مقاطعة السوبرماركت الحل

مقاطعة السوبرماركت الحل؟

المغرب اليوم -

مقاطعة السوبرماركت الحل

بقلم : أمينة خيري

فى سبعينيات القرن الماضى، عرفت أن العرب يطالبون كل من يسافر إلى بريطانيا بمقاطعة عدد من المحال التجارية الأجنبية، وأذكر أن محال «ماركس آند سبنسر» كانت على رأس القائمة، وذلك على خلفية يقال عن «دعم الصهيونية ومساندة إسرائيل». واليوم وبينما أتمعّن فى خارطة الشرق الأوسط الجارى «نقعها» فى مياه نار (حمض الكبريتيك المعدنى) بهدف محو معالمها وإعادة رسمها، أرى إعلانات متواترة عن تطبيع دول عربية مع إسرائيل بشكل متواتر. وقبلها بالطبع علاقات موثقة ومتجذرة بين دول أخرى تدعى أنها ممانعة ومقاومة ورافعة راية «لا للكيان الصهيونى» رغم «أنتمتها» معه منذ سنوات. وأرى أن «ماركس آند سبنسر» بسم الله ما شاء الله منتعش ومتنامٍ ومتطور، بل آخذ فى الانتشار فى بلادنا، حيث لم يعد المسافرون إلى بلاد الفرنجة وحدهم الموعودين بشراء منتجاته، بل أصبحت متاحة للجميع، طالما يستطيعون ويريدون.

وعلى سيرة الإرادة، أقول إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حين تحدث قبل أيام عن أهمية «التصدى للنزعة الإسلامية الراديكالية التى تسعى إلى إقامة نظام موازٍ» فى فرنسا، ثم تبعته غضبة عنيفة لدى الكثيرين من المسلمين، وهذا أمر طبيعى.. لكن غير الطبيعى أن نعتبر أو أن نفهم أنه دعا إلى التصدى للإسلام ومحاربة المسلمين. قال ماكرون إن «الإسلام ديانة تعايش اليوم أزمة فى كل مكان فى العالم».. وهنا كان ينبغى أن يتحدث عن البعض من أتباع الديانة الذين حولوا الديانة وممارساتها وتعاليمها إلى أزمة كبرى فى العالم. وإنكار ذلك هو إنكار للواقع الأليم الذين نعيشه جميعًا ونتجرع مرارته بصفة يومية. فهل داعش جماعة بوذية إرهابية؟ وهل جماعة الإخوان جماعة مورمونية مجرمة؟ وهل جماعات التكفير والهجرة وإمارة سيناء وجيش الإسلام والقاعدة والجماعة الإسلامية المسلحة وبوكو حرام وأبوسياف، وغيرها المئات، هى جماعات تتبع الملحدين والكفار والقردة والخنازير؟ وهل الرد بأن كل ما سبق لا يمثل الإسلام، يعنى أننا قدمنا نماذج فعلية تمثل الإسلام عبر الفعل لا القول؟ وهل فتحنا أبواب النقاش والسؤال والإجابة دون التعرض لسيف التكفير ومقصلة التحريم عن مفهوم العنف فى الدفاع عن الدين؟ وهل ما تصدره المؤسسات الدينية الرسمية فى الدول الإسلامية من بيانات وما تعقده من ندوات تؤدى الرسالة وتحقق الغاية وتوضح بالحجة والبرهان أن الدين الإسلامى دين سلام وقبول وتسامح، وأنه لا يشغل نفسه بالحكم على من آمن ومن كفر ومن اعتنق دينًا آخر؟.. اليوم، نطالب بمقاطعة «كارفور» لننتقم من ماكرون. فهل هذا هو رد العاقلين؟!.

العاقلون والمتعقلون والمتدبرون لا يسكتون على إهانة أو يهضمون ظلمًا، لكن فى الوقت نفسه يحسبونها ويتدبرونها. المسلمون فى أزمة؟ نعم، وهى أزمة شديدة. مَن صنعها؟.. السياسة المُستخدِمة للدين شرقًا وغربًا، والساسة المتعاملون مع الدين باعتباره أداة حكم وتوظيف رجال الدين باعتبارهم «تكنوقراط».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاطعة السوبرماركت الحل مقاطعة السوبرماركت الحل



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:06 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

صلاح الدين بصير شبح أسود لحراس المرمى

GMT 15:09 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إحباط سرقة سيارة لنقل الأموال في أيت أورير ضواحي مراكش
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya