الجزائر بين الحرب الباردة والسلام البارد

الجزائر بين الحرب الباردة والسلام البارد

المغرب اليوم -

الجزائر بين الحرب الباردة والسلام البارد

عبد الحميد الجماهري

تكتشف الجزائر أن السلام ليس مهنتها، وأن «السلام المسلح» في الصحراء، الذي دام منذ 1991، يزيد من ضياعها في تحديد ما تريده من نفسها، أكثر من ضياع البوصلة في عالم ينفلت من الجميع.
ولهذا فهي تعتقد، كأي محترف عضلات مسلحة، أن باستطاعتها أن تخنق السلام وهي تلوح بالحرب..ويكمل جارها المغرب المعادلة:يخاف من حرب لا تقع ، ويتنازل عن سِلْم لم يمت!
لهذا تزايدت في الآونة الأخيرة المقويات الحربية، في منطقة لديها ما يكفي لكي تنشغل بالموتى غير النظاميين في حرب الإرهاب، وفي حرب الهجرة وفي حرب الجريمة المنظمة!
وكانت أول دفعة من الهواء الساخن، تصاعدت من ورشة الحرب، قد جاءتنا من جنرال جرائري، يقيم على الحدود من تندوف كقائد لمنطقتها، قال إن المغرب «عدو»، وعليه يمكن للحرب أن تجد مبررها في اكتمال الملامح الخاصة بالعداء!
تبدأ الحرب، دوما من النقطة التي انتهت فيها السياسة، عادة، لكنها في حالة الكمون النفسي الجزائري تحاول أن تبدأ من حيث انتهت حرب سابقة !
في تندوف تقيم الحرب، في خيام مهترئة وتستظل بسيارات دفع رباعي للقيادة الانفصالية.
وفي تندوف أيضا، كان بان كيمون يبحث عن الحرب وهو العنصر المقلق الثاني الذي تغذي به الجزائر هذيان الأسلحة، وفيها بحث عن آخر منطقة للسلام ليقتله فيها، بئر لحلو!
كما ذهب الجنرال الجزائري إلى تندوف ليعلن زمن الحرب، ذهب الأمين العام إلى بير لحلو ليعلن عن مكانها!
لا فرق بين الرتبتين!
وعندما استعمل المغرب حظه من السلام لكي يعيد القضية إلى منطقها الحقيقي، أي الوحدة الترابية والدفاع عن سيادته على ترابه، وقرر تعليق التعامل معه وإغلاق مكتب المينورسو، صفق بان كيمون وهو يعلن بأن هذا القرار سيعيد «المواجهة»!
وهو يحلم بها، في ما يبدو كمقابل موضوعي لانهيار الصمود المغربي:اعطونا احتلالا، نعطيكم هزيمة ….ولتحيا الدولة الوهمية!
والجزائر، دولة من النوع الذي يعيش على حرمان غيره من السلام، فتجد نفسها تغرق في عتمة المجهول، عندما تفتحه.. على مصراعيه.
وتريدنا أن نسلِّمَ بالمعادلة التالية: إن كنتم تودون أن تتحرروا مني، فعليكم أن تبالغوا في الانصياع، وفي الجمود مثلي وأكثر.
لهذا تريدنا أن نعطيها الحق في الخوف منها!
ونعطيها الحق في أن تفعل ببلادنا ما تشاء ولا تفعل ببلادها ما تشاء وفي حقها من الديموقراطية والحقوق الاقتصادية والسلام الداخلي!
وفي تندوف أيضا، تريد قيادة الانفصال أن تساعد الجزائر على مهمة قوتها، فتدعو إلى استنفار كل القدامى من المحاربين في صفوفها.كما تداولت منابر إعلامية جدية.
إلى تندوف يستدعى احتياطي الحرب القديمة والحرب الباردة وفيلق العداء، لتكمل الحفلة… الحربية!
وعلينا أن نربط بين أنباء الحرب الموعودة، بتراتبية الحصيلة:
جنرال جزائري يجتمع في تندوف بقيادته وبالانفصاليين ويعلن أن المغرب عدو.
أمين عام للأمم المتحدة يزور أنقاض السلام المرتبك ويعلنها دولة محررة.
جنود سابقون في الهزائم السابقة يستعدون للعودة إلى مخيمات تندوف لعل حملا واهما يسعفهم! 
ودولة شرقية تكتشف أن السلام ليس مهنتها، لأن لا مهنة لها سوى العداء!
فقد خرجت الجزائر من الحرب الباردة، إلى السلام البارد، ولم تعرف ولم تتأقلم مع الوضع الجديد، إلا لأنها كانت تعيش الحرب الحقيقية في الداخل، ولما انتصرت على شعبها، بكل فصائله، تذكرت أن الحرب تنبت في حديقة الجيران… وما من شك أن البلاد التي تنهار، وتعتبر بأن انهيارها رياضة وحرية للآخرين في مخيماتها، هي بلاد تبشر بالأسوأ: الحرب!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر بين الحرب الباردة والسلام البارد الجزائر بين الحرب الباردة والسلام البارد



GMT 02:07 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

موقف الجزائر!

GMT 17:04 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أخبار عالمية مهمة للقارئ العربي

GMT 05:45 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

أخبار مهمة للقارئ العربي

GMT 12:51 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سقوط «الوصفات الجاهزة»

GMT 11:15 2019 الأحد ,25 آب / أغسطس

الجزائر ونهاية المرحلة الانتقالية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya