وظِّفوا فاروق حسنى

وظِّفوا فاروق حسنى!

المغرب اليوم -

وظِّفوا فاروق حسنى

بقلم : سليمان جودة

يشعر الفنان فاروق حسنى بالاكتئاب كلما مر فى شارع التسعين بالتجمع، لأنه لا شخصية معمارية واحدة تربط بين المبانى التى ارتفعت على جانبيه، وإنما هى جدران متراصّة ممتدة بعضها إلى جوار بعض، دون فن، ودون ذوق فى المعمار، ولا فى البناء!.. وليس هذا الشارع الطويل سوى مجرد مثال عابر جاء على بال الوزير الأسبق وهو يتحدث معى!.. والغالب أن ما يشعر به هو يشعر به كل واحد منّا زار الخارج، ثم رأى هناك كيف أن لمسات الجمال قاسم مشترك أعظم بين واجهات البيوت بامتداد الشوارع والميادين!

وما يشعر به الوزير الفنان كلما مر فى الشارع الشهير سوف تشعر به أنت، أيضًا، كلما مررتَ على الطريق الدائرى متطلعًا إلى العمارات القائمة على الجانبين، وكلما مررتَ على الطريق الزراعى من القاهرة إلى الإسكندرية، وكلما مررتَ على كل طريق مماثل تكون المبانى قد احتلت المساحات المحيطة بمساره من أوله إلى آخره!

وهذا بالضبط ما يدعو فاروق حسنى إلى تداركه سريعًا، مع قرار استئناف أعمال البناء والتشطيب، التى كانت قد توقفت فى مايو الماضى!

وإذا كان قرار استئناف البناء قد أصدره الدكتور مصطفى مدبولى، 28 سبتمبر الماضى، وإذا كان قد حدد المستفيدين منه بالذين حصلوا على ترخيص فى حدود أربعة أدوار فقط، فالقرار فى أشد الحاجة إلى قرار يُضاف إليه على وجه السرعة.. قرار يحدد شكل المبانى وتصميمها من الخارج لأن الارتفاع بأى مبنى فى أى موقع ليس الهدف منه مجرد أداء وظيفة إسكانية يؤديها المبنى فى مكانه!

الأمر أكبر من هذا.. والقصة فى مجملها لها علاقة بثقافة بصرية لابد من مراعاتها فى كل جدار يرتفع على أى شارع، ولابد من ذوق عام فى العمران يلتزم به الناس، ولابد من لمسة جمالية تعرفها العين فى كل واجهة معمارية وتعتاد عليها!

كيف يكون فنان مثل فاروق حسنى بيننا ثم لا يكون مرجعًا فى الشكل الذى يجب أن تكون عليه واجهات البيوت بعد توقف فى أعمال البناء دام شهورًا؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا نسأله عما أشار به فى الأقصر يوم زارها حين كان على رأس وزارة الثقافة؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا نسأله عن حقيقة المهمة، التى لا بديل عن أن يقوم بها جهاز التنسيق الحضارى، الذى نشأ بين يديه يوم كان وزيرًا للفن مع الثقافة فى البلد؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا تكون عينه مشاركة فى الطريقة التى علينا استئناف أعمال البناء والتشطيب بها؟!

وظِّفوا الفن الذى يعرفه الرجل ويفهمه فى خدمة نشر الجمال كقيمة فى بلدنا، فالجمال عنصر رئيسى فى بناء شخصية الإنسان، الذى يمثل الأساس فى أى مشروع تنمية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وظِّفوا فاروق حسنى وظِّفوا فاروق حسنى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:06 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

صلاح الدين بصير شبح أسود لحراس المرمى

GMT 15:09 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إحباط سرقة سيارة لنقل الأموال في أيت أورير ضواحي مراكش
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya