الهبد فى اللحظات المصيرية

الهبد فى اللحظات المصيرية

المغرب اليوم -

الهبد فى اللحظات المصيرية

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

هناك لحظات مصيرية فى مسيرة الأوطان، تتطلب ترشيدًا للهبد وتعظيمًا للصالح العام. هذه اللحظات قد تكون وباءً أو صراعًا أو تهديدًا أو خطرًا. هذه اللحظات عادة تدفع الحس الوطنى والذكاء الإنسانى إلى التحكم فى الأفعال. هذا الحس الوطنى الفطرى يكون قادرًا على استشعار الخطر الذى يتطلب العد من واحد لعشرة قبل الدق على الأزرار، والإدلاء بالتحليلات المبنية على قعدة ساعة عصرية مع كوباية شاى سكر زيادة، وعمل الـ«شير» دون هوادة أو تفكير فيما قد يحمله هذا الـ«شير» من أخطار معلوماتية مغلوطة، تصب فى صالح الأعداء، وما أكثرهم.

أكثر ما يرد على مواقع التواصل الاجتماعى هذه الأيام يعبر عما يجول فى بال الناس وفكرهم. نظرة سريعة تشير إلى هيمنة «كورونا» بشتى أنواع أخبارها، وهذا أمر طبيعى بحكم الوباء الذى أقعد سكان الكوكب فى بيوتهم وقلب موازين الحياة. لكن الكوكب لن يتوقف عند كورونا كثيرًا، بل سيمضى قدمًا فى متابعة تفاصيل الحياة، ومنها ما هو عادى ومنها ما هو استثنائى.

وتمر مصر هذه الآونة بحزمة من التفاصيل والأمور الاستثنائية الوجودية. فبين تهديدات قصوى بطول حدودها الغربية، وتطورات غير محمودة على صعيد سد النهضة الإثيوبية، مع استمرار تضافر الجهود العاتية المبذولة للإطباق على مفاصلها، تارة عبر أذرع إعلامية غربية وأخرى إقليمية، وتارة أخرى من خلال اتساق المصالح السياسية والاقتصادية لكيانات ودول، ظن البعض أنها تدعمنا لسواد عيوننا، لكن سواد العيون يتضاءل أمام تعاظم المصالح والمكاسب، وثالثة عن طريق قوة العصر العظمى وإمبراطورة الزمان والمكان ألا وهى مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات المختلفة عبر شبكة الإنترنت.

شبكة الإنترنت وقدراتها الفائقة ليس فقط على توجيه نتائج انتخابات، أو التأثير فى سير استفتاءات، أو تجييش رأى عام بناءً على معطيات ربما تكون وهمية، أو خلق أبطال من ورق ووأد آخرين أجدر وأقدر، أو قلب دفة سياسات دول هنا والتحكم فى مصائر دول هناك بطرق تبدو وكأنها عاكسة لرغبات شعوبها واختياراتها الحرة.

حريتنا على الإنترنت، أى حريتنا فى البحث والتجوال والاطلاع واختيار ما نعتنق ونبذ ما لا يعجبنا والتعبير عن آرائنا وقناعاتنا ونقل ما يتواءم مع توجهاتنا والعمل على نشره وبثه، أمر مسلم به. لكن مع الحرية العنكبوتية تأتى مسؤولية إنسانية ومجتمعية. وكما أن السير عكس الاتجاه ليس حرية شخصية، بل اعتداء على أمان الآخرين وسلامتهم، فإن السير عكس اتجاه المصلحة العامة لأبناء الوطن باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم اعتداء على أمانهم وسلامتهم.

وفى مثل هذه الأوقات الصعبة التى نعيشها، مع كم التهديدات من وباء وتربص بأمننا على حدودنا الغربية وكذلك الشرقية، وملف نهر النيل، والجماعات الدينية التى تحظى بتأييدات دولية عدة، حرى بنا أن نتفكر قبل الإغراق فى الهبد الاستراتيجى والرزع السياسى والشير اللاعقلانى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهبد فى اللحظات المصيرية الهبد فى اللحظات المصيرية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya