دمشق - نور خوام
أظهرت مجموعة من اللقطات اللحظة التي ضربت فيها دبابة روسية T-90 بواسطة صاروخ أميركي TOW تكلفته 60 ألف دولار في سورية، وتم تحميل اللقطات بواسطة مجموعة متمردة سورية تدعى لواء صقور الجبل تقاتل بالقرب من حلب في شمال شرق البلاد، وأوضحت اللقطات إطلاق النار من المدفع الرشاش في أعلى الدبابة الروسية، في حين يقوم المتمردون بإطلاق الصاروخ الذي ضرب الدبابة وجهًا لوجه، ورغم أن قذيفة الصاروخ الأميركي لم تدمر الدبابة شوهد الطاقم يهرب من المركبة بعد ضربها ما يعني إصابتها إصابة بالغة في الانفجار، ولم يتضح من اللقطات ما إذا كان يتم تشغيل الدبابة الروسية التي تبلغ تكلفتها 4.5 مليون دولار بواسطة جنود روس أو قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد.
وتُسلط اللقطات الضوء على الحرب الأميركية الروسية التي تُجرى بالوكالة في سورية، حيث يستخدم كلا الجانبين الأسلحة ضد بعضهما البعض، وفي حين عدم معرفة موعد إطلاق هذه اللقطات إلا أن استخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة في سورية يُظهر صعوبة تطبيق وقف إطلاق النار في البلاد، والمقرر تنفيذه السبت، وفي ظل عدم إدراج الجماعات الجهادية مثل داعش وجبهة النصرة ضمن الاتفاق يتوقع أن توقف الحكومة السورية وجماعات المتمردين المدعومة من الغرب القتال.
ونشرت روسيا أول دبابة من طراز T-90 بدلًا من T-14 Armata في سبتمبر/أيلول العام الماضي، دفاعًا عن مطار تابع لنظام الأسد، وبعد شهر من نشر هذه الدبابات في سورية بالقرب من اللاذقية شوهدت جماعة لواء صقور الجبل وهي تقاتل بالقرب من حلب، وأفادت تقارير وسائل الإعلام المحلية بإعطاء دبابة T-90 للجيش السوري للمساعدة في الهجمات في المنطقة، وتم رصد دبابات حول الرقة على بعد أكثر من 100 ميلا إلى الشرق.
وفي الوقت نفسه زوّدت وكالة الاستخبارات المركزية الجماعات المتمردة التي تُقاتل داعش ونظام الأسد بأنظمة صواريخ TOW داخل سوريا، كما زودت السعودية المتمردين بأسلحة ودفعت حتى يتم شحنها عن طريق تركيا، وفي ظل عدم شيوع الأسلحة إلا أنها تعد ميزة لمقاطع الفيديو الدعائية لجماعات المتمردين عبر الإنترنت والتي يتم استخدامها ضد مجموعة من الأهداف من البنايات حتى السيارات المصفحة، وتعد لقطات ضرب الصاروخ الأميركي للدبابة الروسية نادرة حيث أن الولايات المتحدة لم تحتك بالقوات الروسية منذ نشر الدبابة T-90، ويذكر أن صواريخ TOW الأميركية ضربت الدبابات الروسية خلال حرب فيتنام.
وتتميز صواريخ TOW الأميركية بإمكانية تعقب الهدف ووضعه في منتصف الرؤية، وترسل الأسلاك المرتبطة بالصاروخ تحديثات عن موقع الهدف بحيث يتم إصابته، وعند تطوير هذ الصواريخ في فترة الستينات كانت تستخدم الأسلاك بدلا من التكنولوجيا اللاسلكية، ومع ذلك تم استمر استخدامها بسبب استحالة تعطيلها، أما أحدث صدارات هذا الصاروخ الأميركي فلا تعتمد على الأسلاك ولذلك من غير المرجح إعطاء مثل هذه الأسلحة المتقدمة للمتمردين السوريين.
وتتميز الدبابة الروسية T-90 بنظام دفاع فعال يسمى Shtora والذي يكشف الأسلحة الموجهة ويُلقي بها بعيدًا عن الهدف، وبمجرد كشف الصاروخ الأميركي تُطلق الدبابة دخان وتقوم بنوع من التشويش من خلال الأشعة تحت الحمراء والكهرباء الضوئية وهو ما يعد فعالا ضد صواريخ TOW، إلا أن نظام الدفاع في الدبابة الروسية يبدو وأنه كان معطل في اللقطات حيث اتجه الصاروخ الأميركي مباشرة إلى هدفه.