الازدراء والتجديد

الازدراء والتجديد

المغرب اليوم -

الازدراء والتجديد

بقلم : أمينة خيري

قضايا ازدراء «الدين» المطروحة فى المجتمع هى فى صميم مسألة تجديد الخطاب الدينى وتنقيحه وتطهيره. لا تنفصل عنه، ولا ينبغى التعامل معها باعتبارها ملفاً مختلفاً. ولمن يود أو يرغب فى فهم المقصود، فعليه أن ينظر إلى فحوى القضايا. الغالبية المطلقة منها تتعلق بأشياء لا علاقة لها بالدين نفسه. وقد وصل الأمر إلى درجة اعتبار السخرية من شخص يعمل فى وسيلة إعلامية متخصصة فى الدين ازدراء أديان!!

وهذا يذكرنى بحوارات وسجالات لا حصر لها تأججت فى السنوات العجاف، وتحديداً منذ ظهور النسخة الجديدة من الدين فى أواخر سبعينيات القرن الماضى. فالاعتراض على صوت مكبرات الصوت «العشرومية» المثبتة فى كل زاوية ومسجد هو اعتراض على الصلاة ورغبة فى شيوع الفسق. والاعتراض على تشغيل القرآن الكريم فى المواصلات العامة هو إعلان كراهية لكتاب الله وكلامه العزيز. والاعتراض على إغلاق الشوارع والأرصفة بسجاجيد الصلاة والمصلين هو اعتراض على التقوى والتدين ورغبة فى بث الفجور بديلاً عن الصلاة. والاعتراض على خرافات يبثها البعض باسم الدين والمطالبة بإيقافها فوراً لما تسببه من ضرر والدفع بالمجتمع بسرعة رهيبة صوب العصور الوسطى هو تحقير لرجال دين وسب وشتم لهم. والاعتراض على إصرار البعض من رجال الدين على التوغل فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة الخارجية والداخلية والإفتاء فى شؤون العلم والبحث والجغرافيا والتاريخ والكيمياء والفيزياء والصيدلة والطب رغم أن مجال تخصصهم العلمى لا يمت لها بصلة هو اعتراض على صميم الدين. والاعتراض على شج الرؤوس وفصلها عن الرقاب والطعن بالسكاكين والتفجير بالقنابل لمن لا يؤمن بما نؤمن به هو تضامن مع الكفار والزنادقة والملاحدة.

وإذا كان ما وصل إليه البعض من المتدينين من تطرف ومغالاة وانغلاق وتعلق بالمظاهر دون معرفة حقيقية بجوهر الدين القائم على أخلاق وسلوك هى الأرقى والأسمى لا يكفى للاعتراف بأن الخطاب الدينى فى حاجة إلى تطهير، ألا يدل ما سبق على أن الدين فى خطر بسبب البعض من أتباعه؟!

وإذا كان ما أصبح لصيقاً بالنسخة الشعبية الشائعة من الدين- رغم أن الدين نفسه منه برىء- من نعوت لا تخرج عن إطار الشعوذة والمغالاة والفصل التام بين المظهر والجوهر وكراهية ومعاداة العلم والتفكير النقدى لا يكفى لتنقيح الخطاب الدينى، ألا تسلط موضوعات قضايا الازدراء الضوء على الهوة التى سقطنا فيها؟! وإذا كان شعور البعض من المتدينين بأن الدين الذى يبلغ من العمر ما يزيد على 1442 سنة مهدد ومعرض للخطر الشديد، لأن أحدهم سخر أو تفكه أو أساء أو تطاول عليه، لا يكفى لإخبارنا بمقدار هشاشة هذا النوع من التدين، فهل تخبرنا قضايا الازدراء بما وصلنا إليه من ضحالة وانعدام ثقة مصحوبتين بعنجهية فائقة وغطرسة جارفة؟ أم أن هناك حالة من الرضا العام على ما نحن فيه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الازدراء والتجديد الازدراء والتجديد



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 19:03 2015 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروز تحتفل بعيد ميلاد الثمانين السبت

GMT 19:51 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لكل ربة منزل لا تضعي هذه الأطعمة في الثلاجة

GMT 23:56 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

200 شاحنة عسكرية أميركية لتدعيم الجيش المغربي

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 02:16 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

بريجيت ماكرون تظهر في حجاب حريري في الإمارات

GMT 15:32 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة في جريمة قتل أجنبيتيْن في إقليم الحوز

GMT 16:47 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة التركية تستعين بـ عفريت خاشقجى لإيجاد جثته
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya