن الاجماع سيكون على ان المجلس الماضي هو افشل مجلس على مدار التاريخ.

الغريب حينما تسأل واحدا من هؤلاء الثمانية عن سبب ترشحه للانتخابات، تجده يعود بظهره للوراء ويرفع رأسه ويفتح ذراعيه على امتدادهما، ويرد بعلو صوته طبعا ترشحت للصالح العام وللخدمة العامة، لتجد نفسك مضطرا لمراجعة بعض انجازاتهم السابقة في خدمة المصلحة العامة .

ولنبدا بحسن فريد، مسؤول عن المنتخب الاول في عهد الامريكي بوب برادلي ، ثم شوقي غريب ، واللذان شهدا الفشل الذريع بعدم التأهل لكأس الأمم الإفريقية في دورتين متتاليتين 2013 ، 2015 ، وكأس العالم 2014 .

ثم أحمد مجاهد، تخصص ازمات واثارة المشاكل، والتخبط في ادارة شؤون اللاعبين، وعدم تطبيق اللوائح بشكل صارم، الامر الذي خلق فوضى في سوق الانتقالات، لعدم وجود الرادع في حالة توقيع لاعب لناديين في آن واحد.

ثم نجد سيف زاهر الذي يجتهد دائما في اقناعنا ان سيف زاهر الاعلامي، يختلف تماما عن سيف زاهر عضو اتحاد الكرة، والغريب ان الاول يترك الاجتماعات مبكرا للحاق بموعد برنامجه، حتى يكون اول من يخرج اسرار اتحاد الكرة .

هذا بالطبع غير خالد لطيف الذي كان ضعيفا امام سطوة بعض الاباضايات داخل المجلس ليكتفي بالحصول على ملف الكرة الشاطئية ليبتعد عن الازمات ، ثم حمادة المصري الذي دخل في ازمات عديدة بداع وبدون داع، ثم عصام عبد الفتاح الذي لم يحم الحكام في العديد من الازمات مثل مستحقاتهم المتأخرة واستبعاد بعض الحكام عن ادارة مباريات الاهلي والزمالك بناء على رغبتهما .

اما عن مجدي المتناوي فحدث ولا حرج، فكان لاعبا اساسيا في ازمة فضيحة مباراة السنغال، علاوة على ايهامه الرأي العام انه يتفاوض مع الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب المغربي لقيادة المنتخب قبل تولي الارجنتيني هيكتور كوبر ، ليخرج المدرب الفرنسي ويؤكد انه لا يعرفه ، وبالمناسبة كنت شاهدا وموثقا لذلك ، اما عن سحر الهواري فحقيقة لم اعرف دورها في الدورة الماضية سوى اشرافها على الكرة النسائية .

اما عن الرئيس المنتظر هاني ابو ريدة مثلما تؤكد المؤشرات، فوجوده في هذا المجلس الفاشل بحكم منصبه في الفيفا، وعدم افادة مصر من هذا المنصب في الاتحاد الدولي مثلما يخدم محمد روراوة الجزائر ، يجعلني اشعر بالقلق من ادائه حينما يتسلم المنصب.

يبقى هنا سؤال يحيرني ما الفائدة من خدمة عامة، تأتي عليك بهجوم وانتقاد قد يصل الى حد السباب من البعض، اليس هذا كفيلا بمراجعة موقفك، او اقتناعك بفشلك، ام ان المكاسب التي تحققها من المنصب تجعلك تتغاضى عنها، اظنكم تعرفون الاجابة .

الخدمة العامة للكرة المصرية هو عدم دخولكم اتحاد الكرة مجددا، فليس من المعقول ان تكافئكم الجمعية العمومية على فشلكم بمنحكم شرف التحكم في مزاج المصريين، بادارة اللعبة الشعبية الاولى.

اعلم ان منكم كثيرا يضحك على كلامي ويقابله بغير اكتراث ، لانه مطمئن لنجاحه في الانتخابات، لكن اعلموا انكم قد تنجحون لأنكم تعرفون قواعد اللعبة جيدا، وكيف تحصلون على الاصوات ، وليس - لا سمح الله - لنجاحكم في دورتكم الكبيسة الماضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشلة يحكمون مزاج المصريين الفشلة يحكمون مزاج المصريين



GMT 15:20 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

اتحاد غرب آسيا يناقش مستجدات أنشطته وبطولاته

GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya