سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا

المغرب اليوم -

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا

بقلم : أمينة خيري

ألم يحن الوقت لتبرئة ساحة أبناء الطبقة المتوسطة؟! ألم يصل المجتمع بعد لدرجة من الوعى تتيح له إلقاء مسؤولية الفقر المدقع على أفراد وجهات أخرى غير أولئك الذين اجتهدوا وحفروا فى الصخر ليعيشوا حياة أقرب ما تكون إلى الآدمية؟! ألن تعود الصحافة إلى رشدها وتتوقف عن تحميل من اتخذ قرار الاكتفاء بطفل أو طفلين مسؤولية مَن قرر أن يطلق العنان لماسورة الإنجاب دون ضابط أو رابط؟! ألا يجدر بنا أن نجد نقاط إثارة ومراكز سخونة تصنع الترند وتحقق «الأعلى مشاهدة» دون أن تحاسب أبناء الطبقة الوسطى على المشاريب وحدها؟! من الأجدر بتحمل المشهد المأساوى لـ«سيدة الترمس» التى ستتحول فى غضون أيام إلى «سيدة الكشك» وربما تكتسب كذلك صفة «سيدة الشقة» و«سيدة السوبرماركت»؟ هل هو المواطن الذى اشترى سيارة بضمان راتبه؟ هل هى الدولة التى تسد ثقب توفير القمح وتدبر احتياجات المحروقات لتفاجأ بماسورة العيال المنفجرة على مدار الساعة؟ هل هو زوجها الشاب الذى يصغرها بما يزيد على عشر سنوات وتسمح له صحته بالعمل بدلًا من أن تجلس زوجته ذات الـ63 عامًا بقرطاس ترمس تحت زخات المطر؟، وللعلم، فإن الزوج قال فى حديث صحفى إنه لو كان قد رأى مَن صوّر زوجته لضربه، وذلك بعد ما امتلأ الأثير العنكبوتى بالانتقادات له لأنه ترك زوجته المسنّة فى هذه الظروف؟ ألم يحن الوقت لنلجأ لبعض المنطق بدلًا من الدق على أوتار أن كل مقتدر شرير بالضرورة، وكل فقير مظلوم بالفطرة؟!.. السايس الذى يفرض إتاوة نظير توقيف السيارة فى الشارع ويعتبر صاحبها ظالمًا مفتريًا لأنه يستخسر عشرة أو 20 جنيهًا رغم أنه «يركب سيارة»، والمتسول الذى يدعو عليك جهرًا لو رفضت إعطاءه بضعة جنيهات ليطعم أبناءه السبعة، والكنّاس التابع للمحافظة الذى يتخذ من مهنته وسيلة للتسول ولا يجد حرجًا من أن يقول لك بالفم المليان إنه قبل بشغلانة الكناس لا ليكنس الشارع ولكن لمميزاتها الجانبية حيث يتصدق عليه البعض ولاسيما حين يحكى لهم عن أبنائه الستة.. وغيرهم الكثير هم ضحايا تُرِكوا ليحلوا معضلة ضيق ذات اليد بقطع اليد ومد الأخرى للتسول، مع تحميل المقتدرين مسؤولية ما هم فيه من فقر. توريث الفقر الدائرة رحاياها حيث عجلة الإنجاب تكون العجلة الوحيدة فى الوطن التى تدور دون هوادة مازالت تمضى قدمًا.. وإجبار كل من نجا بنفسه من خط الفقر على تحمل مسؤولية من يقبعون عليه وتحته لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. التعاطف والتكافل ضروريان.. ولكن على من يقرر الخروج من الفقر بمزيد من الإغراق فيه أن يتحمل مسؤولية نفسه. كما حان وقت تدخل الدولة بالتوعية الجادة وقوانين تمنع الدعم والتعليم المجانى بعد الطفل الثانى وتوجيه الضمان الاجتماعى لمن يستحقه وليس لمن يستلبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 03:17 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المعالم السياحية في "مانيلا" عاصمة الفيلبيين

GMT 23:36 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

"بوضوح" يستضيف "شارموفرز" و"منيب باند" في حوار فني ممتع

GMT 01:18 2014 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

"فسيفساء الرُّكام" ابتكار مصري

GMT 04:15 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على "الزومبا" رقص رياضي

GMT 13:54 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

لوحة ألوان طلاء الأظافر لربيع وصيف 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya