مجموعة اتصال حول فلسطين

مجموعة اتصال حول فلسطين

المغرب اليوم -

مجموعة اتصال حول فلسطين

بقلم - عريب الرنتاوي

للدول العربية المختلفة، مستويات مختلفة، وأدوات مختلفة لممارسة النفوذ والتأثير على «الساحة الفلسطينية»، بعد أن تحولت الساحة إلى ميدان من ميادين «صراعات الوكالة» لكيلا نقول «حروبها» ... بعض هذه الدول تستمد نفوذها من التاريخ والجغرافيا (مصر والأردن) وبعضها الثاني من الجوار المقترن بأهداف ومرامي «المقاومة والممانعة» كما هو الأمر بالنسبة للبنان وسوريا، وبعضها الثالث من المال والتمويل والإعلام، واستتباعاً من الدور الإقليمي لهذه الدول.
في السنوات القليلة الفائتة، تشهد الساحة الفلسطينية صراع محاور محتدما، تنخرط فيه محاور عربية وإقليمية متداخلة وممتدة، يمكن التمييز بين ثلاثة منها، على الرغم مما يعتور كل محور من هذه المحاور من تباين واختلاف في الأولويات والتكتيكات: المحور الإيراني – السوري – حزب الله، المحور التركي – القطري – الإخوان المسلمين ومحور الاعتدال العربي على ما فيه من تباينات واختلاف في الأولويات.
صراع المحاور العربية – الإقليمية، لا يقتصر على اختلاف الرؤى والتصورات للحل النهائي للقضية الفلسطينية، بل ويمتد إلى بناء تحالفات مع أطراف فلسطينية تقترب بهذه الدرجة أو تلك من هذا المحور أو ذاك ... هناك دائماً من بين الفلسطينيين، من يحظون بمعاملة تفضيلية لدى هذه العاصمة أو تلك ... ولقد رأينا في الحملات الانتخابية لعرب - 48، صورة من صور صراع المحاور، بعض الأحزاب العربية يحظى برعاية فضلى من هذه الدولة الخليجية، وبعضها الآخر يحظى برعاية دولة خليجية منافسة من محور آخر.
كيف يمكن للمصالحة الفلسطينية أن تتحقق، وكيف يمكن للقائمة العربية المشتركة أن تُستعاد، فيما يدخل الرعاة العرب والإقليميون إلى حلبة التنافس الفلسطينية الداخلية بكل قوة، ودائماً بمعادلة «صفرية»؟ ... لقد جربت دول محسوبة على محور محدد حظوظها في العمل على استعادة المصالحة والوحدة، لكنها أخفقت، لأنها ببساطة، أقصت من اللعبة رعاة عرباً وإقليميين آخرين.
يبدو أن المصالحة الفلسطينية، وفي ظل افتقاد الرافعين للوائها للزخم الشعبي والروافع الاجتماعية، باتت غير ممكنة من دون توفر «مجموعة اتصال حول فلسطين»، تضم دول نافذة في المحاور، كأن تلتقي مصالحها وأولوياتها حول ضرورة مساعدة الفلسطينيين لرأب صدوعهم ولملمة شتاتهم ... مثل هذا الاحتمال يبدو عصياً على الترجمة وبعيداً المنال.
من دون مصر وقطر وإيران، وبدرجة أخرى الأردن والسعودية والإمارات وتركيا، لا يبدو أن ثمة فرصة كبرى لإنجاز المصالحة، ذلك أن بعض هذه الدول، بات يتوفر على حق النقض «الفيتو» حيال أي مشروع أو وساطة يجري تحريكها لهذا الغرض ... فشل مؤتمر موسكو، ينهض شاهداً على الحاجة لمجموعة الاتصال هذه، فلا يكفي أن يكون الوسيط بدرجة «دولة عظمى» كحال روسيا عل  سبيل المثال، فالأهم أن تأتي جهوده مقرونة بضوء أخضر من الدول الداعمة والراعية.
وكلما ازدادت «اعتمادية» الفلسطينيين على حلفاء الخارج كلما اشتدت الحاجة لمجموعة الاتصال، وتقلصت الفرص أمام الوسطاء المنفردين لإصابة النجاح ... و»الاعتمادية» الفلسطينية في تفاقم مستمر، وعلى نحو يتوازى ويتزامن مع اشتداد أطواق العزلة والحصار التي تفرضها واشنطن وتل أبيب عليهم ... وما لم تنجح جهود المصالحة في تحقيق مراميها في المدى القريب، فإن المصالحة قد لا تحدث أبداً، وهذا واحدٌ من بين أسباب عدة، لاستدامة الانقسام وتزايد مخاطر واحتمالات تحوله إلى انفصال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة اتصال حول فلسطين مجموعة اتصال حول فلسطين



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya