هل فاكسين كورونا إنجاز إسلامى حقاً

هل فاكسين كورونا إنجاز إسلامى حقاً؟

المغرب اليوم -

هل فاكسين كورونا إنجاز إسلامى حقاً

بقلم : خالد منتصر

نحن - مدمنى خداع النفس - لا بد أن نقر ونعترف بأننا لا بد أن نخضع لجلسات سحب مخدر الخرافة والتفكير بالتمنى من دمائنا التى تشبعت به منذ قرون طويلة، عندما نشرت أخبار اكتشاف فاكسين «كوفيد ١٩» الذى ستنتجه شركة فايزر مع «بيونتيك»، سرعان ما تحركت الغدة الدينية لدينا، وأطلقنا على الفاكسين صفة الإسلامى، لأن الطبيب صاحب «بيونتيك» أوجور شاهين وزوجته من تركيا، وأقيمت الأفراح والليالى الملاح، وسمعنا الصيحات والتكبيرات من كل حدب وصوب، وبالبحث والتقصى ثبت أن الزوجة مسيحية كاثوليكية، وتلك كانت أولى الصدمات، أما ثانى الصدمات فكانت أن الزوج قد وُلد فى الإسكندرونة ذات الأغلبية العلوية، وما أدراك كم تعرض العلويون ومعهم الأكراد لاضطهاد العثمانيين والطوائف الأخرى من قديم الأزل، وبالطبع ليس نحن من خلقنا وصنعنا معركة نسب الفاكسين وديانته، ولكنهم هم المفتعلون، وما كتبته ليس ضرباً لكرسى فى كلوب الفرح السلفى، ولكنه بحث عن الحقيقة، وإعادة للأمور إلى نصابها، واحترام لمنهج العلم الذى لا يمنح اكتشافاته عمامة أو صليباً أو شمعداناً، ولا ينصب علماءه وعباقرته شيوخاً أو قساوسة أو حاخامات. د. سولك الذى اكتشف لقاح شلل الأطفال وأنقذ أطفال البشرية من المصير المؤلم، هل عندما اكتشفه فرض على الأمريكان الذين اضطهدوه فى شبابه لكونه يهودياً، أن يكتبوا عليه اللقاح أو الفاكسين اليهودى، وأن يرسموا عليه نجمة داود؟!، بالعكس عندما أخبروه أن من حقه ملايين الدولارات براءة اختراع، قال: لو كان ضوء الشمس يتلقى ثمن براءة الاختراع، لتلقَّيت أنا. ورفض «سولك»، وهكذا كل العلماء الذين تشربوا روح العلم، هم قديسون فى محرابه، لا يسألون عن ديانة الباحث أو مئذنة المعمل أو ناقوس المختبر. أوجور شاهين هو ابن المنظومة العلمانية فى ألمانيا، استفاد من العلمانية بامتياز فصار مواطناً عبقرياً، لا مهاجراً ساخطاً، هاجر أبوه إليها لينجو من التصنيف الطائفى، هارباً من ثقافة الفرقة الناجية والولاء والبراء التى تحتكر الجنة وتعتبر نفسها فسطاط الإيمان وما عداها دار حرب، كانت لديه نبوءة زرقاء اليمامة، واثقاً من أن «أتاتورك» سيخلفه «أردوغان»، وأن العلمانية التركية ستبتلعها الإخوانية العثمانية فى المستقبل. لو ظل «شاهين» منتمياً لثقافة قمع السؤال وكبت الإبداع وتقديس الماضى وعبادة العنعنة، لكان آخره وقمة سقفه الإبداعى حلاق صحة فى شوارع إسطنبول، يروج للحجامة، ويستأجر كشكاً لبيع برطمانات بول البعير!!، كفانا أساطير وخرافات نطبل لها ونزمر من فرط نزف جروحنا النرجسية، وإحساسنا العميق بالدونية، تارة نقول إن اللاعب «ميسى» قد نطق الشهادتين، وتارة نقول إن «هارفارد» قد كتبت فى ساحتها أن تراثنا المقدس هو الأكثر عدلاً فى العالم، ناهيك عن الوجبة اليومية التى نحتفل بها بفلان الذى دخل الإسلام، وعلان الذى شاهد «جبريل» يهبط فى «رابعة»، وترتان الذى رأى الحمامات البيض فى منامه والتى جعلته يهرول من دينه ليلحق بالحور العين!!، كل يوم بل كل ثانية نحقن أنفسنا بمخدر أننا الأفضل والأسمى والأكثر تديناً والأنقى أخلاقاً، وأننا لا بد أن نسود البشرية حتى ينصلح حال الدنيا، ونجاهد لغزو أرجاء الأرض الأربعة حتى يسود الدين الحق. مصحة العقلانية هى الحل، ومظلة الإنسانية هى الواقية والحامية من هجير الجهل والإقصاء وتصحر التخلف والكراهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فاكسين كورونا إنجاز إسلامى حقاً هل فاكسين كورونا إنجاز إسلامى حقاً



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 23:16 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على ماسك الذهب

GMT 16:02 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جريندو أرقام قياسية وألقاب عدة مع الرجاء والمنتخب

GMT 21:00 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

فشل مفاوضات إمبابى مع باريس سان جيرمان

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 11:45 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 09:07 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

تشيلسي يتأهل لدور الستة عشر في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 06:19 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رودريجو يؤكد كنت أحلم باللعب بجوار كريستيانو رونالدو

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:39 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعديلات جديدة على البطاقات الوطنية المغربية في 2019

GMT 08:17 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الدكتور علي جمعة يكشف عن كيفية فك السحر

GMT 07:17 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

أمسية رائعة داخل أشهر مطاعم برج العرب في دبي

GMT 07:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

"سوني" تطلق نسخة من "PS4 Pro" بشعار "الرجل العنكبوت"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya