«بروفة» المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان

«بروفة» المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان

المغرب اليوم -

«بروفة» المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان

بقلم - عريب الرنتاوي

الفلسطينيون في الوطن المحتل والمحاصر والشتات، قالوا كلمتهم يوم أمس: هم شعب واحد موحد، أكبر من انقسامات فصائله وقياداته وصراعاتها العبثية ... وهم، وهذا هو الأهم، ما زالوا يمسكون بجمر قضيتهم وحقوقهم الوطنية المشروعة، من مات من كبارهم نقل إلى أبنائه وأحفاده “الرواية الفلسطينية” بكامل فصولها، والجيل الثاني والثالث وحتى الرابع للنكبة، لم ينس ولن ينسى، بل هو أكثر استمساكاً بهويته وحقوقه وأشواق آبائه وأجداده من الراحلين.
مائة عام على وعد بلفور، سبعون عاماً على النكبة، خمسون على الهزيمة/ النكسة، لم تفتّ في عضد الشعب الفلسطيني، ولم تخلف وراءها سوى العزيمة والإصرار على متابعة مسيرة الحرية والكرامة والاستقلال ... فالفلسطينيون لا ينسون ولا يهزمون، يخسرون معركة أو عدة معارك، بيد أنهم واثقون تماماً من أنهم سيكسبون الحرب في نهاية المطاف، مهما تعاظمت قوة أعدائهم وجبروتهم، ومهما تطاول الظلم والإجحاف الدوليين.
أمس، تجاوز الفلسطينيون في الضفة والقدس والقطاع وداخل الخط “الأخضر، ومخيمات اللجوء والشتات، كل “الجدل البيزنطي” حول المصالحة والحوار ... توحدوا في الميدان، وهل ثمة أعمق وأصلب من وحدة يعمدها الميدان ودماء الشهداء وأزيز الرصاص الحي والمطاطي وسحب الدخان والغازات المسيلة للدموع ... أمس قال الشعب كلمته، نحن أكبر من الانقسام، وقضيتنا أكبر من الانقسام، وجسدوا ذلك على الملأ وعلى الهواء مباشرة، في يوم يعد بحق، من أيام فلسطين، وما أكثر الأيام الفلسطينية الفوّاحة بالعزة والكرامة والتضحية والفداء.
وأمس أيضاً، في الضفة وغزة والقدس، عاصمة فلسطين الموحدة والأبدية، قدّم الفلسطينيون، ولأول مرة منذ بضع سنوات، “بروفة” عمّا يقصدونه بالمقاومة الشعبية السلمية ... جنود الاحتلال المدججين بالكراهية والسلاح وأوامر أطلاق النار المباشر على رؤوس المتظاهرين السلميين وصدورهم، وقفوا عاجزين أمام “قوة الحشد الشعبي” ... وإسرائيل منذ أيام وأسابيع، تعيش كابوس يوم الأرض من جديد، والمؤكد أن الذين راهنوا منهم على صمت الشعب الفلسطيني وسكوته، أصيبوا بصدمة شديدة، وهو يرون عائلات بأجيالها، تخرج عن “بكرة أجيالها”، للانتصار للأرض والحق الفلسطينيين، أجداد وأبناء وأحفاد، رجال ونساء، شيوخ وشبان ... خرج الفلسطينيون يشقون طريقهم للمقاومة الشعبية السلمية، التي تتحول يوماً إثر آخر، إلى عنصر “توحيد” للقوى الفلسطينية، بعد ان كانت مبعثاً على الانقسام.
ما حصل أمس في عموم المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة، وفي بلدان اللجوء والشتات، ليس سوى بداية انطلاقة فعاليات ممتدة حتى الذكرى السبعين للنكبة ... ستة أسابيع سيتعين على إسرائيل أن تعيشها في ذروة الاستنفار الأمني والنفسي والمعنوي والتعبوي ... زمن الاحتلال المريح، الخمسة نجوم، في طريقه للتلاشي، وزمن المقاومة الشعبية و”قوة الماس”، او الحشد الشعبي، يشرق على مدن الفلسطينيين وبلداتهم ومخيمات اللجوء والشتات، ويحفز أعداداً متزايدة منهم للانخراط في معمعان الكفاح من أجل الاستقلال الناجز والحرية والكرامة.
والمؤكد أن تجربة يوم الأرض 2018، المحمَلة بالدروس والعبر، ستكون ملهمة للفلسطينيين، وأجيالهم الشابة على وجه الخصوص ... فما الذي سيمنع الفلسطينيين بعد اليوم، من تحويل جميع أيامهم إلى “يوم أرض”، وما الذي سيحول دون تطوير “رزنامة” فلسطينية كفاحية متنقلة في الزمان والمكان والشعارات، لتنظيم الاحتشاد وضرب المواعيد الجماعية لعشرات الألوف منهم ... اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وغداً لصلاة الأحد في كنيسة القيامة، وبعد غدٍ على موعد عند حدود الجدار، واليوم الذي يلي أمام هذه المستوطنة أو تلك البؤرة الاستيطانية ... ودائماً على امتداد جدار العزل العنصري الذي يخنق غزة ... لا بديل عن تصعيد وتطوير مقاومة الشعب، الجماهيرية السلمية ... هنا، وهنا بالذات، تنتفي الخطوط بين الفصائل وتتلاشى ألوانها وراياتها، وترتسم خريطة الوطن وترتفع راية فلسطين ... هنا وهنا بالذات، تجري مقارعة صفقة القرن وقرار ترامب حول القدس ...هنا وهنا بالذات، “يكسر الجليد” الذي تراكم طول سنوات الانقسام العشر العجاف.
ما حدث بالأمس، ويتواصل على مدى الأسابيع القادمة، يسجل بوصفه قصة نجاح وإبداع فلسطينية، ويؤكد أن العنقاء الفلسطينية “تكبُر أن تُصادا” ... وأن طائر الفينيق الفلسطيني، لن يتوقف عن الانبعاث من تحت الرماد والركام، ليحلق على ارتفاعات شاهقة، يتعذر معها على سهام الغدر والتخاذل أن تطاله أو تلحق به ضرراً.

 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بروفة» المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان «بروفة» المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya