هل هناك دواء مصرى لعلاج الكورونا

هل هناك دواء مصرى لعلاج الكورونا؟

المغرب اليوم -

هل هناك دواء مصرى لعلاج الكورونا

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

انتشر على وسائل التواصل خبر عنوانه «انفراد.. فريق بحثى مصرى يكتشف علاجاً لفيروس كورونا»، وأسفل الخبر صورة لوزير التعليم العالى والبحث العلمى مع رئيسة الفريق البحثى، وتفاصيل الخبر كلها تفتقر للأسف إلى أبسط أبجديات المنهج العلمى، فقد قالت رئيسة الفريق البحثى «جربنا قدرة هذا العلاج على نزع أحد أنوع السكريات كمستقبل للفيروس داخل الخلية، وبالتالى يمنع انتشار العدوى للخلايا الطبيعية، وفى حالة دخول الفيروس للجسم، فإنه يوقف انتشار الفيروس وقدرته على النسخ داخل الخلية، كما أنه آمن للغاية، والوزير نفسه تناول المصدر المفصول منه البروتين، من أول ما تم الاتصال بيننا، وعرف التفاصيل»، وتابعت الدكتورة «نهى»: «شغالين على البروتين من 2016، وجربناه على فيروس C وB، والإيدز، ودى كانت البداية، البروتين بيشتغل على الخلايا اللى بيهاجمها الفيروس، مثل الكبد، ونجح بشكل فعال، واشتغلنا على أكثر من نوع للسرطان أيضاً، كما أنه يقلل الضغط، وتصلب الشرايين»، وأضافت: «فى عام 2017 سجلنا أول براءة اختراع لفيروسى C وB، ومسجلة فى المكتب الأمريكى، ونالت إشادات عالمية»، ومن ضمن المكتوب قالت الدكتورة «نهى حبشى»، فى تصريحات خاصة إلى الجريدة: «إنها التقت الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لتشرح له تفاصيل هذا العلاج، موضحة أنه عبارة عن بروتين مستخلص من مادة طبيعية (طعام يتناوله الإنسان) لكنها لم تكشف عن اسم تلك المادة».

وبداية أنصح القارئ وأهمس فى أذنه، أول ما تسمع جملة أن باحثاً رفض التصريح باسم المادة التى ستعالج الكورونا، اعرف فوراً أن الخبر غير دقيق علمياً، وهذا أكثر الأوصاف تهذيباً، لأن البحث العلمى مثل الزواج لا بد له من إشهار، إما عبر مجلة علمية محكمة أو مؤتمر علمى تقدم فيه الورقة البحثية والتجارب العلمية والعملية التى أجريت على هذا الدواء بمراحله الثلاث؛ فى المعمل وعلى الحيوان والإنسان، والمجلة والمؤتمر لا يسمحان لباحث أن يقول لهم «معلش أنا مخبى عليكم وده سر....» إلى آخر هذا الكلام الذى لم يعد موجوداً إلا فى أذهان صناع الأفلام الهندى، وعيب كبير أن يقال إن الوزير تناول المادة ووجدها آمنة!، فالوزير وهو أستاذ أكاديمى كبير -مع كامل الاحترام له- ليس هو ترمومتر فاعلية العلاج، وأقول للباحثة الفاضلة ماينفعش تحديد فاعلية الدواء بالتذوق، ممكن ينفع فى برنامج طبيخ ولكنه ليس فى دواء معالج لوباء أجهد أذهان العالم من شرقه إلى غربه!!، ثانياً لم يعد هناك الدواء من نوعية شربة الشيخ على الذى يعالج كل شىء، كما قالت الباحثة إنه يعالج الفيروس والضغط والسرطان وتصلب الشرايين!، كيف يحدث هذا؟ وما هى الآلية؟، وهذا ثانى شىء يجعلنى غير مصدق لتلك القصة، ثالثاً لا بد من التفرقة بين براءة الاختراع واختراع الدواء نفسه، فبراءة الاختراع لا تعنى أى شىء إلا حق الملكية مثل الشهر العقارى، لكن هل هذا الاختراع مفيد أم لا؟، فهذا شأن آخر، وكيف عرفت الباحثة أنه سيواجه الفيروس وهى ليس لديها جينوم الفيروس أو تركيبه الوراثى، ومن أين جاءت بالفيروس؟، وهل سمحت لها وزارة الصحة بالتجريب على مرضى كورونا؟ ومسألة مواجهة الوباء نفسها فى مصر لم تكمل الثلاثة أشهر وهى مدة لا تسمح إطلاقاً بتجريب فضلاً عن إعلان دواء!.

للأسف الإعلام يضخم والناس تصدق ومعذورون، فالثقافة العلمية شبه منعدمة فى بلادنا ومن السهل ترويج أى أخبار، باختصار يا سادة من يخترع دواء هو من يستطيع إطلاق سفينة فضاء، المسألة تحتاج إلى مليارات وبنية تحتية علمية بحثية قوية، المسألة مش «جهجهون».. وأنا جدع، وأنا عندى سر دواء مخبياه فى الدرج.. إلخ، رجاء بسيط لكِ كل الحق باحثتنا العظيمة أن تحلمى، ولكن أرجوكِ الحلم بالعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك دواء مصرى لعلاج الكورونا هل هناك دواء مصرى لعلاج الكورونا



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 23:16 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على ماسك الذهب

GMT 16:02 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جريندو أرقام قياسية وألقاب عدة مع الرجاء والمنتخب

GMT 21:00 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

فشل مفاوضات إمبابى مع باريس سان جيرمان

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 11:45 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 09:07 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

تشيلسي يتأهل لدور الستة عشر في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 06:19 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رودريجو يؤكد كنت أحلم باللعب بجوار كريستيانو رونالدو

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:39 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعديلات جديدة على البطاقات الوطنية المغربية في 2019

GMT 08:17 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الدكتور علي جمعة يكشف عن كيفية فك السحر

GMT 07:17 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

أمسية رائعة داخل أشهر مطاعم برج العرب في دبي

GMT 07:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

"سوني" تطلق نسخة من "PS4 Pro" بشعار "الرجل العنكبوت"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya