القوائم أسوأ من الفردى

القوائم أسوأ من الفردى

المغرب اليوم -

القوائم أسوأ من الفردى

عمرو الشوبكي
البعض يتصور أن هناك «قانون تفصيل» يمكن أن يكون طريق نجاحه فى أى انتخابات، والبعض الآخر يبحث عن قانون يتيح له أن يختار، ويرتب قوائم انتخابية بسطوة المال والنفوذ. والحقيقة أن البعض يرفض إجراء الانتخابات على أساس النظام الفردى، معتقداً، وبشكل خطأ، أن الانتخاب بالقائمة سيعنى دعما للأحزاب والبرامج السياسية، وينسى أو يتناسى أن عملية ترتيب واختيار القوائم امتداد للحالة الحزبية الحالية بكل ما فيها من مشاكل، وتجعل عملية ترتيب القوائم نموذجاً لانتخابات فردية يتحكم فيها رئيس الحزب ومجموعته، أو رجل الأعمال الممول، أو القادرون على الإنفاق على القائمة من المرشحين الموجودين على رأسها. هل يتذكر البعض ما جرى فى قوائم الانتخابات الماضية وكم مرشحا تفاوض مع قوائم حزبية أخرى، فى حال إذا لم يضعه حزبه على رأس القائمة، وقرر الذهاب والترشح مع مَن وضعه على رأس القائمة، فأين الانتماء الحزبى، والدفاع عن البرامج وصراع الأفكار الذى برر به البعض دفاعه عن نظام القوائم التى حكمتها فى النهاية نوازع فردية ومالية وحسابات أهل الثقة والقربى؟. والمفارقة أن بعض القوى المدنية اعتبرت أن الانتخابات بالقائمة هى الطريق لتفعيل الحياة السياسية، ونسيت أن الغالبية الساحقة من التجارب الديمقراطية فى العالم تعتمد النظام الفردى، بما فيها بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حتى لو طُعِّم بعضها بنظام القوائم الحزبية. صحيح أن مصر خرجت من عهد مبارك بكارثة الفردى بكل ما فيه من بلطجة وتزوير وغياب للناخبين، (نسبة التصويت الحقيقية لم تتجاوز فى المدن 7%)، ما دفع البعض إلى تبنى نظام القائمة النسبية غير المشروطة، ولكنهم اكتشفوا بأسرع مما نتصور أنهم اختاروا الخيار الأسوأ والأبعد عن الواقع السياسى وتركيبة الناخب المصرى. لا أحد يتصور أن عضو البرلمان البريطانى أو نائب الجمعية الوطنية الفرنسية منفصل عن منطقته ودائرته الانتخابية، ويهبط عليهم «بالبراشوت» الحزبى والسياسى، دون أى تواصل مع منطقته، فالنائب الناجح هو الذى ينجح فى تمثيل دائرته وأمته وحزبه، أى يكون فيه جزء من نائب الخدمات العامة (وليس نائب شراء الأصوات) وجزء أكبر من النائب السياسى والحزبى الذى يراقب الحكومة ويشرع القوانين، وهذا ما سيحققه النظام الفردى المُطَعَّم بالقوائم الحزبية- كما سنشرح غدا- والذى سيعلى من الموهبة السياسية للنائب ولدور الأحزاب على السواء. إن فرض القوائم الحزبية على المواطنين، والنظر إلى انتخابات القوائم وكأنها هى الحل الوحيد ومعيار التقدم والديمقراطية أمر بعيد عن الصواب والواقع، فهو يفتح الباب أمام وصاية النخبة الحزبية على الناس عن طريق أحزاب مازالت ضعيفة، وإبعاد الشعب عن المشاركة الفاعلة بتقديم مرشحين قريبين منه وليس من نخبة ضيقة تهندس نيابة عنه ترتيب القوائم. الواقع يقول إن القوائم تعد بالأسلوب الفردى، لأن المهم ليس القائمة، إنما ترتيبها ومَن يحتل قمتها. البعض قال أيضا إن القائمة تفتح الباب أمام تمثيل الشباب والأقباط والمرأة والسؤال: لماذا لم يرشحوا أياً من هؤلاء، (إلا فيما ندر)، رؤوس قوائم فى الانتخابات الماضية، وبقى تمثيلهم جميعا تمثيلا مشرفا فى كل القوائم الحزبية؟ نظام الانتخابات بالقائمة الذى يتحدث عنه البعض نظام متخيل وليس واقعياً، فكلنا نتمنى أن يكون هناك برلمان يمثل بشكل حقيقى برامج الأحزاب، ولكن هذا لن يحدث إلا بنظام انتخابى قائم على الانتخابات الفردية، ويجب أن نفكر جدياً فى تطعيمه بنسبة قد تتراوح بين الربع والثلث بقوائم على مستوى كل محافظة وليس الدوائر. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوائم أسوأ من الفردى القوائم أسوأ من الفردى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya