العمّة فيكتوريا وياسمين صبري

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري

المغرب اليوم -

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري

بقلم : سمير عطاالله

«الحياة الكاذبة عند الكبار» عنوان آخر رواية للإيطالية إيلينا فيرانتي، التي أصبحت تحت هذا الاسم المستعار، أشهر أدباء إيطاليا. وهي الرواية الثالثة التي أقرأها لها، وأكثر مما أحببت في أعمالها. تصور فالانتي في أعمالها حياة الناس في مدينة نابولي بأجيالها المختلفة، الآباء والأبناء، الشقاء والسعادة، الخيانات والحب وسائر الظواهر الاجتماعية.

أمضى نجيب محفوظ معظم حياته موظفاً في وزارة الأوقاف، يرفض مغادرتها حتى بعد بلوغ الشهرة، لأنه كان يعثر في أوراق الوزارة على حكايات الناس وقصصهم ويحولهم بدوره إلى «أبطال». وطالما كانت الرواية أقل درامية من حقائق الحياة، حتى لو كان كاتبها نجيب محفوظ. طبعاً معظم كتاب العالم لجأوا إلى الطريقة نفسها، قبل محفوظ وبعده.

في أحيان كثيرة أتابع الأخبار القضائية في صحف مصر، استمراراً في البحث عن أبطال وبطلات صاحب «ثرثرة على النيل». هذه المرة عثرت في إحدى محاكم القاهرة على بطلة من بطلات إيلينا فيرانتي، في كتابها الأخير. في الرواية الإيطالية، البطلة هي العمة فيكتوريا. سيدة محرومة الجمال، انعكس الأمر على سلوكها بين الناس وضمن العائلة.

ذات يوم يتناهى إلى المؤلفة (صاحبة السرد) صوت شجار بين والدها ووالدتها. وفي ذروة الغضب يقول الأب لزوجته «ابنتك بشعة مثل عمتها فيكتوريا». في محكمة القاهرة تطلب الزوجة نرمين الخلع من زوجها لأنه لا يكف عن اتهامها بالبشاعة، وهو لم يعد يقربها منذ فترة طويلة. وبلغ به الأمر أن جاءها ذات يوم ومعه كمية من المال، رماها في وجهها قائلاً: خدي الفلوس دي، وروحي طبيب تجميل يخليكي تبقي زي ياسمين صبري. ولكن أين للصابرات بياسمين صبري أخرى.

وفي كل مرة كان الزوج يطالبها بياسمين صبري، تشعر بالإهانة فوق الذل. وكان يرفض أن يطلقها بسبب روابط القربى بين العائلتين. ولما لم تعد الحياة تطاق مع هذا السفيه، حملت نفسها وطفلها البالغ عامين، وذهبت إلى المحكمة تطلب منها أن تخلع عنها زوجها، وتخلع فكه، إذا كان القانون يسمح بذلك.

التشابه غريب في الحياة، في حارات نابولي، وحارات بيروت، وحارات القاهرة. إننا لا نعرف أي حياة تدور خلف الجدران. والد في إيطاليا يقول لزوجته إن ابنتها بشعة مثل عمتها فيكتوريا (شقيقته)، وزوج في مصر يطالب زوجته كل يوم بأن تصبح في جمال ياسمين صبري. ومن جانبنا في هذه الزاوية نقول للاثنين: «خلعة تخلع حنككما خلعاً»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمّة فيكتوريا وياسمين صبري العمّة فيكتوريا وياسمين صبري



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:59 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

رئيس الوزراء الإيطالي كونتي يجتمع مع السراج في روما

GMT 01:53 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

منار عزت تُعلن عن نوع جديد مِن السياحة تألق

GMT 07:29 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

أفضل المطاعم والمقاهي بجلسات خارجية في الرياض

GMT 23:39 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

اللاعبة ميا خليفة تتلقى ضربة موجعة على صدرها من ثاندر روزا

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 21:12 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

مطعم "Mekong" يقدم الطعام في قفص وأصبح مقصدًا للعشاق

GMT 06:41 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

الياباني هيدو إيتامي نجم عروض "WWE" الرئيسية

GMT 02:33 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح المعرض الجهوي للصناعة التقليدية في بني ملال

GMT 08:46 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شركة "أبل" تعلن عن شرائها تطبيق "شازام" بـ400 مليون دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya