جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يأتي ذلك خلال حفل تقديم كتاب "تاريخ بلاد تادلة"

جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب

كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي
الرباط - المغرب اليوم

أكد محمد معروف الدفالي، الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر، ـن "الأبحاث التي تُعنى بدراسة تاريخ المغرب القديم ناقصة"، معتبرا أن "العصر الوسيط استمر طويلا بالمغرب، بل امتد أيضا إلى العصر الحديث الذي حمل نفس أدواته وثقافته؛ ما يجعله يشكل أكثر من نصف تاريخ المغرب".

الدفالي، الذي كان يتحدث في حفل تقديم كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي، مساء الجمعة بالدار البيضاء، أضاف أن التاريخ العصري للمملكة ابتدأ مع الأدباء المغاربة، مبرزا أن "غياب المدرسة التاريخية أو الجامعة في تلك الظرفية حال دون وجود مؤرخين محترفين، حيث كانت الحركة الوطنية تردّ على الاستعمار من خلال كتابات تاريخية، على أساس أن أغلب روادها كانوا أدباء".

وشدد الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر على أن "الكتابة المونوغرافية موروثة عن هذه المرحلة التاريخية، وهي المرحلة الأولى لكتابة تاريخ وطني شامل"، قبل أن يسوق المثال بما كتبه محمد المختار السوسي عن سوس وعبد الرحمان بن زيدان عن مكناس، وكذلك ما ألفه محمد سعيد الصديقي عن الصويرة، في سياق حديثه عن علاقة الأدب بالتاريخ من خلال تجربة جويطي، مؤكدا أن "المغرب أقل الشعوب التي تكتب عن تاريخها".

اقرا ايضًا:

 المتحف التراثي في أبوظبي رحلة في رحاب تاريخ المغرب العريق

أما لحسن بودرقة، أستاذ التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، فقد أثنى على العمل الذي يُشكل إضافة للخزانة التاريخية في منطقة تادلة، مبرزا أن "جويطي له حنين دائم وارتباط وثيق بمجاله، ما يتجسد في كتابة تاريخ تادلة وفق مقاربة تركيبية بدأها من الأصول".

وأورد بودرقة أن "سؤال علاقة التاريخ بالأدب قد يبدو بديهيا؛ لكن الجواب لا يبدو كذلك، فهما تخصصان متوازيان لأنهما يجسدان حكاية بأدوات مختلفة؛ فالأديب يحكي عن أحداث رواية كائنة في الواقع مزجها بالخيال، بينما المؤرخ يبحث عن الحكاية بواسطة الوثائق والتحقيق فيها"، مشددا على أن "التاريخ قد يعتبر مادة خامة للأديب، والأدب أيضا قد يكون مصدرا من مصادر التاريخ". 

وتابع الأكاديمي المغربي: "يجب تحقيق الموضوعية في الكتابة التاريخية؛ ذلك أن المؤرخ يتخلص من الذاتية قدر الإمكان ويشكك في كل المصادر، وإن كانت أكثر المصادر وثوقية"، لافتا إلى أن "الشرط الثاني للكتابة التاريخية يتجسد في التحقيب التاريخي الجهوي، إذ يجب أن ننتقل من الاهتمام بالسلطان والحاكم والوزير في التاريخ إلى تسليط الضوء على الفلاح والشرائح البسيطة التي تساهم في صنع التاريخ بالمجال الجهوي". 

أما الشرط الثالث، حسب الجامعي عينه، فهو تحيين تاريخ المغرب، الذي اعتبره "مطلب كل الباحثين، سابقا وحاليا ومستقبلا"، مردفا أن "تحيين التاريخ مُضنٍ؛ لأنه يحتاج إلى مقاربات جديدة واعتماد مصادر جديدة لا يمكن العثور عليها سوى في المنطقة، من خلال التنقيب عن أسماء الأعلام والمواقع والبحث الأثري والأعراف"، وغيرها من شروط الكتابة التاريخية التي تناولها في إطار الومضات التأملية التي أثارها الكتاب. 

عبد الكريم جويطي، صاحب كتاب "تاريخ بلاد تادلة" الذي يروي تاريخ المنطقة في العصر الوسيط خلال الفترة القديمة إلى غاية القرن التاسع عشر، أشار إلى أن "مئات الأشخاص قدموا إلى المنطقة من أجل اقتناء المؤلف الذي يندرج ضمن جنس التاريخ، حيث لم يُبع في الرباط أو الدار البيضاء، وإنما بيعت ألف نسخة منه بمدينة بني ملال لوحدها". 

وأردف جويطي: "هنالك انتظارات كثيرة للقراء، خصوصا تاريخ منطقة تادلة التي يجد فيها الطلاب والباحثون ندرة شديدة في المصادر التاريخية"، مشيرا إلى "وجود بعض الأطروحات الجامعية والكتب التي تضمنت معطيات غير دقيقة عن منطقة تادلة؛ وهو ما يستدعي مراجعة النصوص التاريخية"، بتعبيره، خاتما بالقول: "تادلة كانت مهمة في القلب الجغرافي للمغرب، إذ كان السلاطين يرددون لازمة: من حكم تادلة حكم المغرب".

قد يهمك ايضًا:

 مراكش تنتزع للمرة الثانية المؤتمر الدولي للقضاة في نسخته الواحدة والستين

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب جامعيون يُسلّطون الضوء على واقع الكتابة التاريخية في المغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya