القصة كما هى

القصة كما هى!

المغرب اليوم -

القصة كما هى

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

إنها قصة دارت وقائعها ذات يوم، بين الحاخام والخنزير والقروى البسيط، الذى كان قد ضاق من وجود الخنزير معه فى البيت، فذهب يبحث عن حل لدى حاخام القرية!.. وكان الحاخام جاهزاً بالجواب، وكانت النصيحة الجاهزة عنده أن على القروى المسكين أن يعود إلى بيته، وأن يأتى بالخنزير ليعيش معه فى الغرفة نفسها.. لا خارجها.. وأن يقضى أياماً على هذا النحو وسوف يرى!

ولأن الحاخام رجل دين، ولأن القروى إنسان من آحاد الناس الذين يسلمون فى العادة بكلام رجال الدين، ولا يناقشونه ولا يفكرون فيه كثيراً ولا قليلاً، فقد أنصت إلى النصيحة تماماً، وصدقها على الفور، وآمن بأن فيها دواءً لما يعانى منه ويتألم!

وعاد إلى البيت سريعاً، وأدخل الحيوان إلى غرفته، ثم راح يبيت ليلته، وأخذ يترقب فيما إذا كان الحال سيتغير أم سيبقى على ما هو عليه.. بات الليلة يتأمل ويأمل أن يجد ما يبحث عنه، وقضى ساعاته يرجو أن يكون على موعد مع حياة من نوع آخر.. حياة يعرف كيف ينام فيها فلا يؤرقه خنزير ولا غير خنزير!

واكتشف أنه انتقل من معاناه إلى معاناه أشد، ومن أسف إلى أسى، ومن ألم إلى وجع، وأن ما وعد به رجل الدين لم يتحقق منه شىء على الأرض.. بل حدث العكس.. فوجوده مع خنزير فى حجرة واحدة قد حول الحياة إلى جحيم، ولا بديل أمامه سوى أن يعود ليسأل النصيحة من جديد.. لا حل آخر ولا طريق مختلف!

وطمأنه الحاخام هذه المرة بأن العلاج على مرحلتين، وأن إحداهما مضت والأخرى قادمة فى اليوم التالى، وأن عليه أن يرجع ليعيد الخنزير إلى ما كان عليه من قبل، وأن يخرجه من الغرفة ويستقل هو بها كما كان فى البداية، وعند ذلك سوف يرى مفعول الدواء!.. ولم يفهم الرجل ولكنه عاد ينفذ النصيحة الجديدة وهو بين اليأس والرجاء، وحين أخرج الخنزير تنفس بعمق ونام فى هدوء، وعرف الراحة التى لم يعرفها منذ أدخله إلى غرفته، وسارع يشكر رجل الدين.. ولماذا لا يشكره وقد أرشده إلى الحل الصحيح، ووضع قدمه على أول الطريق الذى عاش ينتظره ويتمناه؟!

ولم يكن شىء قد حدث فى حقيقة الأمر سوى العودة إلى الحياة العادية، التى بدت عند عودتها نعمةً كبيرة لم يدرك القروى قيمتها من قبل!.. وهكذا نحن بالضبط فى هذه اللحظة.. إننا لا نتمنى شيئاً قدر ما نتمنى العودة ما كان قبل الوباء.. وقد كنا لا نراه وقت أن كنا نعيشه ونحياه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة كما هى القصة كما هى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اليك طريقة عمل افضل كريم مقشر للجسم

GMT 12:58 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة تثير ضجة في مدينة ورزازات

GMT 06:19 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

منافسة مهمة بين 16 جوادًا على كأس أحمد بن راشد

GMT 21:01 2014 السبت ,16 آب / أغسطس

الطباهج الليبي

GMT 14:00 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود في طرابلس للمشاركة في معرض "الأعراس"

GMT 05:22 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رسائل من "التنف"

GMT 04:06 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترنتي ميرور" تأمل في شراء مجموعة صحف جديدة في انجلترا

GMT 23:38 2016 الخميس ,22 أيلول / سبتمبر

5 أسباب صحية للنوم عارية

GMT 07:22 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

سلاح الجو الأميركي ينقصه 700 طيار حربي

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 06:53 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيرفي رونار "الثعلب" الذي أعاد للأسود شراستها

GMT 22:46 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث شرطيات مغربيات يتعرضن للتحرش الجنسي

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 03:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

النجمة ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"

GMT 02:13 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

غطاء "أيفون 8" الزجاجي صعب الإصلاح حال تحطّمه

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض لوحات مرعبة للفنّان إنسور في معرض الأكاديمية الملكية

GMT 03:18 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

أسماء الخمليشي تنشر صورة تعبر فيها عن رياضتها المفضلة

GMT 09:28 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن وبكين توقعان عقودًا تجارية بقيمة 253.4 مليار دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya