القاهرة - المغرب اليوم
كشفت مصادر خاصة مطلعة على الوضع داخل جماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة، أن قيادات جبهة "الكماليون" أقرت على عناصرها دراسة كتاب "انحرافات في الحركة الإسلامية" لكاتبه أحمد طه، داخل الكتائب والأُسر التنظيمية للإخوان، في تحدِ لقيادات "الحرس القديم" داخل الجماعة.
وأشارت المصادر، إلى أن قيادات جبهة "الكماليون" حاولوا استخدام الكتاب للتعبير عن وجهة نظرهم في رفض سيطرة قيادات "الحرس االقديم"، تحت مختلف الشعارات داخل التنظيم، وأن الكتاب يفضح سلوكيات هذه القيادات التاريخية، ويكشف الانحرافات التربوية والنفسية والفكرية والسلوكية، التي أفسدت "العمل الإسلامي"، مثل تقديس القيادة، والسمع والطاعة المطلقة، والاغتيال المعنوي للعناصر والأفراد، والغلو في التبعية، والغلو في التكفير، والتكفير السياسي، والافتتان بالسلطة، والتماهي للبقاء، وصناعة الوهم والضعف، والتعلق بالرموز، واضطراب مفهوم الجهاد، وتطبيق الشريعة.
وأوضحت المصادر، أن قيادات جبهة "الكماليون" دعت قواعدها التنظيمية لدراسة الكتاب ومراجعة فصوله داخل الكتائب والاٌسر الإخوانية، كنوع من المراجعات الفكرية للحركة في ظل الأزمات التي تعاني منها أخيراً، وأن هذا الكتاب يقدم كشف حساب للحركة الإسلامية بشكل عام خلال المرحلة الأخيرة، والأمراض التي أصابت عناصرها، والانحرافات التي وصولت إليها، بغرض علاجها، والحذر من الوقوع فيها مرة ثانية.
وأكدت المصادر، أن الكتاب تطرق إلى ظاهرة "البرغماتية" الشخصية للقيادات، واستخدامها تحت وﻫﻢ "ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪﻋﻮة"، ﺣﻴﺚ يتم فعل أي شيء تحت عنوان "ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪﻋﻮة"، كما أنها هذه الظاهرة أدت إلى تحكم وسيطرة أصحاب المال والنفوذ على التنظيم، وإقصاء أﺻﺤﺎب اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺮاﺷﺪ في ﺗﻮﺟﻴﻪ الجماعة، ومن ثم تحولت إﱃ شرﻛﺔ ﻣﺴﺎهمة.
وأفادت المصادر، أن الكتاب تطرق إلى قضية مهمة داخل الإخوان وهي "الطاعة العمياء" للقيادات، واختزال ﻣﻔﻬﻮم التربية في نطاقها، ﻣﺜﻞ: ﺗﻘﺪﻳﺲ اﻟﻘﻴﺎدة، والتبرير ﻟﻜﻞ ﺧﻄﺄ، وﻋﺪم المنهجية اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ في التفكير والحركة، وﻋﺪم وﺿﻮح ﺧﻄﻂ اﻟﻌﻤﻞ، وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﻌﻤﻴﺎء ﺗﻨﺸﺄ ﻇﺎﻫﺮة البتعية اﻟﺘﻲ اﻟﻘﻴﺎدة اﻷعلى ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻞ سيء، وتحسب ﺣﺴﺎب ﻛﻞ شيء وأن ﻳﻜﻮن اﻷتباع بين ﻳﺪي اﻟﻘﻴﺎدة "كالميت بين يدي المغسل"، وأنه كلما ﻛﺎن ﻫﻨﺎك إﻣﻌﺎن في اﻟﻄﺎﻋﺔ، كلما ﻛﺎن اﻷخ في الجماعة أﻓﻀﻞ ﺣﻈﺎً، وإذا ﻇﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺾ الاعتراض على شيء، أو اﻟﺮﻏﺒﺔ في تغيير شيء، فمصيره اﻟﻄﺮد تحت ﺷﻌﺎر "ﻣﻦ اعترض.. اﻧﻄﺮد".
وبحسب المصادر، فإن الكتاب يشير إلى أن أنه قد مرَّ على الحركة الإسلامية ما يقرب من المائة سنة، ولم تُقَدم بكافة أطيافها "كشف حساب" لنفسها ولأتباعها؛ ماذا أنجزت؟ وماذا حققت؟ وما هو حجم النتائج ؟ وما هي الرؤية المستقبلية لواقعها ؟، وأنها ختمت قرنها الأول بحالة خطيرة من الفشل، ومن ثم فإن الحديث عن "التجديد" و"المراجعات" و"التحولات" سيكون أمراً ضرورياً في المستقبل، وأنها في حاجة ملحة للمراجعة الفكرية، في ظل الفشل الحالي الناتج من تصرفات المنتسبين اليها، وأن هناك من ينتسب للحركة الاسلامية ويسعي إلى تقويض أي محاولة للإصلاح الفكري والمنهجي، والتعمية على الانحرافات الخطيرة داخل الحركة؛ لتستمر في الفشل.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر