unem

UNEM

المغرب اليوم -

unem

بقلم : حسن طارق

حدثان على الأقل، خلال الأسبوع الماضي، جعلا “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” يعود قليلا إلى واجهة الأحداث، الأول يتعلق بالوعكة الصحية التي ألمت بالأستاذ محمد بوبكري شفاه الله، آخر رئيس لهذه المنظمة، والثاني الجدل المتنامي داخل وسائط التواصل الاجتماعي حول مقر هذه المنظمة بالرباط .
كلا الحدثين، شكلا، بالنسبة إلى أجيال من خريجي “أوطم” فرصة خاصة لاستحضار السياسة والتاريخ والتقاء الذاكرة مع شجون الحنين !
شكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جزءا أساسيا من تاريخ المغرب السياسي، إذ ظل لهذه المنظمة الطلابية الرائدة، فضلا عن حضورها النقابي القوي دفاعا عن الطلاب والجامعة والمدرسة العمومية، صوتا مسموعا في كل قضايا البلاد ومحطاتها الكبرى، وحقلا للنضال الجماهيري ذي الأفق الديمقراطي، منذ الاستقلال وإلى حدود بداية الثمانينيات، تاريخ فشل المؤتمر السابع عشر للاتحاد .
من عبداللطيف المنوني إلى محمد بوبكري، مرورا بمحمد الفاروقي، فتح الله ولعلو، حميد برادة، إدريس السغروشني، محمد الحلوي، الطيب بناني، عبدالعزيز المنبهي وآخرين. يكفي استعراض أسماء الرؤساء السابقين للاتحاد، للوقوف على طبيعة النخب التي صنعت داخل ديناميات هذه المنظمة، أما العودة مثلا إلى قائمة أسماء آخر مجلس إداري منتخب في المؤتمر السادس عشر، فتوضح إلى حد بعيد كيف يحضر اليوم جيل “السبعينيون” الذين ترعرعوا داخل أحضان الاتحاد، وفي خضم نضالاته ونقاشاته وعنفوانه، في كل الواجهات السياسية والنقابية والإعلامية والثقافية والحقوقية والجمعوية، وكيف يتوزعون على كل فضاءات المسؤوليات المدنية والرسمية .
أكثر من مجرد تنظيم نقابي، حولت سياقات “ما بعد 1956” المليئة بالإحباطات والأحلام والالتباسات، الاتحاد الوطني إلى خميرة للمجتمع المدني لمغرب الاستقلال، وإلى مختبر سياسي و ثقافي وفكري لصناعة المستقبل، وإلى فضاء منبري للأطروحات التقدمية المتفاعلة مع أحلام الشبيبة العالمية، وإلى ميدان للتلاقح مع أفكار التغيير وأدبياته، وإلى نافذة للانتماء لروح العصر. وبكلمة كان الأمر يتعلق بمدرسة حقيقية للتأطير السياسي والثقافي، وجامعة موازية للتكوين والتنشئة، استطاعت أن تمد الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والجمعيات المدنية، بالأطر والخبرات والكفاءات، وأن تلهم الممارسة المدنية والجمعوية بالكثير من الأفكار وأنماط الاشتغال.
مع الأسف، ولأسباب عديدة ومعقدة، سيتحول كل هذا التاريخ إلى مجرد ماض، بعد موجات القمع في بدايات الثمانينيات وما تلاها من “حظر عملي” للمنظمة، وتحلل لأجهزتها القاعدية، واستحالة مشاريع إعادة الهيكلة، على ضوء تحولات كبرى، ثقافية وسوسيولوجية وسياسية، في الجامعة المغربية وداخل الساكنة الطلابية، وفي شروط النضال الطلابي في كل العالم .
اليوم، لاشك، أن في حكاية “المقر”، الكثير من النوستالجيا. أجيال كثيرة من الطلاب وموجات من المناضلين، ارتبطت إنسانيا وعاطفيا، في مساراتها المتقاطعة مع تلك “الفيلا” المتوارية في شارع “لافوازييه” (سابقا)، والتي تمثل عنوانا رمزيا لمرحلة ذهبية في العمل الطلابي والحياة السياسية المغربية، وجزءا حميميا من التاريخ الشخصي لآلاف من المواطنين المغاربة الذين تتلمذوا داخل حلقيات “لونيم”.
لذلك فملف بمثل هذه الرمزية، لا يحتاج إلى المساطر الاعتيادية والإجراءات القضائية، بقدر ما يحتاج إلى قرار سياسي ملائم. هذه البناية قد تكون هي ما تبقى ماديا من تراث الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لذلك فالواجب الأخلاقي والسياسي لحماية الذاكرة الحية للشعب المغربي، يدعو إلى تدبير ذكي لبناية حي الليمون.
بعد ذلك، فإن الأفكار والصيغ والاقتراحات ليست هي ما سينقص!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

unem unem



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:59 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

الكمامة القماش لا تحمي من عدوى "كورونا" تعرف على السبب

GMT 10:41 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لمقبرة "توت عنخ آمون" تعرض بالألوان للمرة الأولى

GMT 06:04 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

شاب مريض نفسي ينتحر بطريقة مروعة في الدار البيضاء

GMT 01:44 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

دشني مراد قصة نجاح بعد بماضٍ أليم

GMT 23:52 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية بوسي شلبي تؤكد تعاطفها مع الشيخ صالح عبد الله كامل

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 09:27 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

العاهل المغربي يلغي لقاء وزير الخارجية الأميركي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya