نزوة ثقافية

نزوة ثقافية

المغرب اليوم -

نزوة ثقافية

بقلم : محمد أمين

أثارت الدعوة التى أطلقها الإعلامى جمال الشاعر لتحويل قصر عابدين إلى (لوفر مصرى) مناقشات ثرية حول التراث الأثرى المصرى والكنوز المصرية، وكيفية تحويل رأس المال الثقافى إلى عائدات لخدمة الوطن.. وانتهت المناقشات إلى ضرورة ملء الفراغ الثقافى عند المصريين بالثقافة والقراءة ومشاهدة الفن التشكيلى لتعويض حالة الحرمان الثقافى، وصولًا إلى قضية الصالونات الثقافية عند المصريين!.

وقلت لأحد الأصدقاء: للأسف، الثقافة عندنا ليست منهج حياة ولكنها تأتى فى حالات الفراغ، لأننا نعتبرها استكمالًا للديكور.. ويمكن أن تتابع الصحف والفضائيات، فسوف ترى أن وسائل الإعلام (صحافة أو فضائيات) تؤجل صفحات الثقافة ومساحات الثقافة طالما هناك مواد إخبارية أو سياسية.. ولو أن أى صحيفة احتاجت مساحة للأخبار، فإنها تؤجل صفحة الثقافة لليوم التالى.. فالثقافة عندنا تحدث فى أوقات الفراغ.. من أول القراءة إلى مشاهدة المتاحف واللوحات التشكيلية!.

فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى كانت الصالونات الثقافية فى عصرها الذهبى.. وكان الكتاب والأدباء يقيمون الصالونات الثقافية التى كان لها رواد أصبحوا هم أيضًا كتابًا ومثقفين وأدباء.. وكانت هذه الموضوعات تُناقش فى الصالونات، وكان الصحفيون يغطون هذه الصالونات وينشرون مخرجاتها للناس!.

كانت الدولة تدرس ذلك وتضعه ضمن أولوياتها.. وفى السنوات الأخيرة كانت لدينا صالونات ثقافية تحولت إلى سياسية تناقش أهداف الثورة، وتم إيقافها إما برغبة شخصية لإيثار السلامة، وإما بنصيحة من هنا أو هناك!.

والآن عندنا صالونات ثقافية أيضًا يعقدها بعض الناس فى سن التقاعد، وهم الذين خرجوا من الوظيفة العامة، وهى البديل للجلوس على المقهى.. وهؤلاء يناقشون أمورًا عامة، ولكن برعاية من أحد الحضور الذى كان وزيرًا أو رئيسًا لجامعة.. وهى فى الغالب لا تدخل فى الموضوعات بعمق ولا تسمح لأى من التيارات التى تدخل فى المكون الثقافى المصرى.. وقد كان اليسار أحد هذه التيارات فى وقت سابق!.

معناه أنها صالونات مغلقة، لا يحضرها رواد الصالونات الثقافية، وإنما يحضرها من يحصل على دعوة، لا يشترط أن تكون مطبوعة ولكنها دعوة بالتليفون.. أى يكون لك ضامن للحضور!.

وفى كل الأحوال، فهى صالونات محددة الموضوع ومحددة الأشخاص وفى أوقات الفراغ.. وهى أقرب إلى النزوة الثقافية التى لا تستمر طويلًا، وإنما تنتهى بحالة زهق، أو بحالة انشغال أخرى عند أى تكليف جديد!.

كانت الصالونات الثقافية أيام عباس العقاد وطه حسين، ويحضرها شباب ذلك الوقت من أمثال أنيس منصور ورفاقه الكتاب.. وقد سجلها أنيس منصور فى كتابه القيم (فى صالون العقاد كانت لنا أيام).. واستطعنا الاطلاع على هذه الفترة من هذه الذكريات التى اختلط فيها الخاص بالعام!.

وأخيرًا، أرجو أن نعود مرة أخرى إلى هذه الصالونات الثقافية، لأنها تساعد على نشر الثقافة وتعليم الأجيال الجديدة، بشرط أن تكون بمعناها الذى عشناه أيام العقاد وطه حسين، وسجلها أنيس منصور!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزوة ثقافية نزوة ثقافية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

أوبستفيلد يُؤكّد أنّ 3.7% النمو الاقتصادي في 2018

GMT 15:28 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

تعرف على سعر اليورو مقابل الدرهم المغربي

GMT 21:20 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

"إسطنبول الظالمة" يتصدر نسب المشاهدة

GMT 19:01 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

كوفاتش يعلن غياب ثلاثي "بايرن ميونخ" أمام "شتوتجارت"

GMT 08:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وفاة الفنان سعيد عبد الغني عن عمر يُناهز الـ 80 عامًا

GMT 13:23 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لويس إنريكي يؤكد أن جودة إيسكو لا خلاف عليها

GMT 00:14 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنان المغربي أحمد الروداني

GMT 05:46 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة محمود أبو الوفا الصعيدي بعد عودته من أداء مناسك العمرة

GMT 02:40 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكورات تناسب غرف نوم الأولاد

GMT 21:18 2018 الأحد ,26 آب / أغسطس

بوحدوز يصل إلى السعودية من أجل الباطن

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

لعبة حاسوبية لتدريب المخ ومحاربة الخرف

GMT 23:14 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وسريعة لتقديم طبق البخاري بالدجاج

GMT 09:19 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

ابرز اهتمامات الصحف الاردنية الاحد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya