بان كي مون يعترف بالجمهورية الصحراوية

بان كي مون يعترف بالجمهورية الصحراوية

المغرب اليوم -

بان كي مون يعترف بالجمهورية الصحراوية

نور الدين مفتاح

ليست هناك مشكلة في أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة مع قادة البوليساريو، فنحن نتفاوض معهم، وهم موجودون كممثلين للاجئين الصحراويين في مخيمات تيندوف وموجودون في كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصِّلة ، يعني أنهم ليسوا أشباحا، وليست هناك مشكلة حتى في حديث بان كي مون عن تقرير المصير، لأن أدبيات الأمم المتحدة مليئة بمثل هذا التعبير بخصوص قضية الصحراء، المشكل هو أن يخلط أمين عام أممي بين البوليساريو والجمهورية الصحراوية، المشكل هو أن يصبح تقرير المصير هو الانفصال، المشكلة هي إقدام رئيس  أعلى هيئة ديبلوماسية دولية على محاولة قطف ثمار قضية غير ناضجة، والاعتقاد أنه سيهيئ ألذ وجبة في تاريخ المنتظم الأممي في الوقت الذي لا تنتج مثل هذه الثمار إلا الطبخات المُرَّة ، المشكلة هي الاعتقاد أن حل هذه المأساة التي عمرت أربعين سنة قد يكون ممكنا بدون المغرب، هذه هي المشكلة التي خلقها بان كيمون لنفسه ولنا وللاجئين في المخيمات، الذين ينتظرون منذ أربعة عقود العودة المنصفة والواقعية لبلدهم بجانب إخوانهم في الساقية الحمراء ووادي الذهب.
 
كل شيء كان غير مناسب في هذه الزيارة، فقد تزامنت مع احتفال البوليساريو  بالجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف واحد، والتي لا يعترف بها المنتظم الأممي ببساطة لأنها لا تتوفر على المقومات الأساسية للدولة، وهي الأرض والشعب، ولهذا فهمت زيارة بان كي مون على أنها رسالة تواطؤ مع مطلب جديد رفعه محمد عبد العزيز في هذا الاحتفال، وهو دعوة القوى الكبرى إلى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، والإعلان عن وضع طلب لدى الجمعية العمومية للحصول على العضوية في الأمم المتحدة. كما أن زيارة بان كيمون لمنطقة بئر لحلو كانت لها رمزية مسيئة للحياد المفترض أن يتحلى به الموظف الأممي الأول في العالم، فالبوليساريو موجودة في مخيمات تندوف ولحمادة على التراب الجزائري، وأما بئر لحلو وتيفاريتي وگلتة زمور والميجق… فهي مراكز توجد في منطقة عازلة تركها الراحل الحسن الثاني طواعية عندما بُني الجدار الدفاعي الرملي الذي يبلغ طوله 2720 كيلومترا حتى لا يصطدم بالجيش الجزائري إذا ما قرر متابعة عناصر من البوليساريو خلف الجدار، وهذا استغله محمد عبد العزيز ليعلن المنطقة العازلة منطقة محررة وليسمي المراكز الآنفة الذكر، ومنها بئر لحلو حيث استقبل بان كي مون، بالمدن المحررة، وبالتالي فإن وجود الأمين العام الأممي ببئر لحلو يعني أنه تجاوز التعامل مع البوليساريو الذي تفاوض معه المغرب بدون عقدة إلى التعامل مع الجمهورية الصحراوية، وهذا تجاوز لخط أحمر استوجب ردّاً قويّاً مزلزلا، وهو ما قامت به الحكومة المغربية، وهذا كان مطلوبا ولكنه غير كاف.
 
إننا اليوم في مواجهة الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي وجزء كبير من دول أمريكا اللاتينية وكريستوفر روس وبان كي مون والدول الإسكندنافية وهولندا وسويسرا واللائحة مؤلمة، ولكن لنا أصدقاء، ولنا حق لابد أن نعترف أنه في محنة مع انتشار الباطل، وقد يكون الموقف الفرنسي الثابت المعبر عنه عقب زيارة بان كي مون ضمانة لئلا تقع مفاجأة في مجلس الأمن الذي سيصدر قراره السنوي في الشهر القادم، كما لنا في السعودية وموقفها الداعم للوحدة الترابية وكذا موقف دول التعاون الخليجي الأخير سند معتبر، ويُعوَّل على الزيارة الملكية لروسيا في 15 مارس لكسب دعم عضو دائم آخر في مجلس الأمن، خصوصا وأنه يعتبر من الحلفاء القريبين من الجزائر، وعموما صدق الشاعر أحمد شوقي ونحن نستحضر ما نحن فيه بخصوص قضية وحدتنا الترابية حين يقول:
 
ومَا نَيْلُ المَطَالِب بالتَّمَنّي *** ولَكِن تُؤْخَذ الدُّنْيا غِلاَبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بان كي مون يعترف بالجمهورية الصحراوية بان كي مون يعترف بالجمهورية الصحراوية



GMT 06:00 2016 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

أوباما وبان… والقلق

GMT 06:45 2016 الإثنين ,11 تموز / يوليو

كلام بان كي مون عن الصواريخ يريح إيران

GMT 06:35 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

بان والمغرب واستعادة الثقة

GMT 08:01 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

بين الرباط وبان كي مون

GMT 07:52 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

تغير قواعد اللعبة بين المغرب والجزائر

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:58 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 07:52 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

"مرسيدس" تكشف الستار عن سيارتها "EQC" الكهربائية

GMT 17:34 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تورط مدير وكالة بنكية في اختلاس 150 مليون من ودائع الزبائن

GMT 00:54 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

حسنية أغادير يصرف 12 ألف درهم لكل لاعب

GMT 13:30 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

اليوفينتوس يضم دارميان من دكة البدلاء في مانشستر

GMT 07:10 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

فيلم سبيلبرغ الجديد عن المرأة وحرية الصحافة

GMT 08:23 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

أحمد سعد يجهز ألبوم غنائي بعد إلغاء قرار إيقافه عن الغناء
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya