كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق؟

المغرب اليوم -

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق

بقلم - عماد الدين أديب

كان القائد العسكرى الفذ الفيلد مارشال مونتجمرى يضع على مكتبه الخاص أثناء معركة العلمين الشهيرة صورة واحدة فقط تزين طاولته، تلك كانت صورة خصمه وعدوه اللدود «روميل»!

كان «مونتجمرى» من تلك المدرسة البريطانية القديمة التى تؤمن بأن أفضل سلوك للتعامل مع الآخر سواء: بالحرب أو السلم والحياد أن تفهم -بالضبط- مكونات عقله، وطبيعة شخصيته، ودوافع موقفه. كان مونتجمرى يجلس بالساعات أمام صورة عدوه، ويحاول أن يتابع تصرفاته دقيقة بدقيقة، ويسأل نفسه لو كنت مكانه، وبناء على مكونات شخصيته ماذا كنت أفعل فى هذا الموقف؟

ومن خلال هذا السلوك، أى سلوك «فهم الآخر» كما هو دون إضافة أو حذف، استطاع الفيلد مارشال مونتجمرى أن يحطم جيش روميل فى العلمين، وينهى أسطورة من أهم أساطير العالم العسكرية.

ومنذ ساعات والدنيا قامت ولم تقعد حول الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، والمرشح الرئاسى الذى تحدى المرشح الإخوانى د.محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة عام 2012.

هنا نسأل بناءً على منهج مونتجمرى مع روميل: كيف يمكن أن نفهم حقيقة مواقف ودوافع الفريق شفيق؟

تعالوا نناقش هذه المسألة بعقل بارد وبهدوء وحكمة:

غادر الفريق شفيق وعائلته المكونة من ابنتيه وأحفاده دون زوجيهما إلى الإمارات توجساً من تفاعلات قضية ما يعرف باسم قضية أرض الطيران التى أكد فيها الفريق شفيق، من وجهة نظره وفريق دفاعه، أنها مسألة مسيسة، وأنه برىء تمام البراءة من أى تهمة فيها.

وبناءً على نصيحة من أحد الأصدقاء، غادر الفريق شفيق مصر إلى الإمارات، وهى أكثر «الدول المرتبطة بحسن العلاقات مع الحكم الحالى فى مصر».

وعاش هناك هو وعائلته فى سكينة وهدوء ودون أى مشاكل أو تصريحات تزعج القاهرة.

ولاحظ الفريق شفيق ابتعاد وسائل الإعلام الخاصة فى مصر عنه، وخفوت صوت حزبه السياسى، الذى كان من مكونات حركة تمرد ومن تيار 30 يونيو 2013.

كان الفريق شفيق يعتقد أنه «جزء من نظام 2013»، وليس خصماً له.

عاش الفريق شفيق يعانى من عقدة ذنب إنسانية، أنه بشكل غير مقصود مسئول عن تفرقة ابنتيه وأطفالهما عن زوجيهما، فابنتاه والأحفاد يعيشون فى الإمارات والزوجان يعيشان فى القاهرة حيث مصالحهما وأعمالهما.

كان حلم الفريق شفيق، وما زال، أن يعود لمصر، بعد أن تقدمت به السن، كى يكمل ما تبقى له من عمر فيها، وأن يدفن بجانب شريكة عمره السيدة الفاضلة زوجته، رحمها الله.

دوافع الفريق شفيق بالدرجة الأولى إنسانية، قبل أن تكون رغبة فى سلطة أو تسابقاً على منصب، لذلك إذا رأيتموه غاضباً فافهموا مشاكله واعذروه.

لذلك كله أعتقد أن حالة الفريق أحمد شفيق هى قضية شديدة السهولة، وشديدة الصعوبة!

إذا فهمنا دوافع الرجل، وتولى الملف من يجيد «فهم وحل مشاكل البشر» لانتهت المسألة فى دقائق، وإذا حدث العكس تعقدت المسألة دون أى منطق أو مبرر معقول.

وأعرف أن هناك من يسن أسنانه كى يقول لى إن المسألة سياسية بامتياز، لأن الرجل قرر أن يرشح نفسه للرئاسة؟

أقول «يا ريت» نحن نبحث عمن يخلق منافسة سياسية حقيقية فى مصر، خاصة أن تاريخ وإنجازات الرئيس السيسى تضعه فى مكانة ومكان مريحين للغاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق كيف نفهم موقف الفريق أحمد شفيق



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya