بركان - هناء امهني
تواصل أسعار الخضراوات والفواكه في الأسواق ارتفاعها خلال شهر رمضان المبارك، فلا حديث للمواطن البسيط في جهة شرق المغرب هذه الأيام، إلا عن الارتفاع المبالغ فيه في أسعار عدد من المنتجات الاستهلاكية الحيوية، وفي مقدمتها البصل والطماطم والأسماك، حيث وصل سعر بعض المواد إلى ضعف ما كانت عليه قبل أسبوع واحد فقط من الشهر الفضيل.
وعرف سعر البصل ارتفاعًا جنونيًا، حيث أصبح بـ 15 درهما للكيلوغرام الواحد، نفس الشيء بالنسبة للطماطم التي تجاوزت 8 دراهم للكيلوغرام، أما السمك الأبيض، فجميع أنواعه تقريبا تجاوزت عتبة 100 درهم، وهو ما جعله مطلبا مستحيل المنال بالنسبة لفئة عريضة من المواطنين ذات الدخل المحدود.
وقال بائع في إحدى الأسواق الأسبوعية في بركان الواقعة شرق المغرب بالقرب من مدينة وجدة عاصمة جهة الشرق، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، "إن أسعار الخضر والفواكه بالفعل مرتفعة وليس بمقدور العديد من المواطنين أن يشتروا بكميات وافرة نظرا لأثمنتها الخيالية التي تصعب أمام أصحاب الدخل المحدود والفقراء اقتناؤها".
وأبرز تاجر آخر للموقع، أن أسعار الخضر والفواكه لم تعرف ارتفاعا حادا في الأثمنة، إلا في الطماطم والبصل الأحمر، وما تبقى من أنواع الخضر والفواكه ظلت مستقرة حتى في شهر رمضان المبارك، مشيرا في ذات السياق، إلى أن التجار يعيشون إكراهات كثيرة، مثل احتلال الملك العام من طرف الباعة المتجولون الذين أصبحوا يشكلون عائقا كبيرا في تطور مبيعات مجموعة من الأسواق في بركان.
وأوضح بائع للخضراوات لموقع " المغرب اليوم"، أن الخضراوات والفواكه لم تعرف أي ارتفاع في بركان، وأن الارتفاع شمل باقي الأسواق المغربية كالدار البيضاء والرباط ومراكش وأغادير، قائلا "إن سعر الطماطم وصل إلى حدود 160 درهم للصندوق الواحد، ما سيجعلها تفوق في الكيلوغرام الواحد 8 أو 9 دراهم، فيما البصل الأحمر يظل مفقودا في هذه الفترة وارتفاعه يعد عاديا نظرا لقلته".
وقالت مواطنة لموقع "المغرب اليوم"، في تضارب للأسعار، "إن الغلاء قهر الفقراء والبصل الأحمر حتى هو كبر له الشان ولا بـ 14 درهم”، ثم تساءلت عن مدى علم حكومة العثماني بهذه الأثمنة في بلد كالمغرب ينتج الأطنان من الخضر والفواكه سنويا، ويصدر أطنانا أخرى إلى الخارج".
ويشار إلى أن العديد من النشطاء والرواد عبروا عن غضبهم بسبب الارتفاع الصاروخي لثمن البصل والطماطم والمحروقات في جهة الشرق المغربي، خاصة مع الركود الاقتصادي الحاد الذي تعرفه المنطقة في السنوات الأخيرة بعد إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية بشكل نهائي.
ودق التجار والمهنيون والمواطنون في هذه الجهة، ناقوس الخطر بخصوص الركود التجاري والغلاء الحاد في المواد الاستهلاكية والمحروقات شهر رمضان، في ظل غياب حلول آنية تخرج الجهة مما آلت إليه الأوضاع خلال السنوات الأخيرة، بعدما كانت تعرف ازدهارا لسنين مضت بفعل التبادل التجاري غير القانوني مع الجارة الجزائر.
وجعلت هذه الزيادة الصاروخية، المواطنون يشتكون ويعبرون عن استيائهم خصوصا ذوو الدخل المحدود، فأسعار الخضراوات والفواكه شهدت زيادة استقبلها المواطنون بنوع من الاستنكار والسخط حيث لم يعد يقدر على شرائها سوى القليل منهم في الوقت الذي صار فيه البعض الآخر يشتري نصف الكمية التي اعتاد عليها منذ سنوات مكتفيا بالقليل الذي يسد الاحتياجات الأساسية، نظرا للأوضاع الاقتصادية التي تعرفها المنطقة.
وأطلق نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، في هذا الصدد، حملة لمقاطعة شراء البصل، بسبب ما اعتبروه "ارتفاعا كبيرا في أسعاره"، تحت شعار "خليه يخماج". ودعا النشطاء إلى عدم شراء البصل، وباقي المواد التي عرفت ارتفاعا في سعرها بسبب إقبال المواطنين عليها خلال رمضان، حتى تعود إلى سعرها العادي ليتمكن أصحاب الدخل المحدود من توفيره.
قد يهمك ايضا :
مجلس المستشارين المغربي يصادق على الجزء الأول من مشروع قانون مالية 2019