ما هي الرسالة التي يريد من يقفون خلف تفجير دمشق المزدوج ايصالها للحكومة

ما هي الرسالة التي يريد من يقفون خلف تفجير دمشق المزدوج ايصالها للحكومة ؟

المغرب اليوم -

ما هي الرسالة التي يريد من يقفون خلف تفجير دمشق المزدوج ايصالها للحكومة

بقلم : عبد الباري عطوان

استهدف تفجير دموي مزدوج اليوم (السبت) حافلات تقل زوارا من العراقيين بالقرب من مقابر “باب الصغير” في حي الشغور، احد احياء دمشق القديمة، مما ادى الى مقتل 59 شخصا، واصابة 120 آخرين، حسب تصريحات ادلى بها السيد محمد الشعار، وزير الداخلية السوري.

حتى كتابة هذه السطور لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هذا التفجير، لكن اصابع الاتهام تشير الى فصائل المعارضة السورية التي تقاتل من اجل اسقاط النظام، وتنظيم “داعش، او “هيئة تحرير الشام”، او تحالف “النصرة” سابقا، بالنظر الى الصيغة الطائفية الانتقامية لهذه التفجيرات، وهويات ضحاياها المذهبية.

ما يرجح هذا الاستنتاج ان آخر هجوم ارهابي تعرضت له العاصمة السورية كان في شباط (فبراير) عام 2016، واستهدف حجاجا ايرانيين وحافلاتهم في منطقة السيدة زينب، مما ادى الى مقتل 134 حاجا واصابة المئات.
***
ويمكن تلخيص مضمون الرسالة التي اراد ايصالها الذين يقفون خلف هذه العملية، وفي مثل هذا التوقيت في النقاط التالية:

    اولا: محاولة نقل المعركة الى قلب العاصمة السورية، ومناطق الساحل الشمالي، وبعض المدن الاخرى، مثل حمص واللاذقية باعتبارهما الاكثر امنا واستقرارا وقربا من السلطات السورية، وبهدف الانتقام، او التعويض لخسارة مدن رئيسية مثل حلب وتدمر، ومناطق في الغوطة الدمشقية.

    الثاني: نسف المفاوضات الجارية حاليا للتوصل الى وقف لاطلاق النار يشمل كل مناطق سورية، خاصة التي جرت في آستانة، ومن المتوقع ان يجري استئناف جولتها الثانية في الايام القليلة المقبلة، وتشارك فيها الفصائل المسلحة فقط، او تلك ذات الطابع السياسي التي تجرى في جنيف، وهناك جهود لعقد جولتها الخامسة في جنيف اواخر الشهر.

    ثالثا: الايحاء بأن الفصائل الموضوعة على قائمة الارهاب، ومستبعدة بالتالي من اي مفاوضات، وتتفق جميع الاطراف التي تخوض الحرب ضد الارهاب، على اجتثاثها رغم الخلافات الكبيرة في ما بينها، الايحاء بأنها ما زالت موجودة وقوية، وتستطيع ان تصل الى المناطق الآمنة تحت سلطة الحكومة السورية.

لا شك ان هذه العملية الارهابية تشكل هزة كبيرة، واختراقا امنيا للنظام في دمشق، ولكنها ربما تفيده في الوقت نفسه، وتدعم حجته التي استند اليها، وحاول اقناع الكثيرين في الغرب والشرق بها، وهو انه مستهدف من قبل الجماعات الارهابية منذ اليوم الاول للازمة، وانه شريك رئيسي في الحرب على الارهاب.

استهداف زوار شيعة، ايرانيين كانوا او عراقيين، الهدف منه تعميق الانقسام الطائفي، وبالتالي الثأرات المذهبية في المنطقة، والايحاء بأن الحرب في سورية طائفية، وهي ليست كذلك حتما في نظر الكثيرين.

الجهات التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، عربية كانت او غربية، بدأت في تغيير استراتيجيتها في الفترة الاخيرة، وبعد مجيء دونالد ترامب رئيسا لامريكا، فقد عادت مقولة حتمية اسقاط النظام تتردد على السنة المتحدثين باسم هذه المعارضة، مثلما بدأت المعارضة تتلكأ في العودة الى مفاوضات آستانة، وتشدد شروطها في مفاوضات جنيف، وسمعنا نغمة جديدة ومقلقة في اوساط الادارة الامريكية الجديدة، تقول بضرورة ارسال المزيد من قوات المارينز الى سورية غير المجموعة المكونة من 400 جندي اضافي التي وصلت في الاسبوع الماضي، ترابط حاليا في مدينة منبج، والاخطر من ذلك ما ردده مسؤولون في هذه الادارة من ان القوات الامريكية ستبقى في سورية حتى بعد القضاء على الارهاب، وقوات “الدولة الاسلامية”
***جميع الهجمات الارهابية التي تستهدف المدنيين الابرياء مدانة، والهجوم الاخير قرب مقبرة باب الصغير في دمشق القديمة في طليعتها، لانها تنسف حالة التفاؤل التي سادت سورية والمنطقة بعد النجاح الملموس لاتفاق وقف اطلاق النار، وتراجع معدلات القتل الى حدود دنيا منذ حسم الحرب في مدينة حلب.

تفجير دمشق الاخير المزدوج يذكر بمثيله الذي استهدف مقرا امنيا في العاصمة السورية في بداية الازمة، وكان مؤشرا لبدء مرحلة تسليح المعارضة، والآخر الذي استهدف مقريين امنيين في حمص قبل اسبوعين، مع فارق اساسي انه، اي تفجير دمشق، استهدف زوارا مدنيين، ربما لجر العراق بصورة اكبر واعمق في الازمة السورية.

لعل هذا التفجير الدموي الارهابي يعيد التذكير بأن هناك ضحايا ابرياء في الجانب الآخر ايضا، وان اعمال القتل ليست طريقا من اتجاه واحد، فكلهم من العرب والمسلمين وان اختلفت جنسياتهم.

المصدر : رأي اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هي الرسالة التي يريد من يقفون خلف تفجير دمشق المزدوج ايصالها للحكومة ما هي الرسالة التي يريد من يقفون خلف تفجير دمشق المزدوج ايصالها للحكومة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:59 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

الكمامة القماش لا تحمي من عدوى "كورونا" تعرف على السبب

GMT 10:41 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لمقبرة "توت عنخ آمون" تعرض بالألوان للمرة الأولى

GMT 06:04 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

شاب مريض نفسي ينتحر بطريقة مروعة في الدار البيضاء

GMT 01:44 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

دشني مراد قصة نجاح بعد بماضٍ أليم

GMT 23:52 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية بوسي شلبي تؤكد تعاطفها مع الشيخ صالح عبد الله كامل

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 09:27 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

العاهل المغربي يلغي لقاء وزير الخارجية الأميركي

GMT 07:57 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الفنان المصري محمد خيري بعد أزمة صحّية عن 77 عامًا

GMT 08:01 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"بلاك آرمي" تدعو لإبعاد الانتهازيين عن الجيش الملكي

GMT 15:55 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

"الفيصلية الرياض" يحصد جائزة أفضل فندق فاخر لعام 2018

GMT 03:39 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مواليد برج العقرب يمتلكون أسلوبًا تحليليًّا عميقًا

GMT 03:51 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خطيبة خاشقجي توضع تحت حماية الشرطة التركية

GMT 11:04 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إنابل بطلًا لسباق "قوس النصر" بقيادة ديتوري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya