47 ـ 1

47 ـ 1

المغرب اليوم -

47 ـ 1

بقلم : حسن طارق

عقدت الجمعية المغربية للقانون الدستوري، مساء الجمعة الماضية، بالرباط، ندوة علمية لمناقشة نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة ومسلسل مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة .
النقاشات الغنية التي شهدتها هذه الندوة المهمة، توحي بمجموعة من الخلاصات السريعة :

أولاها، التقدير الجماعي للمشاركين بصعوبة إنتاج خطاب علمي /فقهي في علاقة بالتفاعلات المستمرة للأحداث والوقائع، وخاصة وسط كثافة الخطابات المنتجة حول “القانون الدستوري” من أوساط حزبية وإعلامية، وهي خطابات لا تخفي رهاناتها التكتيكية والسياسوية، البعيدة كل البعد عن شرط خطاب المعرفة القانونية.

ثانيها؛ يتعلق بالمسافة التي وضعها غالبية المتدخلين في النقاش، مع خطاب الأزمة الدستورية كواحد من التوصيفات “الدارجة” لتعقد مسار المفاوضات من أجل تشكيل الأغلبية البرلمانية.

ذلك أن هذا الخطاب مجرد محاولة لتصدير الأزمة إلى حقل القانون الدستوري، الذي لايزال قادرا على التأطير المعياري لتطورات الحالة السياسية المغربية.

والواقع أن توصيف الأزمة السياسية نفسه لا يبدو مطابقا للواقع، إذ إن الأزمة ستقع عندما سيصرح المعنيون المباشرون بذلك !

ثالثها؛ نهاية أسطورة “الأعمال التحضيرية” لدستور 2011، ذلك أن السياق القانوني والسياسي لمراجعة دستور 1996 ارتبط بممارسة الاختصاصات “التأسيسية” للمؤسسة الملكية في موضوع التعديل الدستوري، لذلك فصلاحيات لجنة عبداللطيف المنوني أو الآلية الموازية، لم تكن سوى صلاحيات للاستشارة والدعم، حيث ظل الملك صاحب الكلمة الأخيرة في حسم المشروع النهائي للمراجعة، وهو ما يجعل من منطق الأعمال التمهيدية للدستور، منطقا لا علاقة له بنوعية المسطرة التأسيسية، ولا بطبيعة عمل لجنة المراجعة. (سبق التطرق إلى هذا الموضوع في عمودنا بالحيز نفسه، وذلك بتاريخ فاتح أبريل 2013، تحت عنوان: “من كتب فعلا دستور 2011”).

رابعها؛ استمرار الموقع المركزي الذي بات يحتله الفصل 47، وخاصة فقرته الأولى (1.47)، كإحدى البؤر المركزية للنقاش العمومي، وطبعا داخل الجماعة العلمية، خلال هذه المرحلة السياسية .

خامسها؛ الخروج العمومي لعدد من أعضاء اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، لمناقشة بعض فصوله ومقتضياته المثيرة للجدل، وتقديم قراءات قد تتطابق في بعض الحالات، وقد تختلف في حالات أخرى، ويبدو هذا الأمر طبيعيا، ذلك أن هؤلاء الأعضاء يملكون اليوم المسافة نفسها مع مجموع الباحثين الدستوريين، لمناقشة دستور 2011، وأن مرورهم في تجربة اللجنة كخبراء مساهمين في استشارة وطنية، لا تمنعهم – مع استحضار الحدود المعقولة لواجب التحفظ في مستويات معينة من المعلومة – من الاستئناف الطبيعي لاجتهاداتهم البحثية، كما أنها لا تمنح لآرائهم العمومية أي سلطة خاصة، خارج سلطة الحجج الفقهية التي يقدمونها حول وثيقة يوليوز 2011.

المصدر : صحيفة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

47 ـ 1 47 ـ 1



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya