الطعن في الموازنة «جاهــز» والأبرز صيغة الحل لقطع الحساب

الطعن في الموازنة «جاهــز» والأبرز صيغة الحل لقطع الحساب

المغرب اليوم -

الطعن في الموازنة «جاهــز» والأبرز صيغة الحل لقطع الحساب

بقلم : جورج شاهين

 أيّاً تكن نتائج بَت مشروع قانون الموازنة، فإنّ الصيغة - المخرج التي وافق عليها الجميع بإعطاء الحكومة مهلة 6 أشهر لإنهاء قطع حساب عام 2017، تشكّل خرقاً دستورياً فاضحاً لا يمكن الدفاع عنه بغير الموقف السياسي. لذلك فالطعن الذي تعدّ له المعارضة جاهز، ولا يستغرب أحد أن يبتّه المجلس الدستوري الحالي.
ليس صعباً على أي خبير دستوري أن يعدّد المخالفات المرتكبة في مشروع قانون الموازنة للعام 2019 منذ بدء درسه وتحضيره في مجلس الوزراء، وفي مرحلة إحالته الى المجلس النيابي ، وصولاً الى مرحلة التصويت عليه ليتحوّل قانوناً بكامل المواصفات التشريعية والقانونية والدستورية والتصديق عليه قبل إحالته الى رئيس الجمهورية لتوقيعه ونشره.

ولفت أحد الخبراء إلى أنّ إحالتها من مجلس الوزراء الى مجلس النواب شكّل فصلاً من فصول المخالفات التي بدأت تظهر في الجلسة الـ19 للحكومة التي اختتمت بها سلسلة الجلسات من دون بَت عدد من بنودها. فرفعت كما هي «معلّقة ومنقوصة» الى الجلسة العشرين في بعبدا، حيث أشرفت «التسوية السياسية» على ختم النقاش فيها ولو على زغل. بدليل أنّ بعض أطرافها ومكوناتها السياسية والحزبية لم تكن قد وافقت على العديد ممّا هو مطروح من بنود فيها.

لم يطل الوقت لتظهر العيوب، فبرزت الحكومة مفككة أمام لجنة الإدارة والعدل، رغم انّ جميع مكوناتها حاضرون فيها. وبرز ذلك بالاعتراضات التي عبّر عنها نواب «حزب الله» والتقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية على بعض البنود التي اعتقد البعض أنها منتهية. وهو ما دفع برئيس الحكومة الى التحذير من النتائج المترتبة على التلاعب بما يمسّ أبواب الواردات للحفاظ على نسبة العجز المحققة.

وبناءً على ما تقدّم، برزت المخالفات الأخرى في الجلسة العامة امس الأول بورود الموازنة من دون قطع الحساب لموازنة عام 2017، فسعى الرئيس بري جاهداً الى تأمين التوافق على عقد جلسة لمجلس الوزراء لبتّها. ولكن فشل مبادرته دفعه ليعتذر لاحقاً عن فكرته، ويعلن ان لا جلسات لمجلس الوزراء بعد التوافق على الصيغة التي طرحت بمبادرة من الفريق الوزاري لرئيس الجمهورية وقبول رئيس الحكومة بها نظراً لصعوبة التفاهم على موعد لجلسة مجلس الوزراء قبل قبول رئيسه فكرة وضع إحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي في أوّل بنود جدول الاعمال.

أمّا وقد اختلطت المخالفات الشكلية بمضمون المشروع، فهناك مخالفات لا يمكن إغفالها، وهي تتّصل بالصيغة - المخرج التي اقترحت لتأجيل النظر في قطوعات الحساب لستة أشهر، والتي تكررت للمرة الثانية. فتأجيل بَت قطوعات الحساب مخالفة لمضمون المادة 87 من الدستور التي قالت: «إنّ حسابات الادارة المالية النهائية لكل سنة يجب ان تعرض على المجلس ليوافق عليها قبل نشر موازنة السنة الثانية التي تلي تلك السنة...». وطالما انّ ذلك لم يحصل فقد صار تجاوزها مخالفة دستورية، وأنّ المخرج الوحيد هو بتعديلها قبل نشر الموازنة. وفي وقت ثبت فيه استحالة التعديل فإنّ المخالفة ثابتة. ففي علم الدستور «انّ المادة الدستورية أقوى بكثير من المادة القانونية»، وهي نظرية غير قابلة للنقاش او أي تفسير آخر.

والى المخالفة المرتكبة بتأجيل إقرار موازنة عام 2019 في الشهر السابع من السنة بما أنها لم تبتّ العام الماضي ولم تنشر قبل نهاية الشهر الأول من هذا العام لوَقف العمل بالقاعدة الإثني عشرية، فإنّ الموازنة الجديدة تحوي حوالى 13 مادة تعدّ من «فرسان الموازنة» من أصل 99 منها. وهو ما يشكّل مخالفة دستورية أخرى. فالقانون يحظّر «زَج بعض المواد في الموازنة من دون أن يكون لها أي علاقة بتنفيذها». وقد صنفت الفرسان ضمن 3 فئات: الأولى تتصل بالإعفاء من الغرامات أو إلغاء الضرائب، والثانية تتصل بوضع نصوص تتصل برسوم البلديات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وأشخاص آخرين من القانون العام من غير الدولة، والثالثة تتصل بمسائل تنظيمية وإجرائية لا صلة مباشرة لها بالموازنة العامة». وعليه، فإنّ قانون الموازنة لا يحتمل أيّاً من هذه الأصناف الثلاثة التي «حشرَت» فيها.

لا يتسع المقال لكل الملاحظات التي يمكن أن يقرأها الطاعن في القانون الجديد للموازنة، فمعظم الأرقام الواردة فيه لم تكن نهائية. فهل يعقل ان تعمّم الموازنة على مجلس النواب من دون ان تحتوي على جدول بالإيرادات المتوقعة؟ وإذا كان السبب معروفاً نتيجة الخلاف على نسبة الـ 2 في المئة على المواد المستوردة، إلّا أنّ رفعها الى المجلس بهذا الشكل مخالفة لا يمكن تبريرها.

وعليه، يبدو للمراقبين أنّ نواب المعارضة، ولاسيما نواب كتلة الكتائب، يتجهون الى البحث جدياً في الطعن امام المجلس الدستوري، وسيكون الطعن مقبولاً شكلاً ومضموناً. ومن السهل توفير النواب العشرة للتوقيع الى جانبهم وصولاً الى قول أحدهم «لا يستغرب احد إن وقّع معنا زملاء لنا من «كتلة التنمية والتحرير»، فالرئيس بري يعرف حجم المخالفة المرتكبة، وسبق له أن حذّر منها من دون أن يلقى تجاوباً. كما أنّ الحديث عن عدم الطعن في موازنة عام 2018 للسبب عينه ليس قاعدة، بل هو استثناء. فكيف إذا كانت الشكوى سترفع امام المجلس الدستوري الحالي المستمر في مهماته طالما أنّ «صفقة» التركيبة الجديدة تعثرت وقد يطول الأمر الى ان تعاود الحكومة عملها. فمن يستطيع أن يحدّد موعداً لذلك من اليوم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطعن في الموازنة «جاهــز» والأبرز صيغة الحل لقطع الحساب الطعن في الموازنة «جاهــز» والأبرز صيغة الحل لقطع الحساب



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:59 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

الكمامة القماش لا تحمي من عدوى "كورونا" تعرف على السبب

GMT 10:41 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لمقبرة "توت عنخ آمون" تعرض بالألوان للمرة الأولى

GMT 06:04 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

شاب مريض نفسي ينتحر بطريقة مروعة في الدار البيضاء

GMT 01:44 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

دشني مراد قصة نجاح بعد بماضٍ أليم

GMT 23:52 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية بوسي شلبي تؤكد تعاطفها مع الشيخ صالح عبد الله كامل

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 09:27 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

العاهل المغربي يلغي لقاء وزير الخارجية الأميركي

GMT 07:57 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الفنان المصري محمد خيري بعد أزمة صحّية عن 77 عامًا

GMT 08:01 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"بلاك آرمي" تدعو لإبعاد الانتهازيين عن الجيش الملكي

GMT 15:55 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

"الفيصلية الرياض" يحصد جائزة أفضل فندق فاخر لعام 2018

GMT 03:39 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مواليد برج العقرب يمتلكون أسلوبًا تحليليًّا عميقًا

GMT 03:51 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خطيبة خاشقجي توضع تحت حماية الشرطة التركية

GMT 11:04 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إنابل بطلًا لسباق "قوس النصر" بقيادة ديتوري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya