وإذا حكمتم بين الناس

وإذا حكمتم بين الناس

المغرب اليوم -

وإذا حكمتم بين الناس

بقلم : رشيد نيني

في الوقت الذي يسمح وزير العدل بمتابعة مبلغة عن الفساد، نرى كيف سارعت وزيرة سابقة في حزب الرميد للتدخل في مجريات بحث قضائي لمجرد أن صيدلية ابنتها ذكرت فيه، والحكاية بدأت عندما حجزت مصالح الشرطة القضائية بمدينة سلا بناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، 10 علب كرطونية تحتوي على 720 علبة، أي ما مجموعه 21600 قرص مهلوس من نوع نورداز 15 مغ، كما تم حجز لدى أفراد شبكة شيك بنكي في اسم صيدلية الذهب بمدينة مكناس يتضمن مبلغ 11 مليون سنتيم، وتعود ملكية هذه الصيدلية إلى ابنة الوزيرة السابقة سمية بنخلدون من طليقها السابق قبل زواجها من زميلها في حزب العدالة والتنمية والوزير السابق الشوباني.

وصرح زعيم الشبكة وهو من ذوي السوابق القضائية في ميدان الاتجار في المخدرات وتكوين عصابة إجرامية، أن الشيك البنكي الخاص بصيدلية ابنة بنخلدون، وكذا المبلغ المالي 6500 درهم، كان سيسلمهما إلى ابن الجنرال المعتقل ضمن نفس الشبكة، الذي يملك صيدلية بمدينة سلا، مقابل التزود بكمية الأقراص المهلوسة، وأن الكيسين اللذين كانا بحوزته، اقتناهما من أجل وضع كمية الأقراص بهما قبل مغادرة المكان على متن وسيلة نقل كيفما كانت.

وحول طريقة حصوله على الشيك البنكي، اعترف بأنه يوم 4 مارس الجاري، اتصل به شقيقه الموضوع رهن الاعتقال بالسجن، وطلب منه الالتقاء بسيدة قرب مقر سكنها، وأخبره بأنها ستسلمه شيكا بنكيا يتضمن مبلغا ماليا ضخما، ثم يتوجه عند أحد الأشخاص قرب سوق «مرجان» قرب حي كريمة بمدينة سلا، سيقله على متن سيارته إلى شخص آخر لتزويده بكمية من «القرقوبي»، وهكذا تسلم الشيك البنكي من السيدة، وتوجه رفقة الشخص الآخر الموجود رهن الاعتقال إلى المكان المتفق عليه، قبل أن تتم مباغتتهما من طرف الشرطة، واعتقالهما معا وبحوزتهما الشيك البنكي وكمية الأقراص المهلوسة.

وعلى ضوء هذه المعلومات التي أدلى بها المتهم الرئيسي في الشبكة أثناء التحقيق التمهيدي معه، وجهت مصالح الشرطة القضائية استدعاء إلى ابنة بنخلدون صاحبة الصيدلية المسجل باسمها الشيك البنكي، وذلك عن طريق مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن مكناس عن طريق برقية داخلية بتاريخ 5 مارس الجاري من أجل مواصلة البحث حول قضية الشيك البنكي التابع لها موضوع الحجز.

وهنا يبقى التساؤل كيف وصل شيك صاحبة الصيدلية إلى صاحب سوابق قضائية اعتقل 12 مرة بتهم الاتجار في الخمور وتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والاتجار في المخدرات ؟
عوض الإجابة عن هذا السؤال فضلت سمية بنخلدون أن تكذب الخبر الذي نشرناه، وأن تعلن مقاضاتنا لأننا نشرنا هذه الواقعة، وواقعة زيارتها لمسؤول بمكتبه طلبا لمعلومات حول الملف انتهت بإنزال مسؤوليه لعقوبة تأديبية به لإفشائه لمعلومات تدخل في إطار سرية البحث.

ولم تكتف بذلك بل هللت لخبر إدانتنا في قضية نشر رفعها ضدنا المدعو سليمان الريسوني الذي يكتب تعليقات في موقع إلكتروني، متمنية لنا المزيد من الإدانات، متغافلة عن خبر إدانة القضاء لنفس المدعو الريسوني ومشغله في الموقع لصالحنا على خلفية شكاية وضعناها ضده، متناسية أن القضاء في نفس الأسبوع أدان لصالحنا المدعو الثمري برلماني حزبها بآسفي بعدما وضعنا ضده شكاية بالسب والقذف.

ودائما في المغرب يحدث أن يتم التغاضي عن أصل المشكل ويتم التركيز على الفروع والتداعيات. وقد ظهر ذلك جليا في فضيحة هيكل الديناصور المهرب من المغرب والذي كشفنا أنه سيباع في مزاد علني بباريس، فتم إلغاء البيع وطالب الوزير المعني باسترجاع الهيكل، وعوض أن يفتح تحقيق مع المسؤولين الأساسيين عن تهريب الهيكل تلقى المواطنون البسطاء الذين يشتغلون في جمع المستحاثات وبقايا عظام الحيوانات استدعاءات للمثول أمام المصالح الأمنية.

والواقع أن هيكل هذا الديناصور المهرب تم اكتشافه من طرف أحد أفراد قبيلة بوعلي المعروفين بالتنقيب عن هذه المستحاثات في المقالع المتناثرة بموقع خريبكة، سيدي شنان، المراح، سيدي الضاوي، المليكات، وذلك سنة 2002، إذ كان حينها المدير المسؤول هو رئيس الجماعة بمدينة اليوسفية الكنتور حاليا. وقد كان الرجل طيبا ذا أخلاق عالية، وفور علمه بما اكتشفه هذا الشخص من قبيلة بوعلي ساعدهم بكل ما يحتاجون من لوجيستيك بسيط، خزانة ميدانية بسيطة وحراس من القوات المساعدة، ولما أكملوا مهمتهم في جمع عظام الديناصور، كافأهم المدير ببعض من المال وقام بتشغيلهم بشركات المناولة، وقام بوضع الديناصور بمتحف صغير بمدينة خريبكة يوجد مكانه بالقرب من مديرية الموارد البشرية، يحتوي بالإضافة إلى هذا الديناصور على مستحاثاث صغيرة وبسيطة منها المكتملة ومنها الناقصة وآليات قديمة استعملت في التنقيب في القعر منذ العشرينيات.

مرت سنوات وانتقل خلالها المدير ضمن حركة اعتيادية داخلية للعمل بمديرية الاستغلال بالكنتور ليتقاعد هناك، وقد خلفه بمدينة خريبكة مدير آخر ثم المدير الحالي الذي قرر إغلاق هذا المتحف سنة 2014، لكي يصدم الجميع بخبر تهريب هيكل الديناصور.

ولذلك فالسؤال الآن ليس هو كيف نعيد هيكل الديناصور إلى المغرب ولكن كيف خرج هذا الديناصور من متحف خريبكة أصلا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وإذا حكمتم بين الناس وإذا حكمتم بين الناس



GMT 05:05 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

حتى أنت يا مصيطيفة

GMT 05:06 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الدرهم العائم

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

يتيم في العيد

GMT 06:30 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

عادات سيئة

GMT 05:40 2017 السبت ,27 أيار / مايو

ولاد لفشوش

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 06:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

الراقصة والسيناريست

GMT 00:24 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

انتشار رياضة التزلج بشكل كبير في صحراء السعودية

GMT 21:37 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

فيصل فجر يؤكد أن الإقصاء من كأس إفريقيا مؤلم

GMT 04:32 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

كندا تُوفر حارسًا شخصيًا للفتاة السعودية الهاربة

GMT 22:40 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

"الحزام" يسيطر على موضة شتاء 2019

GMT 04:30 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جينيفر لوبيز شِبه عارية على غلاف إحدى المجلات

GMT 08:43 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عدد جديد من المجلة الكويتية الفكرية المحكمة «عالم الفكر»

GMT 12:16 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

افتتاح "زعبيل هاوس السيف" من جميرا في دبي

GMT 08:32 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

ولادة 3 أشبال توائم في حديقة بألمانيا

GMT 09:07 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

اختاري الشامبو المناسب لنوعية شعرك للعناية به
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya