لا أحد يستطيع امتطاءك إلا إذا كنت منحنيا

لا أحد يستطيع امتطاءك إلا إذا كنت منحنيا

المغرب اليوم -

لا أحد يستطيع امتطاءك إلا إذا كنت منحنيا

بقلم - أسامة الرنتيسي

علينا تذكر هذه الحكمة دائما لأننا نعيش اليوم هذه الحال في وطننا العربي الذي بتنا نستخدم بدلا عنه عبارة: الشرق الاوسط. فقد أصبح العالم العربي والاسلامي مطية لأنه انحنى يوما واستمر مسلسل الانحناء مع سبق الاصرار والترصد كما يقولون في لغة القانون. فنحن نطالب اسرائيل السلام  العادل والشامل كما لو أننا ما عدنا نقوى على حمل سلاح او مقاومة كما لو أننا نستجدي سلاما مستحيلا. في الحقيقة إننا صرنا كالعديم من احتاج الى لئيم.

إن الافاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب

فنحن ربطنا مصائرنا ومصائر شعوبنا بأفاع لا يمكنها يوما أن تتحول الى حمام سلام. فبعد كل ما نمر به اليوم من أزمات في الشرق الاوسط بات اليقين السائدهو عدم اليقين. فلو سألت أي انسان في العالم العربي والاسلامي ماذا يجري وأين نحن مما يحدث حولنا ترى لسان حالهم يقوم تلك العبارة: لا ندري ماذا يجري.

فحين عَين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، مسؤولا سابقا في جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” مبعوثا خاصا له إلى العالم العربي، في سابقة هي الأولى من نوعها، نرى أن هناك من الأكمة ما وراءها. فلم يكف تل أبيب تدمير العالم العربي منذ 1980 بحروب شغلت بها الدول العربية المحورية: العراق وسوريا، بل سعت من خلال الربيع العربي” الى تدمير جيوش كنا نعول عليها الكثير في الوقوف يوما في وجه اعداء الامة الا أن تعيين اريك بن حاييم مبعوثا خاصا لليبرمان إلى الشرق الأوسط،  منوطة به ملفات الاتصال والتواصل مع العالم العربي، تعني الكثير. ونحن للأسف لا نقرأ التاريخ.
 تعلمنا في مدارسنا ومناهجنا أن التاريخ يعيد نفسه، وأن الحكيم من استخلص العبر من الماضي ومن تجارب من سبقوه، وتعلمنا قصة ذلك الثور الذي لو لم يكن ثورا لكان أحط من ذلك لأنه تآمر على بني جلدته وضحى بهم من أجل إرضاء أعدائه الذين يعرف تماما أنه لا يمكن إرضاؤهم ولو أشعل لهم أصابعه العشرة شمعا لينير دربهم. إلى متى نبق مُضلليَن ضالين، نمشي بلا بصيرة ران على قلوبنا حب الاعداء على حب الأهل والاقارب. أليس فيما جرى في العراق وسوريا وليبيا درس وآية؟

والله إن الوضع لمزر والمستقبل موحش طالما آثرنا التضحية بأنفسنا لإسعاد من يجاهرون بأنهم أعداؤنا ليل نهار ونحن نلهث لإرضائهم صباح مساء. نلقف ما يذيعون وينشرون. يبدو أن الكوليسترول لم يصب شرايين القلب فحسب بل انتشر كالسرطان في كافة أنحاء الجسم العربي وبات ينخر به بنشر دهون ثلاثية تغلق كل صمامات الأمان التي يمكن من خلالها انعاش هذا الجسد يوما ما.

بتنا مشتتين مُضلليَن تائهين هائمين نتحالف مع الغريب على القريب ونضحي ببعض ونعرف أن نهايتنا وشيكة ولكن – كالنعام— ندفن رؤوسنا في الرمال خشية معرفة الحقيقة.

في الأمس القريب، دعا يوآف جالانت وزير الإسكان والتخطيط الإسرائيلي، إلى اغتيال الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك ردا على الجرائم التي يرتكبها ضد السوريين، على حد تعبيره. أنا مع أن يحاسب أي مخطئ في حق شعبه إن ثبت ذلك ولكن من يحاسب إسرائيل ومسوؤليها وهم في كل يوم يقتلون العرب بدم بارد وجل ما نفعله رسائل شجب واستنكار حتى مل الاستنكار منا وطالبنا بأن لا نستخدم مرادفاته في هكذا سياق يخص اسرائيل. ما أوقح تلك التصريحات حين تأتي بمن يدعي حماية الشعب العربي وحرصة على الدم العربي في سوريا وهو أي- جالانت، جنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي، وكان مرشحا لقيادة هيئة الأركان، يعلن حرصه على دمائنا.

فعلا، إن لم تستح فاصنع ما شئت ويقولون من جعلك فرعونا، قال: لم أجد من يصدني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا أحد يستطيع امتطاءك إلا إذا كنت منحنيا لا أحد يستطيع امتطاءك إلا إذا كنت منحنيا



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya