أمة فى أزمة

أمة فى أزمة

المغرب اليوم -

أمة فى أزمة

بقلم : أمينة خيري

فرق شاسع بين الخصوصية والانعزال. واختلاف كبير بين الاندماج والانصهار. ولدىّ يقين بأن «الأمة» الإسلامية فى أزمة كبرى وكارثة عظمى، لا لفقر دولها، ولا لمرض أبنائها، باستثناء ظروف الاقتتالات الأهلية والصراعات الطائفية والحروب الأممية الدائرة على جانب من أراضيها، وهى الظروف التى تدفع إلى النزوح واللجوء والهجرة وما يتبع ذلك من ظروف حياتية بالغة القسوة تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية. كما أن أزمتها وكارثتها لا تنبعان من نضوب الإمكانات الفكرية والقدرات الإبداعية، فبين أبنائها من هم قادرون على الإبداع والابتكار والإنتاج، حال تمت إزالة العوائق والموانع المنيعة المشيدة منذ الصغر. هذه العراقيل والسدود تضع حدًا أقصى للفكر والنقد لا يمكن تجاوزه فى أغلب الأحوال.

عمومًا، تبقى كارثة «الأمة» المأزومة مشكلة داخلية على «الأمة» التعامل معها. لكن ماذا عما تصدره «الأمة» لغيرها من الأمم من أبنائها لأسباب شتى تتراوح بين البحث عن مستوى اقتصادى أوفر، أو إمكانية تعليم أحسن، أو فرصة عمل أفضل، أو ظروف حياتية أرقى. ولم أسمع من قبل عن مهاجر اقتصادى أو لاجئ أو نازح توجه إلى وطن غير وطنه ليرتقى بأحوال دولة المهجر أو يلقن أبناءها عقيدة أو ثقافة أو أسلوب حياة أفضل.

ربما يحدث ذلك إن كان المهاجر نموذجًا يحتذى من علم وثقافة وأخلاق تدفع من حوله إلى البحث فى العوامل الثقافية التى جعلت منه نموذجًا فذًا ألمعيًا استثنائيًا فريدًا مميزًا منقطع النظير لينهل من علمه أو عمله أو تركيبته العقائدية أو الفكرية. واقع الحال يشير إلى أن جانبًا غير قليل من صادرات «الأمة» إلى دول المهجر واللجوء والنزوح على الجانب الآخر من الكوكب تميل إلى التمتع بكل ما تملكه وتقدمه دولة المهجر من مميزات وخدمات وحقوق مع تشييد حوائط أسمنتية حول عاداته وتقاليده وثقافته، سواء الاجتماعية أو الدينية. وواقع الحال يشير كذلك إلى أن قطاعًا غير قليل من صادراتنا من جيل أول وثان وثالث تتم تغذيته بشكل أو بآخر بأنه- سواء بسبب معتقده أو أصوله العرقية- الأعظم والأفضل وصاحب المعتقد الوحيد الحق وكل ما ومن عداه هو شر مطلق وضلال كامل.

ومع تنامى هذا الشعور بدأت عمليات حقن بعض صادراتنا البشرية فى الغرب بأفكار مفادها ضرورة الانتقال إلى الخطوة التالية ألا وهى فرض سطوتهم الثقافية والفكرية على دولة المهجر أو اللجوء تقربًا لله. وليتهم حاولوا فعل ذلك بالحوار أو التقارب أو النقاش، لكن البعض من الأجيال الجديدة تربى على خطاب دينى زين العنف وزرع الكراهية، فخرج ضعيفًا هشًا لا يعرف من سبل رد الإساءة إلا الذبح والطعن. وتكتمل عناصر الأزمة برد الداخل، حيث بيانات ظاهرها استنكار وقلبها تضامن مع الفعل، حيث «ما هو إنتوا اللى دفعتونا لكده». على «الأمة» أن تحل أزمتها قبل أن تهرع لحل أزمات غيرها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة فى أزمة أمة فى أزمة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya