لائحة الملائكة، ولائحة الشرف

لائحة الملائكة، ولائحة الشرف!

المغرب اليوم -

لائحة الملائكة، ولائحة الشرف

عبد الحميد الجماهري

وأخيرا عثرنا على ملاك في الحكومة:
ستقول: ما الغرابة في ذلك؟
ألا يمكن أن تعثر على ملاك في حكومة جاءتنا «هدية من لله عز وجل؟».
وما الغريب في العثور على ملاك، إذا كانت السماء لا تبخل على أبنائها الأنبياء بالهدايا منذ 2011؟
ومع ذلك هناك ما يدعو، على الأقل هذا العبد الضعيف إلى رحمة ربه، للاستغراب..
وهاكم دهشتي:
بعد الفقهاء، 
والاثرياء… 
و التقنوقراط الأنبياء
عثرنا على مَلَكٍ يشتغل 24 ساعة على24 ساعة.!
هذا ما جادت بها الصحافة في نهاية الاسبوع،على لسان الوزير الحركي مرون.
وقد كانت الحركة ذات فضل وقد أوشكت علي ملاك أنثى، لكن نقصتها نقطتان للوصول إلى مرتبة الملاك مرون، بعد أن اعلنت أنها تعمل 22 ساعة ….فقط!
لوزرائنا الجدد بعضا من صفات الملائكة الكرام البررة:
فهم لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة
لا يأكلون ولا يشربون، كَحالِ من يشتغل 24ساعة/24ساعة
ولا يملون من العمل 
ولا يتعبون.. وصفات أخرى لا يحسن بنا ذكرها للبشر!
لكني مع ذلك، لست عرضة لأغراء الملائكة ..
ساتركهم في سماء لله سبحانه أو في سماء الاحلام الانتخابية وأنزل أرضا يسقط فيها مطر كثير
وثلج كثير
وظلم كثير
وظلام كثير..
وأضع ، ببساطة كائن ينام ويتعب ويأكل ويشرب مثل البشر، لائحة للشرف الإنساني والبشري:
ذلك المستشار الجماعي ببلدية تطوان والذي سقط صريع الماء والكهرباء في ليلة ماطرة من ليالي الفزع والطوفان، يستحق لوحة الشرف الانساني.
لأنه فضل أن يساهم في التخفيف من العبء الذي عاناه اناس انتخبوه، ومنهم من لم ينتخبه ودعا ربما الى مقاطعته، عوض ان يقلد الملاءكة في … سرير دافيئ او يشتغل 24 ساعة على 24 ساعة..دون ان نرب اثره..
ياسين مفتاح الذي صعقه التيار الكهربائي عندما نزل الى الشارع مع احدى اللجان من اجل إنقاذ المواطنين بشر مشرف!
محمد الهيني اسم من جوقة الشرف، ايضا.
لست هنا للتضامن معه، فقط كان في وقته، لكن لكي أعلن خجلي من ساسة في بلادي، يجتمعون ويوقعون طلبا للاطاحة بقرأس قاض.
لقد اتعبونا بمحاربة الفساد، ولما وجدوا قاضيا نزيها … اغتالوه!
تقول سيرته إن«محمد الهيني، طفل محمد يتيم وعمره خمس سنوات، التحق بـ«مؤسسة الحاج الهادي التجمعتي»، وهي مؤسسة خيرية تعليمية، تعنى بالتلاميذ اليتامى، توفر لهم كل سبل العيش من مأكل وملبس ومسكن وأدوات مدرسية، بعد أن عجزت الوالدة عن توفير واجبات تمدرسه، نتيجة تركها على الكفاف من طرف الأب الهيني، الذي شغل مهنة سائق شاحنة بضائع للنقل الدولي. سرق التلميذ محمد الهيني الاضواء ولم يكن يدرك بزن سرق النار أيضا وستعاقبه الاقدار التراجيدية: فقد حكم لفائدة أطر محضر 20 يوليوز..! استنادا إلى قاعدة استمرارية المرفق الإداري، لكون المحضر موقع عليه من طرف حكومة عباس الفاسي، وهو الحكم الذي وجد فيه الوزير مصطفى الرميد تحديا لحكومتهم، من خلال ما عبر عنه، أياما قليلة جدا بعد صدور الحكم بالقول: «التوظيف المباشر هو عين الفساد» .
لائحة الشرف تستحقها تلك الأم المباركة، فاطنة منتصر التي جاءت تريد اقتناء نسخة من العريس. وقد روى صلاح الوديع، كاتب الرواية قضتها بالقول: «سألتها لمن تريدينه سيدتي؟ قالت بطلاقة شعبية فاتنة: «بغيتو لولدي ما قدرش يجي…أحببتها بلا تردد. وكتبت لابنها وصية» وسأقول مع الروائي: «بوركت يا فاطنة. يا أمنا الرائعة. أما الكتاب، فلو أعطيتها كل النسخ التي تم طبعها ما كفيت صنيعها الرفيع».
لم تقدم الأم، كما في رواية غوركي سوى المثال، ولم تقدم تصريحات..!
أنا أرى فيه القضاة كلهم، ومن يقتل قاضيا فكأنما قتل القضاة جميعا!
لائحة الشرف، يا ملائكة في الحكومة يستحقها الدركي الذي مات شهيدا علي الطريق، بسبب تهور ولد مدلل، والده مسؤول في الدولة أو في قضائها.. قد يكون بدوره ملاكا لا نعرف أنه يشتغل العمر، كله ليل نهار وأيام الأحد !
لاذحة الشرف للمعلمة التي قطعت 40 كلم وسط الثلوج، ببادية مراكش، بعيدا عن كل الذين يجتهدون في تبخيس نساء ورجال التعليم والواقفين على أبواب العمل بجمرة في اليد وأخرى في الحلق..
لائحة الشرف، للشرطي الذي قضى ليال طوال وهو ينصت الي المكالمات ويتتبع التقارير وينقب في المعلقات الداعشية ، ووجد في النهاية خلية كانت تعدنا بحمام من دم وكيمياء وانتحارات..
لائحة الشرف للفريق الذي منع قاصرا من الذهاب ، خطأ إلى جنة الرب، وأقنعه بأن السماء لا يُصْلحها الغزاة (أين قرأت هذا؟)!
الفريق الذي أنقذ الأطفال في شوارعنا ومحلات البيع!
لائحة الشرف للذين يكدون قدر الطاقة البشرية
للرائعين …. وأجمل ما فيهم هشاشتهم الإنسانية وليس ادعاء روح ملائكية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لائحة الملائكة، ولائحة الشرف لائحة الملائكة، ولائحة الشرف



GMT 02:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جريمة كراهية موصوفة... وبامتياز

GMT 01:43 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عادل عبد المهدي والفرصة الأخيرة

GMT 01:06 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وزير مؤثر: قانون الضريبة أو أموال الضمان الاجتماعي!

GMT 00:03 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

10 مصائب للتعديل الوزاري والدمج!

GMT 06:26 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

إقالة الحكومة قبل أن نصطدم بالحيط

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 04:24 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن امتلاك القطط يؤثر على الممارسة الجنسية

GMT 17:36 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

نيسان تخفض " صني" و" سنترا" و" قشقاي"

GMT 08:46 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المتحف الوطني السويدي يعيد فتح أبوابه مجانًا للجمهور

GMT 19:21 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

النسخة الـ 11 لماراطون الدار البيضاء تنطلق 28 تشرين الأول
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya