قاعدة السير العكسى

قاعدة السير العكسى

المغرب اليوم -

قاعدة السير العكسى

بقلم : أمينة خيري

أعود مجددًا للكتابة عن فوضى المرور، وأعود لأؤكد أن الشكوى مما آلت إليه شوارعنا من عشوائية كبرى فيما يختص بقواعد السير ليست تقليلًا مما تنجزه الشرطة أو إنكارًا للجهود التى يبذلها رجالها ونساؤها. هى محاولة مستميتة لتسليط الضوء على كارثة تحصد حياة أحبابنا وتصيب الملايين على الطرق جراء حوادث ناتجة عن فوضى بشرية كبرى. النسبة الكبرى من حوادث المرور تقع بسبب العنصر البشرى وسلوك المواطنين الخاطئ، وهذا مربط الفرس. فالقانون تم سنه والعقوبات تم النص عليها للتقويم والتصحيح وردع من تسول له نفسه إساءة التصرف فيما يختص بحياته وحياة الآخرين أو أملاكهم أو مصالحهم أو أملاك الدولة ومصالحها. ونحمد الله على الطرق الجديدة وإصلاحات البنى التحتية فى هذا الشأن والتى سهلت حياة ملايين المواطنين بشكل ملحوظ. لكن بناء الطرق وتوسيعها وتمهيدها لا تستوى وتكتمل دون رقابة صارمة وحاسمة غير موسمية، بمعنى أن لجنة فجائية هنا أو كمينًا لحظيًّا هناك لن يحلا المشكلة. أجزم بأن النسبة الكبرى ممن يقودون مركبات إما لا يعرفون عن قواعد القيادة شيئًا أو يعرفونها ولكن لو اتبعوا قواعدها سيتم دهسهم وشتمهم من قبل القاعدة العريضة من الضاربين بها عرض الحائط. خذ عندك، مثلًا، طريق السويس الجديد الرائع، عن تجربة أقول إن من يلتزم حارته المرورية سيصل إلى بيته فى عربة إسعاف. الخطوط المرسومة على الأرض لا تعنى شيئًا للغالبية، وإن كانت تعنى شيئًا فهى من الأمور التافهة التى لا يلتزم بها سوى «الضعفاء»! ورغم السرعات المحددة على الطريق، والتأكيدات على وجود أجهزة «رادار» عدة، فإن السيارات الطائرة وسباقات العناد والغضب والعجرفة والفوضى على الطريق ضاعفت من خطورة الطريق لا سيما بعد اتساعه وزيادة عدة حاراته ما جعل الطيران أسهل والسباقات أكثر إغراء. وحتى لو جاء الرد أنه جارٍ تسجيل مخالفات تعدى السرعة، فإن الإجابة ستكون: «وماذا عن الأرواح التى تزهق على الطريق قبل أن يكتشف المخالفون ذلك؟» المعضلة الثانية الكبرى المتصلة بجنون القيادة غير الخاضعة لحساب أو رقابة هى السير العكسى. وقد كتبت عشرات المرات عنها، وأتعرض وعائلتى يومياً لأخطار كبرى جراء تحول السير العكسى إلى «وإيه المشكلة يعنى؟!» وطالما لم تقع كارثة، فإن المتضرر والمعترض على السير العكسى يجد نفسه فى خانة الاتهام، فهو إما «فاضى» أو «متشدد فى أمور لا تستحق». قبل أيام، لقى طالب فى إحدى مدارس التجمع حتفه فى حادث سير عكسى. وحسب الرواية، فإن باص المدرسة كان يسير عكسيًّا، ففوجئ بسيارة نقل أمامه وجرى ما جرى. وهذا مجرد مثال فى بحر ما نتعرض له يوميًّا. السير العكسى تحول أمرًا واقعًا، لا سيما فى المدن الجديدة مثل «أكتوبر» و«الشروق» و«مدينتى» ويحدث على العديد من الطرق السريعة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاعدة السير العكسى قاعدة السير العكسى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 06:17 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

استمتعي بشعر قوي وصحي بهذه الطرق

GMT 10:03 2015 الجمعة ,13 آذار/ مارس

7 نصائح نسائية لبشرة رطبة جميلة

GMT 03:59 2016 الإثنين ,07 آذار/ مارس

فوائد عشبة الجنكة لصحة خسارة الوزن

GMT 03:58 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الجامعات الجديدة تحتل صدارة الجداول الخضراء "صديقة البيئة"

GMT 21:36 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مواجهات ليلية عنيفة في ساحة الأمم في طنجة

GMT 22:43 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

استئناف العرض المسرحي "أكشن" في مسرح الحديقة الدولية

GMT 01:22 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

فيفي عبده تؤكد أنها لا تهتم بالانتقادات على السوشيال ميديا

GMT 15:56 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

واين روني يسخر من المدرب جوزيه مورينيو

GMT 02:43 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دعاء لاشين تكشف عن أحدث تصميماتها في عالم الديكور

GMT 17:36 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إليكِ طرق بسيطة لتجديد الأثاث القديم في منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya