زكرياء كَويتي  مدبّر مقاولاتي يحترف العمل الاجتماعي في ألمانيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

زكرياء كَويتي .. مدبّر مقاولاتي يحترف العمل الاجتماعي في ألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زكرياء كَويتي .. مدبّر مقاولاتي يحترف العمل الاجتماعي في ألمانيا

زكرياء كَويتي
الرباط - المغرب اليوم

أفضى سير زكرياء كَويتي في طريق التدبير المقاولاتي إلى اشتغاله بميدان العمل الاجتماعي في ألمانيا، معانقا راحة نفسية وحائزا تحفيزات معنوية لم يفكر فيها سابقا.

فرق شاسع يلوح بين توقع الأرباح ووضع برامج تخدم كرامة البشر، لكن كويتي يرى أن هذا البون يُمحى حين النظر إليه بـ"عين إنسانية" لا تجعل الربح مرادفا للمال.

سنين الحي المحمدي

شهدت سنة 1987 معانقة زكرياء كويتي للحياة في مدينة الدار البيضاء، بـ"الحي المحمدي" العريق في هذه الحاضرة، وفيها اشتد عوده.

حصل كويتي على شهادة باكالوريا علمية من "ثانوية مصطفى المعاني"، ثم حرص على استكمال دراسته العليا على سكتين، بحثا عن مستقبل مشرق يسوقه صوب النجاح.

بالتزامن مع الولوج إلى جامعة الحسن الثاني، أقبل زكرياء على الانخراط في مدرسة عليا أيضا، مستغرقا سنتين اثنتين في تحصيل العلوم المتصلة بالتسويق والتواصل.

الحلم الألماني

يذكر زكرياء كوِيتي أن الهجرة إلى ألمانيا غدت حلما بالنسبة إليه خلال المرحلة التعليمية الثانوية، ويشدد على أن ذلك كان بفعل تأثير أحد الأصدقاء.

ويشرح المتحدث قائلا: "كان لدي صديق أكبر مني يدرس اللغة الألمانية في الدار البيضاء، وقد واظب على إخباري بالإمكانيات المتاحة في هذا البلد كلما التقيت به".

لم ينجح زكرياء في قصد الجامعات الألمانية مباشرة بعد الحصول على "الباك"، لكن هذا الهدف تحقق بعد سنتين من ذلك، ليتحرك ملما باللغة ومستوفيا للشروط المطلوبة.

بداية رجل تائه

حط زكرياء كَوِيتي رحاله في ألمانيا سنة 2009، وقد حرص على التنقل بين مناطق كثيرة في هذا الفضاء الأوروبي من أجل الحصول على مقعد دراسي يناسب إمكانياته.

استقر "ابن الحي المحمدي" في مدينة "كولونيا"، وبها انخرط في دروس مركزة للرفع من مستوى التواصل بلسان أهل البلاد، ثم اجتاز السنة التحضيرية للدروس الجامعية.

ويكشف كَويتي أنه لجأ، بعد الظفر بصفة طالب جامعي، إلى تدبر مصاريفه المالية من خلال الجمع بين التكوين والعمل، قابلا الاشتغال في عدد من المجالات بينها البناء.

تدبير المقاولات

استند زكرياء كَويتي إلى شواهده الدراسية المغربية لدخول "جامعة كولونيا"؛ إذ حقق هذا المبتغى بعدما تم الاعتراف بعموم الديبلومات التي تحصل عليها في الدار البيضاء.

"ارتكزت على مداركي السابقة في التسويق والتواصل كي ألج شعبة اقتصادية في التكوين العالي الألماني، وقد تخرجت متخصصا في تدبير المقاولات"، يقول زكرياء.

استهل كَويتي العمل بدوام كلي في محل تجاري للملابس، ماسكا بالمهام التدبيرية للشركة المشرفة على هذا النشاط، لكنه لم يتردد في تغيير الوجهة حين جاءت الفرصة الملائمة.

موجة اللجوء

تدفقت على ألمانيا موجة كبيرة للجوء سنة 2015، ما دفع الماسكين بالقرارات الولائية والفيدرالية إلى البحث عن موارد بشرية إضافية تتقن الحديث بلغات أخرى، منها العربية.

قدم زكرياء كَويتي طلبا من أجل الإقبال على العمل الاجتماعي المخصص لطالبي اللجوء، ثم جاء قبوله ليغير مسار حياته صوب منحى لم يكن يدور في باله خلال السنوات الماضية.

يعترف المنتمي إلى صف "مغاربة العالم" بأن هذه التجربة، التي تبقى مستمرة إلى الحين، قد جعلته محبا للميدان الإنساني، كما حفزت قدراته على البذل من أجل تحسين مستقبل الآخرين.

مواكبة شاملة

يحرص زكرياء كَويتي على مرافقة النازحين واللاجئين، الحاملين جنسيات مختلفة، من أجل ضمان استيفائهم كل الأغراض التي يحتاجونها من مختلف المؤسسات والمرافق الألمانية.

يحضر البيضاوي عينه في المستشفيات والإدارات من أجل تقديم الإرشادات وتوفير الترجمة للفئة التي يعمل معها، كما يحرص على تحفيز اندماج اللاجئين في المجتمع الذي استقبلهم.

يفرد كَويتي اشتغالاته، في الوقت الحالي، لتأهيل مكتسبي "صفة لاجئ" إلى الانخراط في سوق الشغل بكولونيا ونواحيها، واضعا برامج وصلت إلى 72% في إدماج أصحاب الشواهد.

"كوتشينغ" في المغرب

يبتغي زكرياء كَويتي الرجوع إلى المغرب مستقبلا، حالما بالانخراط في "مشاريع كوتشينغ" تساعد الناس، من كل الطبقات الاجتماعية، على معانقة نجاحات تلائم الجهود المبذولة.

"أحمل تصورا بإمكانه دعم ذوي المستويات الدراسية المتواضعة لولوج سوق الشغل، حيث الخطوة الأساسية تتمثل في الاشتغال قبل السعي إلى التطور ماليا واجتماعيا"، يكشف كَويتي.

ويعتبر الخبير في العمل الميداني الاجتماعي أن المجتمعات التي تخدم كرامة الإنسان، أينما كانت عبر العالم، تشجع التشغيل الذاتي والعطاء المقاولاتي، وبإمكان المغاربة مسايرة ذلك.

الاستثمار في الغضب

ينصح زكرياء كَويتي الشابات والشبان المغاربة بـ"الاستثمار في الغضب"، وذلك بتوجيه هذا الشعور الشخصي نحو المبادرة إلى الفعل التنموي الذاتي والجماعي، مع الانفتاح على تجارب الغير.

ويشدد المراكم لعشر سنوات ونيف من الاستقرار في ألمانيا على أن التشبث بالأحلام يبقى مشروعا في أي أرض رحل إليها الشباب، لكن تمثيل الوطن بصورة مشرفة يبقى واجبا، إلى جانب تحقيق الاندماج.

"العراقيل تلازم الحياة بلا مراعاة للدول التي يعيش فيها المرء، وتخطي مثبطات العزيمة لا يتاح إلّا بالإصرار الممزوج بالعمل الجاد، مع عدم الاستعجال في جني المكاسب"، يختم زكرياء كَويتي.

قد يهمك ايضا :

سفارة أميركا في الرباط تّصدر دليل موجه للمصدرين المغاربة لإطلاعهم على حال الأسواق

افتتاح فعاليات المنتدى المصري المغربي في مدينة الداخلة لبحث الأزمات في المنطقة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زكرياء كَويتي  مدبّر مقاولاتي يحترف العمل الاجتماعي في ألمانيا زكرياء كَويتي  مدبّر مقاولاتي يحترف العمل الاجتماعي في ألمانيا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:04 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم يتألّقون بملابس مُميّزة في حفلةEvening Standard""

GMT 00:13 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

10 أفلام سعودية في «مهرجان مالمو للسينما العربية»

GMT 07:25 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:33 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تمارين خاصة لحارس المنتخب المحلي عبدالعلي المحمدي

GMT 23:51 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

صعود دون التوقعات لصادرات ألمانيا خلال ديسمبر

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

نرويجي يفعلها ويصطاد "السمكة الديناصور"

GMT 09:28 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

سر "احمرار شفاه" سيرين عبدالنور في "الهيبة"

GMT 20:30 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

العثور على جثتين مشوهتين في الحسيمة

GMT 10:23 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

تعرف على طريقة تنظيف الفرن الكهربائي

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "بروفة" فستان زفاف بريانكا تشوبرا يكشفها رالف لورين

GMT 09:21 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

كفى بالسلامة داء

GMT 07:15 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تجربة تكشف مستقبل رياضة الغوص لرؤية سمك القرش

GMT 06:41 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

استمتع بقضاء أمتع الأوقات بمحميّة "ثاندا سافاري"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة ساحرة لـ"بيلا حديد" خلال حملةدار "فيرساتشي"

GMT 21:10 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء رحلات جوية في مطار الرباط بسبب "الضباب"

GMT 03:41 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب ارتفاع أسعار بعض حقائب اليد لأكثر من 100 ألف جنيها

GMT 23:07 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأرصاد"تؤكد تساقطات مطرية وثلجية على المغرب الجمعة

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف سر الطائر النادر في بنسلفانيا الذي حيَّر العلماء

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الطائرة الصينية "J-20" تُظهر تفوقها على "F-22" و"F-35"

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya