طبول ضد الدستور 22

طبول ضد الدستور 2-2

المغرب اليوم -

طبول ضد الدستور 22

عمرو الشوبكي

فارق كبير بين أن يطالب البعض بتغيير الدستور دون أن يقرأوه، وبين أن يطالب البعض الآخر بتغيير بعض مواده فى حال ثبت فى الممارسة العملية أنها تحتاج لمراجعة. النوع الأول طل علينا فى هستيريا نادرة وغير مسبوقة ليقول لنا إن صلاحيات البرلمان أكبر من الرئيس (وهو غير صحيح)، وأن الأول قد يعطل الأخير، وهو طلب غريب فى ظل غياب البرلمان، وفى حالة وجوده سيكون مؤيدا فكيف يمكن اعتباره معطلا وهو من الأصل لم ينتخب بعد؟

الحقيقة أن معضلة هذا النوع من الكلام المرسل أنه جزء من حالة عامة تؤكد كل يوم عمق الأزمة التى وصلنا إليها فى مصر، حين يفتعل البعض حروبا وهمية لا علاقة لها بجوهر المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى، وبدلا من أن نتحدث عن مشاكل الفقر والأمية وغياب العدالة ومحاربة الفساد والإرهاب، نتحدث عن صلاحيات الرئيس فى مواجهة برلمان لم ينتخب أصلا.

فارق كبير بين أن يرى البعض أن مدة الرئيس يجب أن تكون 5 سنوات (مثل البرلمان) بدلا من 4، وبين أن يقول افتحوا مدد الرئاسة واتركوا رئيس الجمهورية فى السلطة مدى الحياة، فالأول هو اجتهاد سياسى لديه وجاهة ومبررات موضوعية، والثانى دعوة لتكريس الاستبداد والنظم الفاشلة.

الدستور نص على أن الرئيس هو الذى يختار فى المرة الأولى الحكومة ويطلب موافقة البرلمان كما يحدث فى كل النظم السياسية بما فيها نظام مبارك، صحيح أنه فى حال رفض البرلمان «حكومة الرئيس» يعطى له الحق فى تشكيلها من خلال الحزب أو الائتلاف الأكبر، وإذا فشل يحل البرلمان.

إن الاختيار الأول للرئيس والثانى للبرلمان، وهناك من يرى وله وجاهة فى هذا الطلب أن يعاد الأمر لمرة ثالثة للرئيس لتشكيل الحكومة، وفى حال كرر البرلمان رفضه يحل، وهو اقتراح لم ينل أغلبية داخل لجنة الخمسين، ومن الوارد إعادة بحثه مرة أخرى، أما أن يتصور البعض أن هناك برلمانا فى الدنيا حتى فى النظم الديكتاتورية لا يوافق على تشكيل الحكومة، فهو هنا يخترع نظاما جديدا «فوق استبدادى».

وهناك من يرى أيضا أن المادة 144 غير موجود شبيه لها فى أى دستور فى العالم (يمكن أن نجدها فى القوانين) والخاصة بالذمة المالية وراتب رئيس الجمهورية، فقد جاءت فى 12 سطرا، وتحدثت عن أنه: لا يجوز له أن يتقاضى أى راتب أو مكافأة أخرى ولا يجوز أن يزاول طوال مدة توليه المنصب بالذات أو الواسطة مهنة حرة أو عملا تجاريا أو ماليا أو صناعيا أو يشترى أو يستأجر شيئا من أموال الدولة أو أى من أشخاص القانون العام أو شركات قطاع الأعمال أو قطاع الأعمال العام، ولا أن يؤجرها أو يبيعها شيئا من أمواله ولا أن يقايضها عليه ولا أن يبرم معها عقد التزام أو توريد أو مقاولة أو غيرها ويقع باطلا أى من هذه التصرفات... إلخ.

ووصف أحد أعضاء لجنة الخمسين، وهو المهندس محمد سامى، هذه المادة بأنها تنظر لرئيس الجمهورية باعتباره «مسجل خطر»، وكنت أيضا من الداعين لاختصارها ووضع التفاصيل فى نص قانونى وليس دستوريا، ولولا الخبرة السلبية السابقة فى الفساد وعدم الشفافية لما وجدت هذه المادة فى الدستور.

هناك مواد مقبول أن يجرى حولها نقاش تماما مثلما هناك مواد أخرى قد تحتاج إلى مراجعة، إلا أن هناك خطا فاصلا بين من يرغب فى تغيير مادة فى الدستور من أجل بناء نظام سياسى قادر على العمل والتقدم، وبين من يتصور أنه بالص
لاحيات المطلقة يمكن خلق نظام قادر على الإنجاز ولو فى مجال واحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبول ضد الدستور 22 طبول ضد الدستور 22



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:08 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

ابرز اهتمامات الصحف العراقية الاحد

GMT 17:21 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

بدر بانون يمدد عقده مع الرجاء قبل الرحيل

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

امحمد فاخر يحذّر الجيش من التفريط في برحمة

GMT 13:07 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

حسبان يؤكد أنه ورث وضعية كارثية وأنه رهن الفريق

GMT 02:04 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

سلمى أبو ضيف تتعاقد على "بني يوسف" بطولة يسرا

GMT 15:57 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"مزيكا" تكشف عن ديو غنائي يجمع بين مجد القاسم وشقيقه

GMT 15:47 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فوائد الحمص لبناء العضلات والأنسجة السليمة

GMT 01:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير الفتح تطالب بدرع البطولة

GMT 11:33 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يغادر المغرب باتجاه دولة إفريقية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya