سوريا الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك

سوريا: الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك

المغرب اليوم -

سوريا الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

ليست الأخبار السيئة وحدها من «لا تأتي فُرادى»، أحياناً الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك ...  العام الجديد 2020، بدأ مُحمّلاً بالأخبار السيئة لإيران (مقتل سليماني، استئناف الاحتجاجات في إيران والعراق ولبنان، التحولات في مواقف الترويكا الأوروبية وغيرها) ... لكنه بدأ على نحو حسن، بالنسبة لحليفتها: دمشق ... لقاء علني غير مسبوق بين اللواء علي مملوك ونظيره التركي حاقان فيدان في موسكو، في اعتراف تركي صريح بفشل مشروع «الإطاحة بالأسد» ... ودعوة مميزة للسفير بشار الجعفري لحضور حفل استقبال أقامه السفير السعودي في نيويورك عبد الله المعلمي، بحضور وزير الدولة السعودي فهد بن عبد الله المبارك، وما تخلله من لفتات ودية وحفاوة، وأحاديث عن «سحابة صيف» في العلاقات بين دمشق والرياض، عمّا قريب تنقشع.

في هذه الأثناء، كانت «التسريبات» في الصحف المقربة من النظام السوري، تحتفي بعودة سفارة الإمارات لمزاولة أعمالها في العاصمة السورية، وتتحدث عن بحثٍ جدي في استئناف الطيران المدني النظامي بين البلدين، واشادات بـ»حكمة الأسد» ... أما مصر، فهي بالأصل لم تقطع مع دمشق، وإن كانت تباطأت في استحداث الاستدارة في مقاربتها، واستعادة زمام المبادرة في إعادة دمشق للجامعة العربية، وإعادة ترميم العلاقات السورية – العربية.
اليوم، لم يعد المشهد الإقليمي المتحرك بسرعة يحتمل ترف التسويف أو التباطؤ ... أنقرة باتت في قلب المواجهة مع القاهرة مدعومة من الرياض وأبو ظبي، ليبيا (وليست سوريا) هي الساحة الجديدة لصراع المحاور و»حروب الوكالة» ... القاهرة تنظر للتدخل العسكري التركي في ليبيا بوصفه «تهديداً لأمنها القومي» وإعادة انتاج للتجربة السورية على حدودها الممتدة لأكثر من 1200 كم مع ليبيا ... الخلاف الخليجي (السعودي الإماراتي) المتشعب مع تركيا، ليس وليد لحظته، وهو آخذ في التفاقم اليوم، في ضوء تفاقم الأزمة الليبية.
ثم، أن ما بدا انفراجاً في أجواء الأزمة الخليجية البيْنية، لم ينته إلى تسويات كبرى أو اختراقات... ويبدو أنه لم يتجاوز حتى اللحظة، عمليات «جس النبض» بين الأطراف المتخاصمة ... الأزمة الليبية ربما تكون سبباً إضافياً لتعطيل مسارات المصالحة أو إبطائها، وهذه المرة بقيادة مصرية تنظر بكثير من القلق وأعلى درجات الاستنفار لما يجري على حدودها الغربية.
لسوريا في المقابل، أسبابها في الحملات التي لم تتوقف على كل من الدوحة وأنقرة ... لا شك أنها تراقب بارتياح انزياح مركز الثقل في الأولويات التركية من سوريا إلى ليبيا، وهي بلا شك نظرت إلى لقاء موسكو بوصفه أول اعتراف تركي رسمي بفشل مخطط «إسقاط النظام» ... لكنها في المقابل، ما زالت تعتبر الوجود العسكري التركي في سوريا «احتلالاً»، وهي تقاتل على الأرض في إدلب، حلفاء أنقرة من ميليشيات وفصائل أصولية، وكان لافتاً مؤخراً، أن حملة السفير بشار الجعفري في مجلس الامن، انصبت على البلدين الحليفين، من دون التطرق كما جرت العادة، للسعودية أو الإمارات.
ليبيا أزاحت جزءاً من الحمل الثقيل عن كاهل دمشق، لترمي به على كاهل القاهرة هذه المرة، وليبيا قد تكون مدخلاً واسعاً لتطبيع العلاقات وتطويرها بين دمشق وكل من القاهرة والرياض وأبو ظبي، والأرجح أنها ستكون بوابة واسعة لعودة دمشق للجامعة العربية، وربما بذات الحفاوة، التي استقبل بها الجعفري من قبل المعلمي والمبارك في نيويورك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك سوريا الأخبار الحسنة لا تأتي فُرادى كذلك



GMT 15:17 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ١

GMT 15:15 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أخبار اسرائيل سيئة مثلها

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الحوت

GMT 08:34 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تخصيص 27 مليار لترميم ملاعب مدينة القنيطرة

GMT 16:01 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العقرب

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 15:48 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميرة أحمدي تُصمِّم مجموعة مِن وحدات الديكور للمنزل

GMT 06:46 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

طرح هاتف نوكيا "3310" بإصدار حديث خلال معرض MWC

GMT 15:58 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

من "لكزس" إلى "سوبارو" سيارات يابانية يترقبها السوق في 2021

GMT 05:24 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

تطوير بطاريات السيارات الكهربائية لمدى أطول

GMT 17:35 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

مبابي أفضل لاعب صاعد في المونديال الروسي

GMT 19:29 2014 الأحد ,15 حزيران / يونيو

على الفنانين عدم صرف أموالهم في أمور تافهة

GMT 00:13 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الستائر بأنواعها المختلفة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya