حرية الصحافة أولًا

حرية الصحافة أولًا!

المغرب اليوم -

حرية الصحافة أولًا

بقلم : محمد أمين

لعلك تابعت المظاهرات التى اندلعت فى المدن الفرنسية أمس الأول، وشارك فيها ممثلون من وسائل الإعلام وحركة «السترات الصفراء».. وكان ذلك احتجاجاً على مشروع قانون فى البرلمان الفرنسى يمنع تصوير رجال الشرطة أثناء عملهم.. ورأى المتظاهرون أنه قانون ضد حرية الصحافة، ويعرقل عملها.. وقالوا إن الديمقراطية تموت فى الظلام.. وخرج المتظاهرون يهتفون ضد تقييد حرية الإعلام، باعتبارها هى التى تحمى الديمقراطية فى البلاد!

المهم أنه لا أحد ممن خرج فى المظاهرات كان ضد الشرطة.. ولا أحد يريد إسقاط الشرطة، كما حدث عندنا فى تظاهرات 28 يناير، ولكن الذين خرجوا فى المظاهرات مع الشرطة فى تحقيق الأمن والأمان، واحترام حقوق الإنسان، وفى الوقت نفسه مع حرية الصحافة فى أداء دورها وممارسة مهامها فى تصوير رجال الشرطة وملاحقة المخطئين منهم.. هذه هى الحكاية، ولا شىء أكثر من ذلك!

ومعناه أن المظاهرات كانت شعبية، وليست فئوية من الصحفيين فقط.. فالصحافة لا تدافع عن الصحفيين.. ولكنها تدافع عن الشعب، والشعب هو الذى يحمى حرية الصحافة.. إنها قمة الوعى، فلم يقل الشعب إنهم شوية منتفعين وشوية مطبلاتية.. أو انبروا فى تشويه الإعلام.. فهم يرون أنها صحافة الشعب!

فالمظاهرات لا تعنى الهدم ولا التخريب أبداً.. ولا يوجد من يتهم المتظاهرين بالخيانة والعمالة، ولكنها وسيلة للتعبير عن الرأى.. وكلما مارسها الشعب ازداد رشادة، وحافظ على الأرواح والممتلكات، وقد خرجت هذه المظاهرات تحت شعار «خايفين ليه من التصوير».. ولسان حال المتظاهرين يقول «إن حرية الصحافة ضمانة للحقوق والديمقراطية»، وقال المتظاهرون إن الديمقراطية تموت فى الظلام، ورفعوا لافتات تحت هذا العنوان!

ولم تصمت نقابات الصحفيين هناك، ولكنها حذرت من مشروع قانون يمنح الضوء الأخضر للشرطة بمنع المراسلين من العمل، واحتمالات تعرضهم لانتهاكات بسبب هذا القانون، وهو ما يمنع من توثيق أى انتهاكات تقع فيها الشرطة!

وأصدرت وسائل الإعلام بيانات تعرب فيها عن قلقها إزاء إقرار مشروع القانون المعيب.. وهو ما ذكرنى بزمن قانون اغتيال حرية الصحافة فى منتصف التسعينيات، وتصدت له النقابة يومها حتى سقط مشروع القانون، وتخلت الدولة عنه تحت الضغط، واستجابت الدولة لمطالب الصحفيين!

وكانت فكرة نقابة الصحفيين الفرنسيين أن الدولة تريد حماية انتهاكات الشرطة ضد المواطنين، خاصة العرب والفرنسيين من أصل إفريقى وأقليات أخرى، بينما رأت الدولة أن تصوير رجال الشرطة قد يعرضهم لأضرار نفسية ومعنوية وجسدية حين يكون نشر الصورة كاشفاً لوجوه رجال الشرطة.. فقال المتظاهرون ضعوا أسلحتكم فى الأرض وسنضع هواتفنا أيضاً دون تصويركم!

باختصار، فإن هذه المظاهرات كانت ضد مشروع قانون معيب فقط، وليست ضد الشرطة ولا تطالب بإسقاط الشرطة.. إنها مظاهرات من أجل حرية الصحافة وضد الظلام.. وللعلم فإن الصحافة ليست من أجل الصحفيين، ولكنها من أجل الوطن.. والصحافة هى النور، لأن الديمقراطية تعيش فى النور وتموت فى الظلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الصحافة أولًا حرية الصحافة أولًا



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

النعناع البلدي يساعد في القضاء على الصداع

GMT 08:51 2018 السبت ,19 أيار / مايو

أطعمة تخلصك من الهالات السوداء

GMT 08:15 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

أبرز العطور الخاصة الموجودة بموسم شتاء 2018

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

أبعدوا حزب المرقة

GMT 00:51 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تونس تلاقي أنغولا في نصف نهاية كأس إفريقيا لكرة اليد

GMT 04:25 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

مخاوف من عصر جليدي صغير وسيء خلال 30 عامًا

GMT 21:10 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سلسلة مطاعم "أوباك" المظلمة تجربة تعزّز حواسك كلّها

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 04:07 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدينة غزة تصارع الأزمات المتعاقبة وتتمسّك بالأمل للبقاء

GMT 19:47 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

المغني المغربي مسلم يستعد لطرح "العين الحمرا" قريبًا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya