بلد دكاترة

بلد دكاترة!

المغرب اليوم -

بلد دكاترة

محمد أمين
بقلم : محمد آمين

كانت مصر بلد شهادات صحيح، فأصبحت بلد دكاترة بعد الكورونا.. فبالتأكيد لاحظ الجميع أن مصر تحولت إلى بلد من الدكاترة المتخصصين فى الفيروسات.. ليس هذا لأن الوعى واخد حقه فى مصر، ولكنها وسائل التواصل التى ضاعفت الجرعة فأصبح الجميع أطباء وعلماء فيروسات.. ستات البيوت يتحدثن عن منظمة الصحة العالمية وتعليمات الوقاية.. وأطفال على فيسبوك يتكلمون عن الفيروسات وهم لا يعرفون شيئاً عن دروسهم.. وكثيرون يردون على دكاترة ما يقولون كأنهم أدرى بعلوم الطب، خاصة الفيروسات!

المشكلة أننا نتحدث فى كل شىء وننقل كل شىء مهما كان خطأ.. ونتحدث بثقة مفرطة.. ما هو مششش معقول نقعد فى القعدة زى كيس الجوافة، لازم كلمتين من على الانترنت تستر بهما جهلك.. ومن ضمن الحكاية تصبح ناقلاً للشائعات التى يبثها أولاد الحرام على شاشاتهم.. دون أى تمييز.. أول حاجة تعرف الألف من كوز الذرة.. مش أول ما تشطح تنطح.. وعلى فكرة هذا الكلام ليس مصادرة للرأى وحرية التعبير.. فالكتابة مسؤولية.. وأول شىء أن تعرف حقيقة ما تنشره وتتحقق منه بكل الطرق، قبل أن تدوس لايك وتعمل شير!

ولا أتحدث هنا عن مساوئ فيسبوك أو تويتر.. إنما أتحدث عن مناقشات المصريين فى الأماكن العامة والمواصلات والصيدليات.. تخيل أنهم يتحدثون أكثر من الأطباء والصيادلة أنفسهم عن الفيروسات.. إنها فرصة لكى نترك الكلام والإفتاء للمتخصصين.. ليس شرطًا أن تتكلم فى أشياء لا تعرفها وعلوم لم تألفها.. اقعد صامتاً فلا يضيرك أن تبقى صامتاً فى موضع كلام علمى متخصص.. يعنى كما نقول: إدوا العيش لخبازه.. ومن عجب أن الأطباء أو المتخصصين يصمتون فى هذه المناسبات، بينما يتكلم الجهلاء، دون حياء!

كانت الحكومة على حق عندما تعاملت بالتدريج مع الأزمة.. فقد رأينا هجومًا على سلاسل السوبر ماركت يأخذون كل كل شىء فيها وكل الديتول الموجود.. مع العلم أن الديتول لا تأثير له على الفيروسات.. وإن زجاجة كلور بسيطة يمكن أن تؤدى أضعاف ما يفعله الديتول فى الجراثيم.. هناك فرق يا سادة بين الجراثيم والفيروسات.. نحن أمام فيروس قاتل، وليس جرثومة يمكن أن يقتلها الديتول أو يزيل 90% منها.. حتى الشركة المنتجة قالت غير ذلك.. وقالت إنها تتعامل مع الجراثيم وليس الفيروسات!

أداء المصريين فى الأزمات بشكل عام أداء متحضر وراق، وهى ميزة نعيد اكتشافها، وتؤكد أصالة المصريين، وحتى أداء الحكومة كان أداء متحضراً وراقياً.. فقد تعاملت بثقة وهدوء، وتم احتواء مشاعر الخوف.. وإن كان هذا الكلام لا يعجب أهل الشر.. لعنهم الله!

باختصار.. ليس شرطًا أن نكون شعبًا من الدكاترة.. وليس شرطاً أن تفتى فى أى شىء دون علم، ليقال إنك فاهم وجنّ

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد دكاترة بلد دكاترة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

العثور على دمية غريبة الشكل بها أعمال سحر في مديونة

GMT 14:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية داليا كريم تُكرّم الممثلة اللبنانية رينيه ديك

GMT 08:45 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

تعرف علي أهم أسباب هجرة الرسول إلى المدينة المنورة

GMT 05:04 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

حذاء الكاحل الأكثر رواجًا في موسم شتاء 2019

GMT 08:20 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

بقعة حمراء بجسدك قد تشير إلى إصابتك بالسرطان

GMT 13:31 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"WWE" يعلن عودة دانيال براين للحلبات مجددًا

GMT 19:43 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

انخفاض جديد في أسعار المحروقات في المغرب

GMT 10:54 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فوزنياكي تقتنص صدارة تصنيف التنس وتتويجها بلقب أستراليا

GMT 13:44 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعرض مهاجمه أوباميانغ للبيع

GMT 06:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

3 فنانين أثروا السينما المصرية بتجسيد مشاكل الصم والبكم

GMT 21:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدينة "فاطمة" في البرتغال مزار الكاثوليك حول العالم

GMT 17:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يقرر تأجيل زيارته لغينيا كوناكري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya