تلاميذ مغاربة أمام اختبار دولي

تلاميذ مغاربة أمام اختبار دولي

المغرب اليوم -

تلاميذ مغاربة أمام اختبار دولي

عبد الحق بلشكر
بقلم: عبد الحق بلشكر

لم يكن مفاجئا أن يحصل التلاميذ المغاربة على رتبة متأخرة في الاختبار الدولي PISA، الذي تجريه منظمة OCDE، بمشاركة تلاميذ من 79 دولة، فمستوى المنظومة التعليمية تدهور منذ سنوات لأسباب عديدة ليس هنا مجال تفصيلها، وهذه حقيقة معروفة رغم الجهود التي تبذل في السنوات الأخيرة.

لكن مشاركة المغرب لأول مرة في هذا الاختبار الدولي، وفي هذه الظرفية التي تتسم بصدور القانون الإطار حول إصلاح التعليم، تكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى الساهرين على المنظومة، لأنه بغض النظر عن الترتيب المتأخر للتلاميذالمغاربة، فإن تحليل نتائج الاختبار سيعطي صورة شاملة حول الأعطاب، وأيضا يفتح آفاقا للاستفادة من التجارب التربوية الدولية الناجحة.

شارك في الاختبار 6814 تلميذامغربيا من ضمن 600 ألف تلميذ من مختلف القارات، من أوروبا وآسيا وأمريكا وأستراليا، وكان المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد المشارك، إلى جانب خمس دول عربية، هي الأردن، لبنان، السعودية الإمارات وقطر.

وجرى انتقاء التلاميذ المغاربة من 179 مدرسة بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، موزعين على الأكاديميات الجهوية، من التعليمين العمومي والخاص.

الشرط الأساسي في الاختيار هو أن يكون عمر التلميذ 15 سنة بغض النظر عن المستوى الذي يدرس فيه، وبالنسبة إلى المغاربة، فقد جرى الاختبار باللغة العربية وعبر الحاسوب، في ثلاث مواد؛ فهم المقروء، والرياضيات والعلوم.

من حيث الترتيب العام، حل المغرب متأخرا في الرتبة 74 من أصل 79 دولة، فآخر دولة من حيث ترتيب النقط هي الفلبين مسبوقة بجمهورية الدومينيكان، ثم كوسوفو ولبنان، وهيالدول الوحيدة التي تفوق عليها المغرب.

أما الرتبة الأولى فهي للصين ثم سنغافورة ومكاو وهونغ كونغ، ثم إستونيا وكندا وفنلندا وإيرلندا، وهي دول تفوقت على أنظمة تربوية عريقةمثل أمريكا وكندا وألمانيا.

ومن الخلاصات الصادمة التي سبق أن وقفت عليها دراسات سابقة أن التلميذ المغربي يجد صعوبة في فهم القراءة باللغة العربية، واستغلال الفهم واستعمال أفكار أخرى لشرح واستثمار ما قرأه، فمعظم التلاميذ المغاربة لم يتجاوزوا المستوى الأول من الفهم بنسبة 64 في المائة، في حين أن 36 في المائة منهم من وصلوا إلى المستوى الثاني، أو أقل من هذاالمستوى.

ومقارنة بلبنان، مثلا، التي تفوق عليها المغرب في الترتيب العام، تبين أن تلاميذ من لبنان وصلوا إلى أعلى مستويات فهم في القراءة، وهما المستوى الخامس والسادس، لكن، في المقابل، فإن آخرين من الدولة نفسها كان مستواهم متدنيا جدا، ما يفسر الفوارق في التعليم في هذا البلد، أما المغاربة فلم يتجاوز أحد منهم المستوى الثاني.

وحصل المغاربة في مجال القراءة على مجموع 359 نقطة، أي أقل من المعدل الدولي 487 نقطة، في حين بلغ أعلى معدل على مستوى الدول المشاركة في الدراسة 555 نقطة سجلتهالصين.

وفي اختبار الرياضيات، حصل المغاربة على 368 نقطة مقابل معدل دولي بلغ 489 نقطة. وحققت الصين أعلى أداء بـ591 نقطة.

وفي مجال العلوم، حقق التلاميذ المغاربة377 نقطة، أقل من المعدل الدولي 489 نقطة، في حين حققت الصين أعلى مستوى بـ590 نقطة. وإذا قارنا المغرب بدول قريبة منه من حيث المستوى، فإننا نجد، مثلا، أن تركياحققت 466 في القراءة، و453 في الرياضيات و469 في العلوم.

والإمارات 432 في القراءة و435 في الرياضيات و434 في العلوم. والأردن 419 في القراءة و400 فيالرياضيات، و429 في العلوم، والسعودية 399 في القراءة، و373 في الرياضيات و386 في العلوم. أيضا هناك معطيات أخرى مفيدة يمكن قراءتها من نتائج الاختبار، تتعلقبوضعية الأستاذ في المنظومة والأجواء السلبية التي تعرفها الأقسام الدراسية.

ومن الخلاصات التي جرى الوقوف عليها أن مستوى تعليم وتكوين الأستاذ له تأثير في التعلم، فقدتبين أن 10 في المائة فقط من الأساتذة المغاربة درسوا إلى مستوى الماستر، وأن مستويات جودة تعليم وتكوين الأساتذة المغاربة أقل مقارنة بعدة دول.

كما أن معظم الأساتذة الجدديعينون في المرة الأولى في مناطق مهمشة، وهذا يعمق الفوارق، فتعيين أستاذ مبتدئ في منطقة نائية يعمق صعوباته في التدريس، في حين أن دولا أخرى تفعل العكس، حيث يجري تعيين الأساتذة ذوي الخبرة في الأماكن المهمشة للنهوض بالتعليم، مثل حالة ماليزيا.

كما أن الأجواء داخل المدرسة محدد أساسي في جودة التعليم، فالأساتذة يشتكون صعوب ةضبط القسم، لكن المفاجأة أن هذه الصعوبة موجودة أكثر في الوسط الحضري أكثر من الوسط القروي المهمش. هذه فقط بعض خلاصات هذا الإخبار الدولي المفيد استخلاص دروسه خلال السنوات المقبلة، حتى يحقق المغرب تقدما في المرة المقبلة في الاختبار الذي يجرى كل ثلاث سنوات.

 

قد يهمك ايضا
%84 مِن التلاميذ المغاربة يدرسون في مؤسسات غالبيتها تنحدر مِن أسر معوزة
"المجلس الأعلى للتربية" يُظهر تقريرًا عن معطيات تهم مكتسبات ومهارات الطلاب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاميذ مغاربة أمام اختبار دولي تلاميذ مغاربة أمام اختبار دولي



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 05:22 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

نزهة العلوي تطرح تصاميم مميزة من القفطان الربيعي

GMT 15:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا

GMT 00:06 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الديكورات المناسبة مع وجود نافورة مُميّزة في منزلك

GMT 03:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

نصائح للتخلص من الحشرات في مطبخك

GMT 01:45 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

عاشور يكشف أن العدوان الثلاثي يهدف لإسقاط سورية

GMT 05:44 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

10 % نمو متوقع لمناولة البضائع في أبوظبي 2018

GMT 11:52 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

جرائم "داعش" محفورة في شوارع الموصل رغم التحرير

GMT 03:24 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تُؤكّد سعيها إلى التجديد في الساحة الفنية

GMT 05:24 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زنوبيا ملكة تدمر تشهد على جرائم "داعش" الوحشيّة

GMT 15:00 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تدشين مشروعات تنموية ذات صبغة اجتماعية في إقليم بركان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya