الحانوتى

الحانوتى!

المغرب اليوم -

الحانوتى

محمد أمين
بقلم: محمد أمين

فى بداية المحنة بوباء كورونا، كتبت مقالاً بعنوان الخطاب السياسى، فلم يعجبنى ساعتها خطاب ترامب ولا بوريس جونسون.. وهاجمت الاثنين هجوماً لاذعاً.. لم يعجب البعض فى المقال امتداحى لخطاب الرئيس السيسى، لأنه كان متوازناً.. فلم يهوّل من شىء كما فعل ترامب وجونسون وميركل.. ولم يهوّن من شىء، كما فعل رئيس البرازيل مؤخراً.. ولكن يبدو أن الهجوم لم يكن بالقسوة التى يستحقها.. وأقل ما يمكن أن تصف به ترامب أنه «حانوتى»، فقد قال إن وفاة 200 ألف أمريكى بالفيروس ستكون نتيجة جيدة!.

ولا أدرى كيف تكون نتيجة جيدة وفاة 200 شخص وليس 200 ألف؟.. كيف يفكر هذا الحانوتى؟؟.. ومن أين يأتى بالمعلومات؟.. كيف يمكن أن يتأثر الأمريكان بهذه التصريحات، وكيف يتعاملون معها؟.. إنه يثير حالة من الذعر فى النفوس، وكأنه يقول إن الموت قد يطول أى عدد فى أمريكا، وكأنه يريد أن يقول إن جهود مكافحة الوباء ستكون فى أرقى حالاتها، وإنه وضع خطة وقاية للحد من تسارع الوفيات، وعليكم أن تشكروه من الآن!.

الغريب أنه لم يقل هذا فقط ولكنه قال إن أعداد الوفيات كان يمكن أن تصل إلى 2.2 مليون لولا الخطة التى وضعها، وإن الرقم 200 ألف رقم جيد فلا تنزعجوا إذا حدث، وأكد أنه عمل عملاً جيداً حتى يتناقص عدد الوفيات بشكل كبير، منها تمديد إجراءات العزل العامة.. أى الإجراءات الاحترازية، رغم أنه قال سابقا إنه يريد إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، ورفع القيود المفروضة على التنقلات والمواصلات العامة!.

كنت أقول إنه تاجر سيئ.. لا يهمه غير الاقتصاد والمشروعات والعودة للعمل حتى لا يخسر هو وغيره.. واكتشفت أنه حانوتى يورّد البشر إلى الآخرة.. وبوريس جونسون أيضاً يبدو أنه من نفس المدرسة.. يكرر الخطاب نفسه.. يتحدث عن الوفيات والعمل الجيد.. كان عينه على الانتخابات طول الوقت ولابد أن يشكره الناخبون على أى شىء يفعله وعلى لا شىء فعله.. هو يريد أن ينتصر، وأن يعلن ذلك قبل موعده والسلام!.

وللعلم فإن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الأولى عالمياً فى عدد وفيات قدرها 2475 وفاة، وإصابات أكثر من 140 ألفًا، بينما يتفشى المرض بنسبة تتسارع بدرجة عالية جداً.. وهناك تقديرات تتحدث عن إصابة ملايين الأمريكان، وفى هذه الحالة تكون الوفيات عند معدل 200 ألف مواطن، وهى كارثة بكل المقاييس!.

وقد كان بإمكان ترامب أن يتبنى خطاباً متوازناً يحث الأمريكان على الالتزام بالضوابط الطبية خلال فترة الحظر لتقليل الخسائر، ولا يبيع لهم انتصاراً وهمياً لم يفعله!.

باختصار، هذا هو الفرق بين خطاب سياسى يراعى مشاعر الشعب، وخطاب آخر يتحدث عن الموت الذى لابد أن يذوقه الشعب فى كل الأحوال لولا حكمة الرئيس وفريقه، وهو خطاب حانوتية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحانوتى الحانوتى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya