الرسائل المعكوسة للدولة العميقة 33

الرسائل المعكوسة للدولة العميقة (3-3)

المغرب اليوم -

الرسائل المعكوسة للدولة العميقة 33

عمرو الشوبكي
مازال بعضنا، خاصة المهتمين بالشأن التركى، يتذكر كيف أن المحكمة الدستورية العليا التركية كانت قاب قوسين أو أدنى من إلغاء حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ حوالى 5 سنوات بتهمة تهديد العلمانية، وهو الحزب الذى احترم قواعد اللعبة الديمقراطية ومبادئ العلمانية ولم يطرح نفسه فى أى مرحلة كبديل دينى للنظام العلمانى. لم يقم حزب العدالة والتنمية بحشد أنصاره لمنع قضاة المحكمة الدستورية العليا من دخول المحكمة، ولم نر «حازمون تركيا» يحاصرون القنوات التليفزيونية المعادية للحزب الجديد وكانت كثيرة، إنما قدم حزب العدالة والتنمية عريضة دفاع عظيمة للمحكمة الدستورية - أتيحت لى فرصة الاطلاع عليها - وبحثت فى الجوانب القانونية التى تؤكد أن الحزب يحترم قوانين الدولة حتى تلك التى يعترض عليها. لم يُشِدْ حزب العدالة والتنمية بالقضاء التركى حين حكم لصالحه، ولم يُهِنْه حين أصدر حكماً ليس فى صالحه، ولم يضع نصاً دستورياً «تفصيل» لعزل أسماء بعينها من المحكمة الدستورية العليا، فقد عرفنا فى العهود السابقة تفصيل قوانين ولكن لأول مرة نعرف تفصيلاً لنصوص دستورية. فى تركيا لم يدخل الحزب الحاكم معركة تصفية حسابات وانتقام مع الدولة بتفصيل نصوص دستورية لعزل منافسين محتملين فى انتخابات، وفى نفس الوقت يلهث وراء رجال أعمال الحزب الوطنى للتحالف معهم، فما بين العزل الدستورى والتحالف المالى لا يوجد موقف مبدئى إنما فقط المصلحة الضيقة. إن سر نجاح تجربة العدالة والتنمية فى تركيا يرجع إلى احترام الحزب والحكومة للواجبات المطلوب القيام بها للاندماج بشكل كامل فى العملية السياسية، فقاموا بالإصلاحات المطلوبة بصرف النظر عن رفض الدولة العميقة أو عدم اكتمال النظام الديمقراطى، وهو ما أنتج فى النهاية حكومة قادرة على الإنجاز الاقتصادى والسياسى، تؤمن بقيم الإسلام والعلمانية معاً، وتؤسس لمرحلة جديدة سعت عمليا إلى أن تكسر صدام العلمانية/الإسلام فى تركيا الحديثة، وأعلن الحزب تمسكه بالعلمانية، ولكنه طالب بأن تكون علمانية على الطريقة الأوروبية أى تفصل بين الدين والدولة، ولا تتدخل الثانية فى أمور الأولى، كما تفعل العلمانية التركية التى قامت فيها الدولة بقهر المؤسسات الدينية. صحيح أن السياق المصرى يعتبر أن الشرعية الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، وهو أمر محل توافق من الجميع، على خلاف الحالة التركية التى ينص دستورها على احترام مبادئ العلمانية. والمؤكد أن حزب العدالة والتنمية الذى حصل على 55% من البرلمان الحالى نجح فى أن ينسج تحالفات مع التيارات العلمانية الديمقراطية، وفى نفس الوقت يحترم القوانين الموجودة وأحكام القضاء حتى لو اختلف معها، وبعد 8 سنوات من حكمه ومن الإنجازات الاقتصادية بدأ فى تغيير القوانين لتصبح أكثر ديمقراطية، فمعركته فى مواجهة تدخل الجيش فى السياسة تمت بشكل تدرجى وكان فيها الحزب يرغب فى بناء نظام ديمقراطى الذى من أبسط قواعده رقابة المؤسسات المدنية المنتخبة للأنشطة العسكرية وليس تصفية الحسابات معها والهتاف بسقوط العسكر أو التحالف معهم تبعا للمصلحة. رسالة الإخوان لقطاع واسع للمصريين: إننا لا نرغب فى إصلاح أى مؤسسة، وربما غير قادرين، إنما فقط السيطرة والاحتكار، والدفاع عن القانون والدستور يتم تفصيله حسب الحاجة والمصلحة. مشروع الإخوان حتى هذه اللحظة، بعيدا عن أخطاء خصومهم وتربص الكثيرين لهم، بعيد عن أى مبادئ تدافع عن المصلحة العامة وقيم دولة القانون والدستور، إنما فقط سيطرة الجماعة وتمكينها وتلك رسالة لا يمكن أن تصلح أى شىء فى مصر. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسائل المعكوسة للدولة العميقة 33 الرسائل المعكوسة للدولة العميقة 33



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya