كيف الخلاص من  الشيكل

كيف الخلاص من .. الشيكل ؟

المغرب اليوم -

كيف الخلاص من  الشيكل

بقلم - حسن البطل

ما أن دلفتُ إلى مقر فرع البنك العربي ـ رام الله التحتا، حتى توجهت من الباب إلى الصندوق لدفع فاتورة الغاز، دون قعدة على كرسي الانتظار، لأن جميعها كانت شاغرة. رواتب أقل، حركة بنكية واقتصادية أقل!
للعام الرابع، اختاروا «البنك العربي» كأحسن البنوك في الشرق الأوسط، وفوق ذلك الفرع هناك «مركز تدريب» للعاملين فيه. إنه بنك محافظ كما شكوت مرة لموظف فيه. أكثر المصارف العاملة ربحاً، واقلّها توزيعاً لجوائز السحب لزبائنه.
سألت الموظفة: هل علّموكم في «مركز التدريب» قصة بنك أنترا وأسباب انهياره؟ فوجئت بالنفي، وأعتقد أن البنك العربي تعلّم من عبرة انهيار «بنك أنترا».
ذات مرة، كتب رئيس تحرير «السفير» اللبنانية، طلال سلمان عن فضل النكبة الفلسطينية على ازدهار لبنان، وساق أمثلة منها أن اللاجئ يوسف بيدس، الذي أسس البنك، جاء حافياً من فلسطين، وصار صاحب أكبر البنوك العاملة في لبنان والشرق الأوسط.
قبل نكسة حزيران 1967 أصيب البنك بنكسة في العام 1965. آنذاك كان عام انطلاق حركة الفدائيين، وبداية طفرة النفط العربية، لكن يوسف بيدس كان مغامراً في التوسع السريع، وسيطر على طيران الشرق الأوسط (MEA)، واشترى أحواض سفن (ناسيوتا) في فرنسا.
المصارف اللبنانية وتلك الأجنبية في لبنان، أطلقت في ذلك العام إشاعة بأن البنك يفتقد السيولة نظراً لتوسعه السريع في الاستثمارات. اندفع زبائن البنك لسحب أموالهم، بينما رفضت الحكومة اللبنانية المتواطئة معهم إعطاء البنك مهلة لتسييل بعض أصول استثماراته الخارجية.
هرب يوسف بيدس إلى إحدى دول أميركا الجنوبية، ومات هناك قهراً لأن الحكومة رفضت مطالبته بمحاكمة عادلة. بعد تحويل البنك إلى شركة مساهمة.. تمّت تصفيته.
رافق تأسيس السلطة الفلسطينية طفرة في تأسيس البنوك. السلطة تتطلع إلى دولة سيادية مستقلة، بينما تشرف على عمل البنوك سلطة النقد الفلسطينية، التي تتطلع إلى التحول لبنك مركزي فلسطيني يتطلع يوماً ما، إلى إصدار عملة نقدية فلسطينية.
القادم من «بكدار» تحدث عن الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل، بعد أدائه اليمين الدستورية و»الخلاص من الشيكل»، بإيجاد وحدة حسابية بعيداً عن التعامل مع العملة الإسرائيلية، شبيهة بوحدات السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي (SDR).
بعد النكبة، أخذت العملة الإسرائيلية (الليرة) والأردنية (الدينار) قيمة صرف الجنيه الفلسطيني. الشيكل الإسرائيلي الجديد استقرّ سعر صرفه عام 1998، بعد حذف ثلاثة أصفار من عملة الليرة القديمة، ثم ثلاثة أصفار أخرى من قيمة الشيكل القديم.
وحدات السحب الخاصة (SDR) مدعومة باحتياطات النقد، مثل الدولار، اليورو، اليوآن الصيني.. إلخ، لكن سلطة النقد الفلسطينية تقول إن الأصول الاحتياطية الفلسطينية لا تتعدّى الـ 583 مليون دولار، وهو مبلغ «فراطة» إزاء الأصول في اليوآن الصيني والدولار الأميركي واليورو الأوروبي، البالغة تريليونات.
تتعامل فلسطين بالشيكل والدينار والدولار. مع الحنين المفهوم للجنيه الفلسطيني، يبدو أن أي عملة نقدية فلسطينية ستكون «الشيكل الفلسطيني» المرتبط بالإسرائيلي. كما الدولار الكندي والأسترالي مثلاً مرتبط بالأميركي مع سعر صرف مختلف.. إلى ما شاء الله، أو انتصرت عملة البيتكوين على السيادة الدولارية الأميركية.

سقط سهواً !
دوشني شاب يافع وهو «يتمسخر» على إعادة وزراء الحكومة اليمين مرتين. المحامي نائل الحوح يحفظ اليمين القانونية من 27 كلمة، وغاب عن الوزراء نطق ثلاث كلمات منها «وللشعب وتراثه القومي». شو يعني؟ يحلف رؤساء أميركا اليمين القانونية أمام كبير القضاة الذي يتلو القسم وكفّ يمناه مرفوعة، ويردده الرئيس من بعده.
القاضي قال: «أنا باراك أوباما» الذي ردّد بعده «أنا باراك حسين أوباما».. وتالياً، كرر الرئيس القسم مصحّحاً في قاعة مغلقة بالبيت الأبيض، بدلاً من مكان الاحتفال المكشوف في طقس شديد البرودة.

«خربشته» أثارت قدحاً ومدحاً
أستاذ الأدب الناقد د. عادل الأسطة «يخربش» يومياً، عدا مقالته الأسبوعية في «الأيام» ومحاضراته في جامعة النجاح، وخصّني عن ثلاثة من كتاب المقالة جميعهم أحرزوا جائزتها أيام محمود درويش: حسن خضر، حسن البطل، خيري منصور.. وجميعهم «عائدون» وقال: فاقوا كتّاب المقالة المحليين أولاً، لا أحد منهم خرّيج كلية صحافة وإعلام. ثانياً: هم خرّيجو المدرسة اللبنانية في الصحافة، واللبنانيون روّاد الصحافة العربية، بما فيها المدرسة المصرية التي كانت قدوة الصحافة المحلية والأردنية.
نالني من «خربشته» الثانية عني قدح ومدح في تعقيب طاهر العطار، الذي لا يروقه موقفي من الوضع الفلسطيني وعدم نقده.
د. عادل يقرأني في «الأيام»، لكن زميلي في «فلسطين الثورة» سعادة سوداح، الفلسطيني السوري ـ القومي، عقّب بالقول: «الحق يُقال.. إن حسن البطل أكثر بكثير من كاتب مقال ممتاز.. هو في الدرجة الأولى، أيام إدارته لـ «فلسطين الثورة» في مرحلتها القبرصية، رائد الانتقال بصحافة الثورة الفلسطينية، من الخطاب السياسي التعبوي الفجّ والمباشر، إلى خطاب أكثر مهنية وهدوءاً وعمقاً.. وكان له أثر كبير على الكثيرين ممن عملوا معه في تلك المرحلة ليسيروا في هذا الاتجاه».
حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف الخلاص من  الشيكل كيف الخلاص من  الشيكل



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 18:41 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

النادي القنيطري يحدد موعد جمعه العام نهاية الشهر الجاري

GMT 10:04 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

شاطئ كابوتاش ذو الرمال البيضاء في أنطاليا التركية

GMT 09:36 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ليدي غاغا تتألق في اللون الوردي أثناء ترويج ألبومها "جوان"

GMT 16:15 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

"نايل فاميلي" تعرض مسلسل "رياح الشرق" بعد خوضه سلسلة قضايا

GMT 10:48 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جبل الأولداغ في تركيا من أفضل الأماكن لممارسة رياضة التزلج

GMT 09:42 2017 الجمعة ,10 شباط / فبراير

نيكول سابا تبدو مثيرة في أجدد جلسة تصوير لها

GMT 14:31 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة المستشارة البرلمانية فاطمة أيت موسى

GMT 11:50 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

"سيشيل" لؤلؤة المحيط الهندي تضم 115 جزيرة من الجرانيت والمرجان

GMT 09:04 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ريجيس دوبريه ينصح في كتابه الأخير نجله بألا يتبع مساره
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya